"و لكن انا معي الخبر الأكيد" قلت بحماس
"حقاً!؟" سأل كالدويل
فأخبرته بما اخبرتني به السيدة
"حسناً آن الأوان ان نقوم بزيارة أمير هذه المقاطعة" قال كالدويل بحزم
و تحت نظرات التعجب و الخوف و الإستغراب مشينا ، فقد كان الناس دائماً يتصوروون الكرووتلانديين على انهم وحووش لا ترحم، خطرٌ يمشي على الأرض.
وصلنا للمنزل الأمير و لم يكن منزلاً انما كان قصراً بهي الصنع، يشبه كثيراً قصر حركة حقوق الشعب، حاولنا الدخول و لكن الجنود عارضوا دخولنا
"من تكون أيها الغريب!؟" سأل الجندي
"قل لسيدك كالدويل ابن سيقار كرووتيلان يريد مقابلته" قال كالدويل بثقة
وجدنا الجندي الآخر يتحرك، ليخبر سيده، و عاد و و هو يرحب بنا بجفاء
"تفضلوا سيدي في انتظاركم"
دخلنا، للداخل و ذاك القصر و بروعته الخارجية كانت روعته الداخلية اكثر سحراً ففي حياتي لم ارى قصراً صرف عليه بهذا البزخ و بهذه المبالغة، كنت اشعر من شدة فخامته انني اسير على قطعة ذهب ثمينه لا قصر عادي، ادخلونا لغرفة بدت مريحة فيها كنبات عريضة و مكتبه مهيبة و شبابيك عالية، جلسنا هناك فقد بدى ان هذه هي غرفة الضيوف.
و بعد انتظارٍ طال لخمسة دقائق صامته، وصل الأمير اخيراً بملابسه الفارهة و صلعته التي فرضت وجودها قبل اي شئ
"سيد كادويل شرفت مقاطعتي بزيارتك" قال الأمير بترحيب مبالغ فيه و هو يفتح ذراعيه
وقف كالدويل هو و بلاكسون و قد فعلت بالمثل، فقد كان علي ان اعتاد لعادات الكروتلانديين و حييناه على الطريقك الكروتلانديه
""اعتقد انكَ تستطيع ان تخمن لما أنا هنا" قال كالدويل بحذر
وجدت أنظار الأمير تتجه الي و كانت نظرته فيها صدمة كبيرة ، كان هناك خوفٌ واضحٌ في عينيه و كأنه رأى الموت لوهلة.
"هذه ... ماذا تفعل هنا!؟... كيف !؟" قال الأمير و هو يشير علي بصدمة.
" ليس هذا موضوعنا الآن" قال كالدويل بحزم
كان الأمير ينظر الي بخوف، فرحت اتلاعب بأعصابه فإبتسمت بثقة
"ألا تعرف يا سيد كالدويل انها المطلوبة رقم واحد لدى حركة حقوق الشعب!؟ و حتى جنود الملك ان وجودها سيقبضون عليها" قال بإنزعاج
لم اكن مصدومة بالحقائق التي كانت تلقى علي، كنت اعلم بأنني مطلوبة و انهم يريدون موتي فلقد اهنتهم سابقاً.
وجدت كالدويل و بلاكسون ينظرون الي بإستغراب، و لكن كالدويل كان مصراً في كلامه:" لا شأن لك و لا لحركة حقوق الشعب و لا للملك نفسه بها انها الآن باتت كرووتلاندية و لذلك اقترح عليك ان توفر على نفسك العناء و الجهد و تخرج النساء الكرووتلانديات المسجونات لديك"
"كرووتلاندية!؟ هذا جنون... ان الجميع يعرف اسمها دراقون مارسي فتاة بشعرٌ أحمر، تعرف الآن بأنني أستطيع ان ابلغ عنك و لذلك عد من حيث أتيت" قال الأمير بغرور
"سيد لاور تذكر جيداً من أكون لست هنا لألعب و غرضي واضح، ثم انه لم يعد هناك فتاة تدعى دراقون مارسي اثبت لي ان هناك فتاة بهذا الإسم ، القابعة أمامك هي دراقون ابنة كالدويل ابن سيقار كرووتيلان ، أذيتها من أذيتي " قال كالدويل بغضب
في تلك اللحظة لم أشعر بالإنزعاج من حديث الأمير عني بل شعرت بالفخر من دفاع كالدويل عني.
