فلتحترقوا بنار غضبي..

6.1K 572 84
                                    

"هل حقاً أخي إيليوس ميت!؟" قلت بترقب
راحت تنظر الي بحزن، كانت عيناها العسليتان تخبراني و تأكدانِ لي أن العزيز إيليوس ميت و لكن و لكن! كنت أريد أن أسمعه من لسانها.
"هل تعلمين يا دراقون أن إيليوس يمتلك أجمل إبتسامة رأتها عيناي" قالت بحنيه و هي تربت على بطنها الذي برز بشكل واضح فأكملت:"كنت أظن إني لن أرى إبتسامة تضاهي تلك الإبتسامة المشرقة ، فقد كانت كالشمس، و لكن حينما رأيت ابتسامتكِ يا دراقون شعرت و كأن إيليوس أمامي تمتلكين إبتسامته و عيناه"
نظرت لها بهدوء، فعلاً كان أخي يجيد الإبتسام و لم اره متجهماً إلا نادراً. كلماتها تلك أعادت الي الحنين لطفولتي حسنما كان ابي يقسوا علي فيأتي إيليوس و يحميني و بإبتسامته تلك ينسيني همي.
"إن العالم مكان قذر و لا يوجد مكان لعيش كريم إلا للأشرار" قال بغضب
كنت ارى في ذلك اليوم جانب خفي من ماريان جانبٌ لم أتخيل ان اراه فيها، فقد اعتدت على ماريان المرحة و السعيدة.
"لم أكن أريدكِ ان تنخرطي في هذا المحيط و لا ان تنظمي للباحثين، كنت سعيدة حينما جئتِ إلى هنا و لكن كنت اريد ان احميكِ و ابعدكِ عن مخطاطتهم القذرة، كنت أعلم بكل شئ و لكن أخفيت بداخلي لأحميكِ، لقد كنت كل من تبقى لي من بعد إيليوس" قالت بهدوء
"ماذا تقصدين!؟" سألتها بإستغراب
"هل تريدين ان تعرفي ما حصل" قالت بإبتسامة ذابلة
اومأت برأسي أجل
"حسناً انها قصة غريبة، اتذكر يوماً كنت منهمكة بالغناء و انا انشر الغسيل، و في غمرة انشغالي رأيت شاباً بشعر أشقر ينظر إلي بنصف إبتسامة تعلو شفتيه، لأصدقكِ القول خفت في بادئ الأمر فقد بدى كأبله غريب الأطوار، و لكنه حينما ابتسم حل محل خوفي شعور غريب، كان الأمر و كأن الشمس أشرقت في وجهي من دون إستئذان"و أكملت و هي تتذكر:"و حينها قال لي "تمتلكين صوت ملاك" "
نظرت لماريان بإهتمام، لقد كان إيليوس من النوع الذي يعبر عن ما في قلبه بسهولة دون تكلف او قلق، فكنت متأكدتاً أنه كان صادقاً معها تماماً
"و منذ تلك اللحظة أضحى يزورني في نفس المكان في كل مره و بدأنا بتبادل أطراف الحديث، كان يتحدث عنكِ كثيراً يا دراقون" قالت بمرح
"عني" قلت و انا اشعر بسعادة غريبة
"أجل " قالت و هي تتنهد و أكملت"كنت معجبتاً به كثيراً و لكن كنت خجولة عن البوح بأي شئ له، حتى جاء يوم بينما كنا نتبادل أطراف الحديث و أنا أنشر الملابس المبتله ، رمى كلمته بكل عفوية في وجهي "تزوجيني يا ماريام" ضحكت يومها كثيراً ظننته يمازحني، و لكن حينما رأيت خيبة الأمل في وجهه أدركت فداحة خطأي، لم أحتج لأيام طويلة للتفكير، و وافقت سريعاً، و اتفقنا ان نذهب لأقرب قرية و بشكل منفصل و نتزوج هناك بشكل سري، و هذا ما حصل" قالت و هي تبتسم بهدوء وأكملت:" و لم يعلم أحدٌ بزواجنا، كان سيخبركِ و لكن ظهرت له مهمة مفاجئة و قرر انه سيأخذني لأعيش معكم و يخبركم بكل شئ بعد تلك المهمة، كان مستعداً لأن يموت لأجل الحركة، و لكن و عن طريق الصدفة سمع حديثاً ما كان يجب ان يسمعه عن تمويل اسلحة لجنود أحد الشخصيات المهمة، علم الحقيقة فأخبرني و أخبر صديقه المقرب جان كان سيفشل تلك العمليه و سيفضح أمرهم و لكنهم علموا بأمره فقاموا بالوشاية به عند جنود الملك و امسكوا بهم بتهمة محاولة زعزعة تاج الملك، هو و جان ، وصل الخبر للحركة كان الجميع حزيناً بإستثنائي أنا، فقد كنت أعرف الحقيقة التي يجهلها الكثيرون جن جنوني سرقت حصاناً من الإصطبل ليلاً و تسللت للقرية المجاورة، و هناك وجدتهم يربطونه بسلاسل حديدية في وسط الساحة كان شبه حي، حينما رآني صدم نهرني و طلب مني العودة و لكن لا بقيت بجانبه لم أعلم ما أفعل كان ميتاً لا محاله، حدثني و للمرة الأخيرة عن قريته و أبيه و أخته العزيزة ، كان يبتسم بالرغم من جروحة، لم يتفوه بكلمة انتقام كل ما طلبه مني ان اترك هذا المكان في الصباح و ان اترك الحركة بأكملها و اجدكم سريعاً، جاء الصباح و كان يجب ان افي بوعدي و اتركه، و فعلت و لكني هربت سريعاً لم اكن اريد ان اراهم و هو يحترق يا دراقون يحترق، كنت جبانه لم استطع ان احميه ، بكيت و صرخت و لكن ما الذي سيعيد لي البكاء، كنت سأترك الحركة و لكن اكتشفت امر حملي، ففكرت اني سألد و اترك الحركة لأجدكم ، و لكن حينما جئتي الي كانت فرصتي كنت سأحاول حمايتكِ حتى ألد و نهرب معاً و لكن لكن ..."
وجدتها تجهش في بكاء عنيف، اما انا فوجهي اصبح ابيضاً من الخوف الصدمة اللوعة لا أعلم مشاعر كثيرة صدمتني في تلك اللحظة بقيت متشبثةٌ بي تبكي بينما انا بقيت كالصنم لا أعرف ان كنت احلم او انها الحقيقة هل كنت حية او ميته!؟
"يجب ان تهربي يا دراقون، انهم يخططون لقتلكِ" صرخت فيني
"و هل لي حياة و أنا فقدتهم جميعاً!؟" قلت بهدوء
"استمعي الي يا دراقون سأساعدكِ و لكن ارجوكِ ارجوكِ ان تهربي" قالت و ترجوني
ادركت بأنني كنت اشرب ماءٌ من بئرً فاسد، فقد خدعت بسهولة تمسكت بأمل كاذب حتى انهم لفقوا رسائلاً بإسم أخي بكل برودة دم ، احرقوه ، احرقوه ، احرقوا....
"لا تقلقي يا ماريام سأفعل ما تريدين فقط اعطيني مهلة" قلت و انا في عقلي حديثٌ آخر
وجدت ماريام تقف بعدما مسحت دموعها " يجب ان اذهب الآن هناك شئ يجب ان اقوم به و انتي يجب ان تنالي قسطاً من الراحة"
بالطبع جاريتها و قلت اني سأفعل و لكن النوم كان قد جافاني بقيت في مكاني عاجزه عن اي شئ، فقط أتأمل الفراغ اللاشئ.
جاء الصباح و انا لم اتحرك الا على وقع أقدام و قرع باب.
"دراقون دراقون" سمعت احدهم يناديني بهلع
وقفت بكل صمت و فتحت الباب كالميته لقد كان كاتشر روبرت الذي ساعدني مع السيد واتكن.
"آه كاتشر ما الأمر!؟" قلت بتعب
"آنسة بانوت انهم انهم سيعدمونها!؟" قال و هو يصرخ
اتسعت عيناي و اخيراً عاد عقلي للحياة، بالرغم من كل تعبي بالرغم من كل شئ، ان تموت ماريام يعني اني سأفقد آخر شخص يهمني في هذه الحياة ، أموت و لا ان تموت ماريام، لقد كانت زوجة إيليوس و الصديقة الأولى لي.
