لقد كان واثقاً من جملته الأخيرة تماماً ، لا أعرف ما تلك الثقه و لكن فعلاً دار الأمر في عقلي و وجدت نفسي انسب في تلك الأعمال من أعمال النساء تلك و لكن! هذا يعني انني سأودع الإستقرار الذي حلمت به، كان كل ما يهمني هو مقابلة أخي ، و لذلك لماذا لا أعمل بعمل يعجبني و لأشعر فيه انني احدث فرقاً و انتظر عودة أخي من مهمته تلك .
كما ان الروح الوطنية التي تلبستني و تلبست مشاعري مؤخراً جعلتني أفكر بشكل جدي، و لكن لم أكن أعرف مهمة الباحث تماماً!! و لماذا يجب أن استخدم سيفاً و ارتدي كالرجال!؟
"انا موافقة"قلت بسرعة. و كأن شيئاً تلبس كل حواسي في تلك اللحظه.
"عفواً؟!" قال السيد رولف بصدمه .
"انظر يا سيد رولف أخبرتك الفتاة موافقة" قال السيد فاراقوس براحة و سعاده
"حسناً ما دمتم مصرون و لكن هذا لن يعجب القادة فقط لتعرف" قال السيد رولف بإنزعاج.
"و لماذا قد أهتم بكلامهم كما ان فرقة الباحثيين فرقة مستقله لوحدها عن البقيه، و انتم جميعكم بحاجة لفرقتنا فنحن نشكل العقل هنا ، فكما تعلم العقل هو منبع القوى" قال بإبتسامه
"اجل... آنسة مارسي ستقابلينني في الغد يجب ان اطلعكِ على واجباتكِ منذ الآن فصاعداً... سيكون وقع هذا الخبر قاسياً على بالدروف"
خرجنا من مكتب السيد رولف، لقد كان الأمر شاقاً علي و لكن كنت اشعرو كأن روحي تطير من السعاده، لا أعرف ان كنت قد اتخذت الخطوة الصحيحة و لكن كان ضميري مرتاح .
عدت للأكمل أعمالي فمهما يكن يجب ان انهي عملي ما دمت لم استلم مهامي الجديدة بعد. بينما كنت أهم بالتنظيف تقدمت آنيتا مع مجموعة من صديقاتها اللتين كن يتماشيين مع مزاجها . و راحت تتحدث بشكل واضح و تحاول ان تبدو و كأن الكلام ليس موجه لي.
"سمعت ان احداهن تحاول ان تحشر نفسها في أعمال الرجال" قالت بسخرية.
لقد كان واضحاً ان الخبر انتشر كما انه واضح بأن الكلام توجه لي مباشرتاً ، فلقد اكملت:"تريد ان تصنع لنفسها تاريخاً يا لها من بائسةٌ مسكينه " قالت و اطلقت ضحكة مدويه.
و هنا وجدت ماريام تتدخل :"حسناً انصرفي من هنا انت و مجموعتكِ و اكملن عملكن فالسيدة مالا متضايقه من تقاعسكن هذا " .
فوجدتهن على الفور تفرقن على الفور اما انا فلقد صرفت الكلام و كأني لم اسمعه، وجدت ماريام تبتسم لي و تقوم بالكثير من الحركات الغريبه بيدها ، لقد كنا مشغولتيين جداً على ان نتبادل أطراف الحديث، كنت قد فهمت من حركتها انها تريد ان تتحدث معي فيما بعد، بالطبع علمت انها تريد ان تستفسر عما حدث اليوم.
و ما ان انهيت عملي قررت ان اعود لغرفتي سريعاً و انال قسطي من الراحة و لكن كانت ماريام بإستقبالي أمام باب غرفتي.