"ماذا!؟ هذا مستحيل انه ضربٌ من الجنون " قال الأمير بصدمة و اكمل :" هل تعرف ما فعلته الفتاة التي تأويها لديك و تحامي عنها... لقد أحرقت مقر حركة حقوق الشعب كما رفعت السلاح و بكل جرأة في وجه الزعيم هل يمكنك ان تتخيل ذلك، كما ان جنود الملك قد يكونون يبحثون عنها بكل تأكيد فأخيها أعدم و هو خائن"
" لم تعد تربطنا بحقوق الشعب اية رابطة، انهم مجموعة من الخونة و انت تدرك هذا ، فهم كشفوا على حقيقتهم امامنا" قال كالدويل بحزم
"فقط لأنهم لم ينفذوا مطالبكم" قال الأمير بغضب
"ماذا تقصد!؟ ألا تتذكر!؟ حصلت خيانة دوهم الحلفاء في ذلك اليوم كنا نعلم بتلك الخيانة، انت فقط لا تريد ان تصدق بأنهم خونة"
"تباً لك" صرخ الأمير بغضب
"تهذب في حديثك معي و الآن اخرج النساء الكرووتلانديات" قال كالدويل بغضب
"ماذا و كأنني سأفعل لقد تعدين على حدودي و رحن يتاجرن في مقاطعتي، ثم اني قد اخذت الأمان من دوقال" قال الأمير بإنزعاج
"انت تعلم جيدا انهن لم يعبرن من مقاطعتك حتى، وكما تعلم انني لست اخي دوقال فإن كنت ستأخذ أماناً فتأخذه من الزعيم ، و لذلك لا تريدني ان اقيم حرباً عليك في مثل هذه الأوضاع الصعبة" قال كالدويل بشدة
"اتهددني أيها البائس " صرخ الأمير بغضب و هو يقف وجدته يرفع سلاحه و لكن يد بلاكسون كانت اسرع منه فقام بضرب سيفه و الذي طار بعيداً
"ما هذا !؟ أيها الحراس أيها الحراس" صرخ الأمير بيأس
"ماذا هل ستقتلني و انا في عقر دارك!؟ ماذا عن معاهدة السلام هل ستنقض العهد!؟ ان موتي يعني نهاية مقاطعتك" قال كالدويل بثقة
وجدت في تلك اللحظة الأمير يرتجف خوفاً، دخل الحراس بسرعة
"ما الأمر سيدي" صرخ احد الحراس بشدة
"لا شئ انصرفوا من هنا" صوخ الأمير بغضب
"ماذا عن النساء!؟" قال كالدويل مجدداً
" خذ نساؤك و اذهب من هنا لا أريد رؤية أي كرووتلاندي يعبر من هنا و لكن تذكر هذا جيداً من الآن فصاعداً لن تكون الأمور سهلة بالنسبة لك" قال الأمير بتهديد
و اخيراً طلب الأمير من جنوده بأن يطلقوا سراح النساء ، كن امرأة عجوز و زوجة ابنها و حفيدتها . اخذنا النساء و عدنا من نفس الطريق الذي جئنا منه، قضينا ليلة واحدة في الطريق، حاولت ان ابعد نفسي عن النساء فقد كانت نظراتهم كالمعتاد لي نظرات تعجب.
"ما قصة حرق مقر حركة حقوق الشعب؟!"سأل كالدويل
كنت خائفتاً انه قد يتخلى عن فكرة ابقائي مع الكرووتلانديين و لكن كان علي أن أقول الحقيقة ، فالكذب لن يوصلني لأي مكان
فحكيت لهم ما جرى معي بالطبع ليس كل شئ فلم أعد أثق كثيراً بالآخرين فأخبرتهم عن محاولة الحركة للتخلص مني بعدما احتجزني لوكي و كيف انهم قتلوا ماريام فاضطررت لأن أفعل ما فعلت . وجدت على وجوههم نظرات إستغراب.كنت قلقة انني قد اسبب لهم مشاكل بسبب تواجدي معهم و لكن! وجدت ابتسامة ترتسم على وجه بلاكسون:"حسناً ان ما حدث في الماضي يبقى في الماضي أليس كذلك يا عمي!؟" قال بمرح
"أجل و ايضاً لا تظني أنكِ كنت مخطئة انت لست السبب في اي شئ يجب ان تعلمي هذا جيداً" قال كالدويل بجدية
نظرت اليه بسعادة و انا ابتسم، فقد سعدت كثيراً من ردة فعلهما فهم لم يلوماني على ما حدث او ما فعلته. كنت أحاول ان اغير نظرتي و اثق بالناس أكثر و لكني كنت خائفة ، خائفة من كل شئ حقيقتاً، منت ابدوا بظلهري مرتاحة و لكن الحقيقة لم اكن حتى ان ادعيت العكس، كنت اشعر انه في اي لحظة قد ينقلب الحال ، و اعود وحيدة بلا مأوى.
