:: الفصل الرابع و الثلاثون ::

1K 93 32
                                    

- الغرق -

" لا يوجد وهم يبدو كأنه حقيقة مثل الحب ، و لا حقيقة نتعامل معها و كأنها الوهم مثل الموت "
#مصطفى_محمود

دائماً ما كنت اسمع عن الموت ، و كيف يباغت الإنسان دون استئذان ، اعتقدت أنني افهم ذلك و اعيه جيداً .. لكنني اكتشفت اليوم أنني لم افهم ذلك قط !!

و بشكل واقعي و تجربة مفاجئة ادركت هذه الحقيقة ، الموت يقتحم حياتك فجأة دون سابق إنذار ، دون أن تدرك تجد نفسك قد وقعت في براثنه ، كلنا نضع للموت وقتاً معيناً اخترناه و هو عند التقدم في العمر !!

نفعل ذلك رغم ادراكنا لحقيقة كونه يهاجم الصغير و الكبير دون رحمة !!

درس جديد جعلني ادرك أنه و كما سيؤول مصير الجميع للموت في النهاية ، فإنه لا وقت محدد لهذه النهاية .. لكنني لم ادركها إلا في الفصل الأخير من حياتي .. أي بعد فوات الأوان ..

كان ذلك آخر ما دار في عقلي قبل أن افتح عيناي على الواقع .. فتحت عيناي و حركت انظاري محاولةً استيعاب ما يحصل ، أين أنا ؟؟ و لماذا انا هنا ؟؟ و ماذا افعل ؟؟

هذه الاسئلة و اكثر اخذت تطرح نفسها علي بشكل متتالي و دون توقف ، دون أي إجابة واضحة مما جعل من الواقع امراً مجهولاً مخيفاً للغاية !!

كنت استلقي على معدتي و اشعر بنفسي مبللة تماماً و جسدي ثقيل ، رغم ذلك قررت التحرك و حالما رفعت نفسي بكلتا يداي شعرت بيد تضغط على ظهري لتمنعني من المتابعة و النهوض ، اتبعه صوت شاب

" اهدأي ، انتِ بخير !! "

الصوت الذي وصل لمسامعي لم يكن بغريب ، بل ترجمه عقلي مباشرةً فهو صوت دان !!

في تلك اللحظة عادت جميع الذكريات إلي دفعةً واحدةً حتى أكاد اجزم أن ترتيبها لم يكن منطقياً في عقلي .. كل الذكريات اصبحت حاضرةً بدءاً بخروجي من منزلي و انتهاءً بما حصل أمام حوض السباحة !!

هنا انتابتني قشعريرة تبعها ردة فعل مفاجئة حيث جلست بسرعة و قمت بالزحف للخلف رغم شعوري بثقل جسدي و أنا اصرخ

" و الآن ما الذي تخطط لفعله بي بعد كل هذا ؟! "

كان يجلس و هو يثني أحد ساقيه و قد اتكأ بذراعه عليها ، بينما كانت الأخرى في حالة استرخاء ، مبلل بالكامل و هذا مؤكد فلا أحد غيره اخرجني !!

المقدر لي .. ( الرواية قيد التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن