:: الفصل الثامن و الخمسون ::

880 90 7
                                    

- تأمل السماء -

أن تحظى بثقة الآخرين خير لك من أن تحظى بحبهم ..
#جورج_ماكدونالد

مثل مرّ بي ذات مرة ، لم اعي أن المثل يتحدث عن أمر واقع و شعور حقيقي !!

لكنني فعلاً شعرت اليوم بحقيقته ، روبن يحبني لكن يبدو أنه لا يثق بي و هذا اغضبني ، لا اعلم ما إن كان ما اقوله حقيقياً أو لنظراته تفسير آخر ، لكن الأمر مزعج و قد عكر مزاجي و بشدة !!

حركت نظري في المكان فشاهدت شاب يجلس على احد المقاعد ، حاملاً حاسبه المحمول و يعمل عليه ، ذاته الشاب الذي كان ينتظر صديقه لكن معه فتاة هذه المرة ، بدى أن بينهما نقاش ..

شعرت لأول مرة بأننا كبرنا و لا بد من أن نخوض بعض المشاكل و الخلافات بالإضافة لتحمل المسؤوليات الملقاة علينا ، حاولت نسيان ما حصل اليوم و قد قررت المغادرة فارسلت لروبن

( حبيبي .. موفق في دراستك ..
ليس لديّ ما افعله في الجامعة لذا غادرت ، عندما تنتهي اتصل بي لنحدد وقت لقائنا اليوم ..
احبك ❤️ )

سرت حتى وصلت لمواقف السيارات فوجدت دان يقف متكئاً على سيارتي .. بسبب الاحباط الذي اشعر به ، اشعر أن التعامل مع سيد مسببات الازعاج امراً ثقيلاً لا طاقة لي به

" لا حديث بيننا دان ، انتهت كل الاحاديث !! "

كان يضع يديه بداخل جيوب سترته الضخمة و التي بدى واضحاً انها تقيه من البرد بشكل جيد ، اعتدل في وقفته و عندما اقترب تراجعت بشدة

" دان ، ارجوك افق فقد تعبت و انا اتعامل مع شخص فاقد لعقله !! "

اطلق ضحكة ساخرة

" انتِ من افقدتيه العقل و تسببتي في ثمالته لذا كفاكِ تشكياً !! "

زفرت بشدة

" ماذا تريد ؟؟ "

حرك نظره للأعلى بتفكير ثم اجابني

" لا شيء محدد ، رؤيتك فقط !! "

كان قد ابتعد عن باب السيارة ففتحتها و اسرعت و ركبتها و قمت بتشغيلها ، اقترب من النافذة

" ستهربين مني ؟؟ "

حركت رأسي موافقة بينما تابع

" لا بأس ، اهتمي بنفسك ، قودي بحذر فهناك من سيموت إن حلّ بك مكروه !! "

قررت تحريك السيارة فابتعد عنها و عدت بها للخلف بسرعة و خرجت من مكان المواقف و ظل هو ينظر إليّ بتعجب ، تجمعت الدموع في عيناي و انا اقود ضربت المقود بيدي و انا اصرخ

" تباً لكل ما يواجهني !! تباً لكل من دان و روبن !! "

لاحظت فجأة أنني اقود بسرعة جنونية فتذكرت صوت روبن

( ڤيولا ، اليوم لنخرج في موعد !! )

ثم صوت دان

( هناك من سيموت إن حلّ بك مكروه )

هدأت السرعة ، رغم انها كلمة دان إلا أنها تنطبق على روبن اكثر !!

اخذت اسير بحذر ، ادرك اهميتي في حياته ، روبن يحبني من اعماقه لذا ليس عليّ أن اغضب بل سأستوضح الأمر منه ..

في كثير من الاحيان تكون مشاكلنا بسيطة لكننا نتسبب في تكبيرها بالكتمان ، أؤمن أن الصراحة هي اساس العلاقات أياً كانت !!

قمت بتهدأة اعصابي و توقفت امام احد المقاهي ، اشتريت منه قهوةً و قطعة كعك محلى ( دونات ) ، جلست في سيارتي و اخذت ارشف من القهوة ، لم اتحرك فقد كانت نسمات الهواء الباردة جميلة ..

لذا تركتها تدخل من خلال نافذة السيارة ، ابعدت كل انواع التفكير عني و اخذت اراقب الغيوم التي كانت تتحرك بهدوء شديد ، تبدل اشكالها في السماء ..

كم هي جميلة تتابع تحركها ، حاملة قطرات المطر دون توقف ، تقودها حول العالم حتى يزداد حملها فتمطر علينا قطرات باردة لطيفة .. انتهيت من تناول ما اشتريته و كان بعض الوقت قد مضى بالفعل ، وصلتني رسالة

[ هل انتِ في المنزل ؟؟ أم ليس بعد ؟؟ ]

اخذت انظر للهاتف و تلك الرسالة التي وثقت باسم روبن ، شعرت مجدداً بمشاعر الحب و السعادة ، قصتي حبي مع هذا الشاب لن تنتهي بسهولة ، ارسلت له

[ لم اصل بعد ، متواجدة امام مقهى الكعك المحلى القريب من الجامعة ☕️🍩 ]

[ لا تتحركي ، سآتي حالاً !! ]

[ حسناً ، بانتظارك ]

ابتسمت و نطقت

" احبه كثيراً ، تكاد تكون ابسط تفاصيل بيننا كنوز لا تقدر بثمن حقاً !! "

فتحت الراديو و اخذت استمع لموسيقى بيانو جميلة اخذت تعمل ، جميلة للغاية و قد نقلتني لعالم آخر ، اخذت اتخيل قاعة واسعة ببلاطات ناعمة عاكسة للأضواء يتوسطها بيانو ..

بينما كان روبن امامي ، اخذنا نرقص بخفة على تلك الألحان ، اريد لهذا المشهد أن يصبح حقيقة ، كل شيء ممكن في موعدنا اليوم ، لذا سأنتظر و سنرى !!

انتهى الفصل ..

ما رأيكم في الفصل ؟؟

ما اكثر مقطع نال اعجابكم ؟؟

توقعات ، اقتراحات ، آراء ؟؟

المقدر لي .. ( الرواية قيد التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن