و اكمل:"سألته بشكل غير مباشر عن مقتل والدي و اخبرني انه يشتبه بأحد أعمامي"
نظرنا له بصدمة و سأله كالدويل:" بأي منا يشتبه!؟"
"بعمي دوقال" قال بهدوء
"ماذا و لكن ما دخل نانا بدوقال؟!" قلت بصدمة
"ربما قامت العمة نانا بخداعك؟! لأنها لم تبدو صادقة تماماً في حديثها معك؟!" قال بلاكسون بتفكير
"هذا يعني انها ربما تكون كذبت بشأن براءة زوجها و يحاولون الإيقاع بدوقال كما حاولوا الإيقاع بك!" قال كالدويل بتفكير
"و يعني انهم هم و بكل تأكيد منفذي محاولة اغتيال الزعيم" قلت بتأييد
"و هذا يجعلهم متورطيين بمقتل والدي" قال بلاكسون بغضب
فقد راحت الحقائق تترامى أمامنا بوضوح و كنا نحاول ربط كل شئ ببعضه البعض
"حتى الآن لا نستطيع ان نخبر احداً بالموضوع فنحن لا نملك اي دليل ضدهم، اما أنا فسأجاري نانا حتى أصل لبقية حلفها المزعوم" قال كالدويل
كان على كالدويل ان يقطع ارتباطه بنا و بغربان الليل و ببلاكسون على وجه الخصوص لكي لا يثير الشكوك، لم نخبر بقية غربان الليل بكل ما توصلنا له كوننا غير متأكدين من الأمر تماماً.
مرت عدة أسابيع في هذه الفترة كنا نقوم بأعمال بسيطة في المدينة، في تلك الفترة كانت تهاجمني كل المشاعر الغريبة، و كانت تلك المشاعر ناحية بلاكسون، كنت اتوتر كلما بقيت بقربه و خصوصاً حينما نكون لوحدنا، تخونني الكلمات و لا تخرج من حلقي و لذلك اخترت ان ابتعد عنه بعيداً فقد كنت إعتقدت ان بي مرضٌ خطير فقد كنت أشعر بأن قلبي يخفق بشدة حتى أشعر و كأنني سأفقد القدرة على التنفس بشكل طبيعي كان كلما تكلم كنت أذوب في ملامحه، كنت أحب مراقبة كل تصرفاته، و اطمح لأن اعرف كل تفاصيله ماذا يحب و ماذا يكره؟! و حتى شعرت بأنني مجنونة و قررت ان اتوقف عن هذا الأمر. كنت اريد ان اشغل نفسي عن الموضوع.
و اخيراً بعد فترة جاء الينا كالدويل بأخبار جيدة، قمنا بالإجتماع في المدينة سراً مع بقية المجموعة
"يجب أن نتحرك قريباً" قال كالدويل بسرعة
"و لكن لماذا؟!" قال بلاكسون
"هناك اجتماع سيكون في قصر الملك، سيجتمع فيه اهم المؤيديين لألمر كوردل" قال كالدويل
"هل فقدوا عقلهم في قصر الملك!؟" قال ريجينالد بصدمة
"سيكون هناك احتفال عظيم بمناسبة انشاء البلاد و هو يريدون ان يستغلوا هذا الإحتفال و يجتمعوا بشكل سري" قال كالدويل و اكمل:" سيكون احد جواسيس نانا هناك، قالت انه ليس كرووتلاندي لكي لا يثير الشبهات"
"اذاً ما المطلوب منا!؟" قال ريجينالد
"سنحاول الدخول للحفلة و الوصول لإجتماعهم" قال كالدويل بسرعة
"ماذا !؟ و لكن هذا صعب سيعرفون اننا كرووتلانديين" صرخ لونان
"و لكن ان ارسلنا دراقون و بلاك تحت اسم جد بلاك لن يشك أحدٌ في هويتهما" قال كالدويل
"سيكون هذا في صالحنا فجدي قد اعتزل خضور الحفلات منذ زمن و حضور أحد من عائلته سيكون أمرٌ مثير للناس" قال بلاكسون
"و لكن ما دخلي أنا!؟" قلت
"يجب ان لا نثير الشبهات فحضور بلاكسون لوحده سيثير الشبهات و لكن وجودكِ بجانبه تحت غطاء انكِ زوجته سيبعد الشبهات بعض الشئ" قال كالدوي
زوجته؟! لقد كنت منزعجة بعض الشئ فهذه المهمة تعني السفر للمدينة و قضاء الوقت مع لوحدنا مع بعض و بالنسبة لي مؤخراً بات الأمر صعباً فقد بات مرضي الجديد هذا يرعبني، فقد كان علينا ان نسافر للعاصمة و التي تبعد بالحصان مدة اسبوعان.
بالطبع قمنا بتوديع الجميع و جهزنا للرحلة و كان علينا ان نتردي ملابس طبيعية لا سوداء لكي لا نثير الشبهات، و كانت هذه المرة مهمة مستعجلة و لذلك اخترنا ان نسافر على احصنة فكنت سعيدة لأن بيتر سيكون معي، انطلقنا نحو الغابات و كان الصمت هو سيد الموقف، فقد كنت محرجة بشكل غريب ، كنت استرق النظرات لأنظر اليه و لكني في كل مرة أفشل.
"ما خطبكِ مؤخراً!؟" سأل بلاكسون بشكل مفاجئ
نظرت إليه لفترة بصدمة و بعدها أجبت بتوتر:" ل ل لا شئ!"
"حقاً ؟! ولكني أشعر أنكِ تتصرفين بشكل غريب مؤخراً و كأنكِ تتجاهليني" قال بإنزعاج
"لا شئ كهذا" صرخت بسرعه و أكملت مبررتاً:" فقط متوترة من الأحداث القادمة"
وجدته ينظر إلي بإستغراب و قد ارتفع أحد حاجبيه بعدم تصديق
"حقاً!" قال بشك
بقينا بقية الطريق نسير بهدوء، لم يكن هناك حديثٌ يذكر فقد كان تركيزنا طول الرحلك على المهمة الكبيرة التي القيت على عاتقنا، فقد وجدته متوتراً ، كنت أعلم أننا نمر بظروف استثنائية صعبة سواءً بالنسبة للمملكة أو حتى لكروتيلاند.
بعد مرور أسبوعان شاقان بالنسبة لنا وصلنا للعاصمة اخيراً.
و لصدمتي كانت العاصمة فاتنة بشكل لا يوصف، شوارع نظيفة أناسٌ بملابس مرتبة ، كانت أزياء النساء هي أكثر ما يفتن العين.
كنت اتخيل ان تكون العاصمة اكثر بشاعة من المدينة المئيبة التي زرتها سابقاً .
"لا تنبهري كثيراً، فالفقر هنا يختبأ في الأركان لن تميزيه من النظرة الأولى" قال بلاكسون و هو ينظر الي
"حقاً!" قلت بإستغراب
ذهبنا لنزلٍ بسبط لنغير ملابسنا و نرتدي ملابس الحفلات، فقد تم تزويدي بزي لم أحلم يوماً بإرتدائه كان أزرقاً سماوي بأكمام قصيرة و شرائط بيضاء جميلة و مع هذا الزي كان هناك عقد و حلق مصنوع من اللؤلؤ. ارتديت ثيابي و حيها وجدت بلاكسون كان قد فرغ من ارتداء ملابسه فقد كان يرتدي زي رسمي بلون أحمر غامق أقرب للعنابي، كان يبدو في قمة وسامته فقد أرجع شعره للخلف بشكل منظم،
وجدته ينظر إلي بإستغراب
"ماذا؟! هل هناك شئ غريب في وجهي" قلت بإنزعاج
"لا لا شئ" قال بسرعة و بتوتر و اكمل:"علينا ان ننتظر في الغرفة حتى يأتي وقت الإحتفال فالوقت لا يزال مبكراً"
كانت غرفة النزل متواضعة جداً و رخيصة الثمن بسريرين صغيريين و خزانة واحدة.
جلست أسرح شعري بمساعدة المرآة التي حملتها معي، رحت امشط شعري بإنزعاج فقد بات طوله مزعجاً بالنسبة لي فقد عهدت على نفسي انني سأقصك قريباً و لكن لهيت و نسيت و كان هناك شئ يردعني عن فعل ذلك و هو ان اخي إيليوس كان دائماً يطلب من ان لا اقصه.
"ألا يزعجِ طوله!؟" سألني بلاكسون
"هل ابدو مرتاحتاً أمامك و انا اسرحه؟! بالطبع انه مزعج و لكني سأقصه قريباً حينما افرغ" قلت بإنزعاج
"و لماذا يجب ان تفعلي أمرٌ فضيعٌ كهذا!؟" قال بسرعة و هو ينظر إلي بإنزعاج
نظرت إليه بإستغراب! و قلت:" و لكنه يزعجني و كما انه يخيف من حولي بلونه الشاذ"
"من قال بأن لون شعركِ انما هو مميز و جميل" قال بلاكسون و هو يبتسم لي
نظرت إليه بصدمة و أنا أشعر انني غدوت حمراء من فرط خجلي و توتري و اشحت بوجهي بسرعة و انا احاول ان اشغل نفسي بتسريح شعري.
فقد حاولت ان ارفعه بشكل كلاسيكي فعجزت عن ذلك فإكتفيت بذيل حصان كتسريحة سريعة.
و بعدها بعدة ساعات و قبيل الغروب خرجنا أخيراً بعربة فارهة للقصر، كان القصر بحجره الأبيض من أجمل ما رأيت في حياتي عبرنا من البوابة الذهبية الفارهة و حتى وصلنا إلى القاعة، و التي كانت مبهرة جداً وقف حارس على الباب و و قال بحزم:"صرح بإسمك أيها الضيف الكريم"
"بلاكسون وايت حفين آرون وايت و زوجتي دراقون وايت"
"تفضلا بالدخول" قال الحارس
دخلنا فضهرت امامي الكثير من الأنوار فقد امتلأت القاعة بالشموع الكثيرة و كان هناك الكثير من الناس و الذين يبدوون سعيديين و مرحيين امتلأت القاعة بالضحكات، في الوسط راح البعض يرقصون بمرح فقد عزفت موسيقى جميلة لم أسمع مثلها في حياتي، كنت منبهرة تماماً من كل شئ لم أكن أصدق عيني و أذني وحتى أنفي من الروائح الفاتنه لم ارى مثل هذا البذخ في حياتي.
