اللحظات الحلوة تمضي سريعاً ، و هذا درس قاسي تعلمته من الماضي ، ماضيي لم يكن الأفضل ، و لكني كنت احمل الأمل دائماً كالعقد في عنقي ، كان لي أخ كان هو كل عائلتي ، اصبح لي مستقبل و لكن لا احب ان اتحدث عن مستقبلي من دون ان اذكر ماضيي .
ولدت في قرية صغيرة تكاد تكون نائية تدعى الغابة السوداء و ذلك لوقوعها بالقرب من هذه الغابه ،كان يوم ولادتي في فصل الشتاء كان الثلج قد غطى اسقفة البيوت و المداخن لم تستطع ان تدفئ الأكواخ المهترئة، في ذلك اليوم ولدت أنا و ماتت والدتي بالمقابل، كان الأمر و كأنه تبادل، حزن والدي بشدة ، حملني بين يديه و راح يتماسك و هو يقاوم دموعه يحاول ان ينظر الى وجهي ، اعتقد انه في تلك النظره لم يكن يريد ان ينظر الى قاتلة زوجته ، لم يكن يريد ان يشعر باي شفقة من ناحيتي .حملني مطرقاً جلس على اقرب كرسي ، دخل طفل صغير في الخامسه من عمره و صرخ بعدما القى نظرة و ابتسم:"انها كالنار "
و اخيراً نظر الي ابي و راح يجهش بالبكاء و هو يحتضنني ، كانت تلك المرة الأولى و الأخيرة التي يحتضنني فيها ، و قال و هو يمسح دموعه :"سأسميها دراقون"
كان اخي يحب ان يحكي لي حكاية مولدي كان دائماً يقول فتاة كالنار ولدت في ليلة مثلجه ، حزن على فراق امي و لكنه كان يخبرني كم انه سعيد كون امي تركت لهم اجمل هديه ليت ابي كان يفكر بمثل الطريقه.
شاع ذلك اللقب فكلما رآني احدهم و انا طفلة كان يقول بأنني ابدو كالنار ، و السبب يعود لشعري الأحمر ، على عكس اخي ايليوس و الذي كان يمتع بشعر اشقر كالشمس ، كان ايليوس فخر ابي ، بينما كنت انا العار، في اولى مراحل حياتي لم يعتني بي ابي ابداً ، لقد كان اخي هو من اعتنى فيني، لقد كان هو من ساعدني على خطواتي الأولى و هو من علمني كلماتي الأولى، كان والدي حداد يصنع السيوف و لكن في قرية في مكان نائي من قد يرغب بالسيوف ،اذكر اني حينما بلغت الخامسه كان اخي في العاشرة ، بدأ ابي بتعليمي صنعة الحداده مع اخي كان يعاملني كصبي، كنت صغيرة و كان هو اسوأ كوابيسي كان كلما نظر في عيني اقشعر بدني ، لم يكن درسي الأول في الحدادة سهل ابداً ، لقد كان مؤلماً لقد كان علي ان احمل مطرقتاً تفوق وزني الضئيل،كان اخي ايليوس يساعدني ، حاول مع ابي كثيراً ان يبعدني عن عمل الحداده و لكن كان ابي محارباً سابقاً في الجيش صلب و عنيد كالحجاره ،كنت اكره شغل الحداده، فلقد كان علي ان استيقظ باكراً لأفتح معمل الحداده ، و اوقد النار و ارتب ادوات الليلة الماضيه، و لكن بفضل اخي كبرت و انا اشعر بان الحداده علمتني الكثير، لقد حول معمل الحداده كملعب لنا، كنا نصنع السيوف و الرماح و ادوات الزراعه معاً، كان اخي شغوفاً بالسيوف ، يحملها طول الوقت و يتباها بانه يتطور فيها يوماً بعد يوم ، و فيما بعد اصبح يعلمني عليها هذه السيوف .
فلقد كانت المبارزه بالسيوف كاللعبه بالنسبة لنا ، كان ابي غير انه يلقي علي الأوامر فهو لم يكن يتحدث معي و قد كان اخي إيليوس صديقي الوحيد ، لم يكن اولاد القريه يحبوني كثيراً.
كانوا يسموني باسماء عديده منها دراقون المتصابيه ، ابنة الحداد المتوحش، الفتاة الناريه . كنت كلما اقتربت منهم صرخوا :"اهربوا دراقون المتصابيه جائت ستحرقنا بشعرها" كنت اشعر بالغضب في كل مره ، فلقد كنت اركض خلفهم اريد ان امسك بهم و اصرخ فيهم :" انا لست شريرة ، انا فقط وحيده اريد ان يكون لي اصدقاء"
كان اخي هو كل عائلتي و لكن حينما اصبح في الخامسة عشر من عمره كان يجب ان يذهب الى الجبهة ليقاتل في الحرب ، كنت وقتها في العاشرة ، كنت متحيره وحيده لا اعرف هل انا فتاة ام صبي فلقد كان اخي يعاملني كالأميرة ، و لكن ابي كان يعالمني و كأنني صعلوك متسول اعمل تحت امرته.
------------------
ما رأيكم حتى الآن !؟
هل اكمل ام اتوقف !؟
و ما الذي تعتقدون انه سيحصل لدراقون ذات العاشره من عمرها !؟
و شكراً مقدماً
أنت تقرأ
النار التي لا تنطفئ
Historical Fictionاللحظات الحلوة تمضي سريعاً ، و هذا درس قاسي تعلمته من الماضي ، ماضيي لم يكن الأفضل ، و لكني كنت احمل الأمل دائماً كالعقد في عنقي ، كان لي أخ كان هو كل عائلتي ، اصبح لي مستقبل و لكن لا احب ان اتحدث عن مستقبلي من دون ان اذكر ماضيي . #مسابقة_أفضل_كاتب_...