"مرحباً آنسة مارسي " قالت بمرحها المعتاد
"سيكون من الأفضل ان تناديني باسمي بعد كل هذا الوقت الذي قضيناه معاً"
"كلا يعجبني اسمكِ الأخير" قالت بإبتسامه
"تفضلي بالدخول"قلت
دخلنا غرفتي ، كانت قد اخذت مقعدها على الكرسي وانا على السرير، وجدتها تنظرالي بفضول و كأنها تحثني على الكلام و قالت :"اذاً؟! ما الذي جرى اليوم ، المطبخ اليوم كاد ينفجر من الشائعات"
"لقد طلبوا مني ان انظم لجماعة الباحثيين" قلت بهدوء و انا العب بشعري و اشيح بنظري
"باحث؟!" قالت بتعجب بعدما انطلقت من فمها شهقة و اكملت"و لكنه عمل شاق لا يناسب النساء" قالت بإنفعال.
"لقد كان السيد فاراقوس مهتماً جداً، كان يريد ان اكون طالبته"
"ماذا؟! و ما هو قراركِ"قالت بترقب
"وافقت، فأنا اشعر بانني ذات فائده اكثر هناك"
"لا تفعلي هذا لا تقحمي نفسكِ انه خطر عليكِ" قالت بإنفعال
"و لكن مذ ان كنت صغيرة اعمال النساء لم تناسبني كثيراً، كما انني اريد ان اساعد بكل ما استطيع حتى يصل اخي"
وجدتها جلست هناك بصمت و راحت تفكر ، انتظرت منها رداً .
"ما دمتِ مرتاحة هكذا و لكن يجب ان تنتبهي " قالت بإبتسامه و لكن بعدم رضى .
لقد كانت معترضةٌ تماماً و لكنها احترمت قراري، كما انني شعرت بإحرجها فلقد شعرت بأنها فضوليه و لكن أنا اخذته كإهتمام و اعتبرتها قلقة علي، لقد احترمت تصرفها هذا كثيراً.
خلدت للنوم و انا اترقب زيارتي للسيد رولف ، فهذه المرة أنا بست خائفه أو متردده ، كنت أعرف ما اريد فعله تماماً.
اسيقظت صباحاً ، ارتديت ثوباً ازرقاً ، اشحت بنظري و على الطرف رأيت ذلك الكتاب التعس، يبدوا انني لم اتخلص منه جيداً ، أخذت الكتاب و رميته في الخزانه، لم أكم أريد اي شئ بأن يعكر صفو مزاجي ، خرجت بسرعه بعدما نفظت كل ذلك الماضي الموحش من عقلي ، و ابقيت عقلي نحو المستقبل، أنا الآن بخير و كما أن أخي بخير .
و بينما انا اسير في الممرات وجدت السيد بالدروف يقف هناك كان على ما يبدو انه ينتظرني ، رمقني بنظرة غاضبة ، و قال بسرعه و بنبرة صارمة:"السيد رولف يريد مقابلتكِ"
مشيت خلفه بكل ثقه هذه المره فلقد كنت أشعر بأنني أقوى بألف مره ، فأنا لم القي بالاً لتصرفات العجوز التافهة بل ازدادت ثقتي بنفسي و تقديري لذاتي .
حتى وصلنا لمكتب السيد رولف و هناك وجدت السيد فاراقوس يقف بجانبه .
"كيف هو احساسكِ يا آنسة مارسي؟!" قال السيد رولف بإبتسامه تشجيعيه.
"أشعر بأن ثقتي بنفسي عاليه"قلت بشجاعه، و كان امرٌ لا اقر به عادتاً و لكن كان السيد رولف لطيفاً معي استطعت ان اظهر بعضاً من مشاعري له .