" علينا ان نتحرك بسرعة و نجد مكان الإجتماع" قال بلاكسون بسرعة
"يجب ان نتعرف على أحد الوجوه المألوفة و الذين نعرف انهم من الحركة" قلت و انا اتفحص وجوه من حولي فقد كنت اعرف منهم، لوكي و بروم رولف.
وقفنا بين الجمهور و نحن نبحث و قال لي بلاكسون بهمس:" انظري هناك هذا هو الملك مور"
نظرت حيث أشار وجدت رجلاًكبيراً في السن كسى البياض لحيته القصيرة بعض الشئ يرتدي ملابساً فارهة جداً و كان يضع تاجاً عملاقاً على رأسة و يقف بفخر و هو يضحك بشدة و كان يتحدث لشخص آخر.
"انظري إلى الذي بجانبه انه رجلنا المنشود" قال بلاكسون
نظرت إليه كان شخصاً قد ارتسمت على ملامحه كل شرور الدنيا بدى في الخمسينات من عمره بلحية شبه بيضاء و شعر شبه ابيض، احدى عينيه كان عليها جرحٌ قديم قد ارتسم على جزء من جبهته مروراً بعينيه حتى خده.
"من هو!؟"
"ألمر كوردل"
كنت انظر للشخص المسؤول عن كل الشرور كنت اشعر بغضب عارم ، حلمت بقتله في ذلك الوقت، تقدم منه شاب مألوف لقد كان لوكي، لم استغرب بل ان وجوده امر طبيعي. و لكني قلقت بعض الشئ فلم اكن اريده بأن يتعرف علي.
"اعرف الشاب الذي بجانبه" قلت لبلاكسون
"و من يكون؟! اني اراه دائماً بجانب ألمر كوردل و يبدو انه يثق به كثيراً" قال بلاكسون بإنزعاج
"لوكي، لقد كان أحد شبان قريتنا خرج مع أخي و كان لا يرغب بأن يذهب للجيش، و لكنه الآن بات يعشق وجوده هناك فقد أصبح كالشيطان" قلت بغضب
وجدت بلاكسون ينظر الي بإستغراب
"ماذا!؟" قلت بإنزعاج
"لم أركِ تتحدثين بهذا الغضب يوماً" قال بإسغراب
"هذا لأنك لا تعرفه و لكن انا اعرفه جيداً انه من امثر المخلوقات خبثاً على وجه الأرض" قلت بغضب
"حسناً لا يهم الآن ، يجب ان اقوم باللحاق بأحدهم لأعرف مكان الإجتماع" قال بسرعة
"انظر ان لوكي يتحرك إلحق به" قلت بسرعة
وجدت بلاكسون يتحرك يتحرك بسرعة، بينما انا خبأت نفسي بين الخضور لكي لا يتعرف علي أحد، و كان في ذلك الوقت عقلي مشغولاً ببلاكسون، كنت ادرك شيئاً اردت ان انكره لوقت طويل و اتجاهله و كأنه لم يكن، كنت أحاول ان انكر اعجابي به ، فقد كنت خائفة، في ذلك الوقت كنت اعتقد انه من الصبيانية و التفاهة ان اقع في الحب بينما من الأجدر ان اجد وسيلة لأعيش بكرامة، فلا مكان للحب في عالمي، و لكن تلك الليلة سمحت لقلبي بأن يفتح أبوابه قليلاً فقط بيني و بين نفسي حتى ان لم اعترف بذلك.
بينما انا انظر للخارج و بعد مرور نصف ساعة كاملة شعرت بيد تلامس كتفي...
-----------------
اتمنى لكم قراءة ممتعة أصدقائي
ما رأيكم بالأحداث!؟
ما رأيكم بمشاعر دراقون ناحية بلاكسون!؟ هل هو حب !؟ ام مجرد اعجاب!؟ ام مجرد وهم ؟! و كيف ستتصرف دراقون بمشاعرها الجديدة هذه؟!
ما رأيكم بالخطة ؟! في وجهة نظركم هل تنجح!؟
هل نانا صادقة بشأن الإجتماع؟!
ما رأيكم بالملك و المر كوردل!؟
و ما هي توقعاتكم للأحداث القادمة!؟
أنت تقرأ
النار التي لا تنطفئ
Historical Fictionاللحظات الحلوة تمضي سريعاً ، و هذا درس قاسي تعلمته من الماضي ، ماضيي لم يكن الأفضل ، و لكني كنت احمل الأمل دائماً كالعقد في عنقي ، كان لي أخ كان هو كل عائلتي ، اصبح لي مستقبل و لكن لا احب ان اتحدث عن مستقبلي من دون ان اذكر ماضيي . #مسابقة_أفضل_كاتب_...