"و لكن كيف علمتم بأن هناك خيانة ستحصل!؟" سألت بفضول
"أحد الجواسيس الذين عيناهم" قال بلاكسون و اكمل:"هناك أشخاص قد يفعلون أي شئ للمال و هذا الشخص كان احد المنضمين للحركة اساسلً لذلك دفعنا له المال ليخبرنا بما يعرفه و اكتشفنا مخططهم عند وصولنا لمكان اجتماع المهمة الكبرى و علمنا بتورط ألمر كرودل بالأمر "
ألمر كوردل سيدُ لوكي العظيم الذي كان يتباهى به و يفتخر به الرجل الحقيقي المسؤول عن موت أخي
"لقد مد كوردل يده مرةً لنا لنتعاون معه على ان نوقع بالحكومة الحالية و وعدنا بأرض مستقلة و لكن أبي رفض فقد كان يعلم بمدى سوء الرجل، و لكننا خدعنا بحركة حقوق الشعب برولف" قال
كالدويل بإنزعاج
"حسناً لا يهم المهم انكم كشفتم الخيانة بسرعة" قلت بشئ من الحزن
فأنا لم اكتشف الخيانة الا بعد فوات الأوان بل انني انكرتها و جاهدت لأقنع نفسي ان كل ذلك حقيقي.
بعد رحلة شاقة بمرور الجبل وصلنا اخيراً لكرووتيلان، بالرغم من ان الرحلة كانت قصيرة بعض الشئ و لكن شعرت بشعورٍ غريب من السعادة ، ففد شعرت بأنني عدت للبيت، لمكان انتمي اليه.
كان لغودتنا من تلك المهمة ثمن، فتصرف كالدويل لم يعجب لا دوقال و لا نايجل، فكان كبش الفداء لمضايقة كالدويل أنا، حينما وصلنا للقصر وجدت دوقال ينظر الينا بغضب
"كالدويل الجميع في غرفة الإجتماعات نحن بإنتظارك ، ان ابي اجتمع بوجهاء القبيلة" قال دوقال و أكمل و ينظر الي:"تأكد من ان تحضر معك الغريبة"
نظرت الى كالدويل بإستفهام، فهذا الإجتماع كان في موضوعٌ يخصني، و لكني متأكدة بأنني لم أقم بشئ خاطئ .و لكن كنت قلقة.
"لا تقلقي و الآن هيا لنذهب و نرى ما لديهم" قال كالدويل بهدوء
تبعناه بهدوء اما بالنسبة لي فقلبي كان سيخرج من مكانة من شدة الخوف و القلق.
دخلنا للقاعة قمنا بتحية جميع الحاضرين و اخذنا مكاننا بهدوء، كان التوتر بادي تماماً في الأرجاء
--------------------------
اولاً اتمنى لكم قراءة ممتعة
كيف رأيتم تصرف كالدويل مع أمير المقاطعة!؟
ما رأيكم بتصرف الأمير؟
هل تصرفت دراقون بحكمة حينما حكت ما حدث معها لكالدويل و بلاكسون؟؟
برأيكم ما هو سبب اجتماع وجهاء قبيلة كرووتيلان؟! و ما دخل دراقون في الموضوع!؟
ما هي توقاعتكم للأحداث القادمة!؟
أنت تقرأ
النار التي لا تنطفئ
Ficção Históricaاللحظات الحلوة تمضي سريعاً ، و هذا درس قاسي تعلمته من الماضي ، ماضيي لم يكن الأفضل ، و لكني كنت احمل الأمل دائماً كالعقد في عنقي ، كان لي أخ كان هو كل عائلتي ، اصبح لي مستقبل و لكن لا احب ان اتحدث عن مستقبلي من دون ان اذكر ماضيي . #مسابقة_أفضل_كاتب_...