"هذا جيد"قال بابتسامه و اكمل:" حسناً دعيني ادخل في الموضوع مباشرتاً من الآن فصاعداً أنت باحث تحت التدريب ، ربما لا تعرفين الكثير عن الباحثيين او فيلقهم "
" لا اعرف المثير عنهم يا سيدي "
"حسناً دعيني أشرح لكِ ، لقد كانت فكرة هذا الفيلق قد ظهرت منذ مئة عام على يد رجل كان يطلق عليه الجميع لقب الكاهن المنافق، فلقد كان هذا الرجل ليس ككل الكهنة ، كانت له افكاره الخاصة به ، حتى قرر ان يتركهم بالرغم من موهبته الكبيرة، وقرر ان يبدأ برحلة البحث عن العلوم و ايجاد اسباب الوجود ، و في طريقه التقى بشاب صغير كان فقيراً طرده عمه من المنزل لأنه كما قال انه عبئ ، و هناك توطدت علاقة الشاب بالكاهن و اصبحا يبحثان عن العلوم و و عن اسباب الوجود معاً ، حتى وصلا لبيت احد النبلاء ، و هناك قام هذا النبيل بتبني خبرتاهم، و من هناك عرض خبراتهم على الملك بنفسه، فساهموا كثيراً في الحرب فلقد كان الشاب يتعلم على يد الكاهن الكثير ، و بهذه الطريقه تكونت مجموعة الباحثيين ، و كانت مكانة كبير الباحثيين تتوارث ، فيصبح طالب الباحث هو كبير الباحثيين التالي، و لكن الملك بيرنان والد الملك مور قرر ان يتخلى عن خدمات الباحثيين بحيث قال بأنهم مجموعة عجائز غير مفيديين، و من هنا قرر السيد فاراغوس ان يستقل بمجموعته، حتى معنا وضع يده و لكنهم مستقليين عنا ، فهم سيساعدونا و لكن لن يطيعونا في كل شئ ، هذا هو الأمر الذي يجب ان تعرفيه و لكن يجب ان تعرفي الأهم هو انه لم تكن هناك امرأة لها يد لا من بعيد و لا من قريب في عمل الباحثيين كل الباحثيين من الذكور، و لذلك ستواجهيبن بعض الصعوبه ، سيكون عليكِ ان ترتدي الزي الموحد للباحثيين و كما عليكِ ان تقاتلي في ساحات القتال، فالباحث لا يعمل في الأوراق فقط فهو يرافق المجموعات القتاليه و يرشدهم على الطريق و يحذرهم من الأخطار و يقاتل معهم و هذا احد اسباب ان الفتيات تصعب عليهم هذه المهمة ، و كل ما عليكِ منذ الآن ان تنادي السيد فاراقوس بمعلمي ، فهو رئيسكِ الآن و المسؤول عنكِ لا أنا ، فلقد خرج الأمر من تحت سيطرتي ."
اومأت برأسي بالقبول ، و نظرت للسيد فاراقوس و الذي على الفور قال:"اذا أيها الباحث تحت التدريب، ستتبعني الآن لتقابل مجموعة الباحثيين "
قالها بطريقه رسميه و ناداني بصيغه ذكوريه، و لكني لم اهتم كثيراً فلقد كنت متحمسه لمقابلة البقية و استلام مهامي الجديدة.
مسينا في الممرات حتى وصلنا لقاعه كبيرة ، لها قبة زجاجيه، كانت مكتبه كبيرة غير الصغيرة التي رأيتها.
"مرحباً بك في مقر الباحثيين"قال السيد فاراقوس بفخر و اكمل:"حسناً لن تحتاجي في الوقت الراهن ان تعرفي الكثير من الأشخاص هنا فهم غير جديريين بالذكر ، اذا كان هناك احد مهم سأعرفكِ به، مهمتكِ الأولى بسيطة ، اريد كأساً من الشاي بسرعه"
كأساً من الشاي؟! لم اعرف في ماذا كان يفكر؟!كنت اتوقع المريد من الأعمال الصعبه و الشاقه، و لكن!!.
ظننته يسخر مني ، ازعجني الأمر، فمهمتي الأولى هي تحضي كأس شاي .
أنت تقرأ
النار التي لا تنطفئ
Historical Fictionاللحظات الحلوة تمضي سريعاً ، و هذا درس قاسي تعلمته من الماضي ، ماضيي لم يكن الأفضل ، و لكني كنت احمل الأمل دائماً كالعقد في عنقي ، كان لي أخ كان هو كل عائلتي ، اصبح لي مستقبل و لكن لا احب ان اتحدث عن مستقبلي من دون ان اذكر ماضيي . #مسابقة_أفضل_كاتب_...