"لماذا!؟" قلت بصدمة
"لقد اعترفت بأنها جاسوسة الملك و لكن لا أصدق شئٌ كهذا و لكنها اعترفت مقابل ان يتركونكِ تذهبين عن هذا المكان" قال بضيق
لم انتظره بأن يشرح لي أكثر و هرعت لساحة الإعدام هناك وجدتهم يجهزون المنصة لشنقها.
"توقفوا ارجوكم" قلت بتعب شديد
وجدت الجميع قد تجمهر و السيد رولف بجانبه بالدروف و كان السيد واتكن هناك، هرعت لهم
"انها تكذب، سيد بالدرووف استمع الي عاقبها بأن تجعلها ترحل من هنا انها تكذب لم تفعل شيئاً ، انا فعلت انا الخائنة الحقيقية"
رحت ارجوه بضعف
وجدته يرمقني نظرة قاسية لم اعهدها اقسى من الحجر ، شعرت بأحد يرفعني عن الأرض، كان السيد واتكن.
"ارجوك سيد واتكن قل لهم" كنت اترجاه بالرغم من انني كنت ادرك بأنه متواطئ معهم
قاموا بإبعادي ، قاومت بشدة و لكن السيد واتكن احكم الإمساك بي كان علي ان اراهم و هم يعدمونها.
كنت اعتقد بأن من في حركة حقوق الشعب كانوا مظللون و قد خدعوا، لكن حينما وجدتهم يقفوون كالأصنام أمام اعدام امراءة ضعيفة و حامل بطفل لا ذنب له بشئ ، دون ان يتحرك لهم طرف بل ان يأيدوا الفعلة الشنيعة ادركت ادركت انهم لا يختلفون لا عن جنود الملك و عن غيره انهم لا يريدون التغيير بل يريدوون ان يسيطروا و يحققوا مصالحهم الخاصة، طغت عليهم انانية شنيعة لم اصدق اني سأراها في عدد كبير من البشر.في غمرة تفكري و انا اقاوم و ابكي صرخ كاتشر " توقفوا انها حامل على الأقل اسمحوا لطفلها بأن يعيش، ألدرمان ما الذي تفعله قل لهم" قال و هو يرجوهم
"الخونة مصيرهم الموت، ام انك تريد ان تنظم لها يا كاتشر" قال ألدرمان واتكن بقسوة
" فلتلعن السماء ارواحكم السوداء، هذه البلاد لن ترتاح و انتم اهلها" قالت ماريام و هي تضحك و اكملت:" كلكم تعرفون انكم مخدعون تحاربون انفسكم و تقتلون انفسكم ، انتم ستظلون تصارعون و تهربون من الموت اما انا سأدنو منه انا مرتاحة البال ما دمت سأموت و ضميري مرتاح"
كان الحشد قد اصطبغ وجهه بالعار و البعض الآخر بالغضب و البعض بالصدمة.
"مريام ارجوكِ توقفي"صرخت فيها
وجدتها تبتسم لي و هنا انزلت الرافعة و انتهت حياة ماريام بانوت او بالأحرى ماريام مارسي زوجة أخي و صديقتي الوحيدة، كان علي ان ارى جثتها و هي تتدلى بعنف من على منصة الإعدام. كانت حتى و هي ميته بتبسم نقية بيضاء رقيقة، لا اعلم كيف سمحت لهم نفسهم بقتل هذه الروح النظيفة و كنت اعتقد ان افضل ما جرى هو ان ابن اخي لم يولد ليرى قسوة العيش هذه.
سمعت السيد رولف يصرخ في الحشد:" لا أحد يقترب من جثة الخائنة اتركوها هنا حتى تتعفن"
وجدت كاتشر يتجه لمنصة الإعدام، كنت سألحق به، سمعت السيد واتكن يصرخ فيه:"هل ستخالف اوامر سيدنا يا كاتشر"
"تباً لك و لسيدك يا ألدرمان هل تسمعني تباً لكن جميعاً" قالها و هو يتجه للمنصة تبعته و في تلك اللحظة وجدت سهماً يطير أمام وجهي بإتجاه كاتشر.
صرخت بخوف"كاتشر انتبه" و لكن عبثاً فعلت كان السهم قد اخرق جسده و سقط جثة امام عيني.
"هذه عاقبة كل خائن هل تسمعون" صرخ السيد رولف و اكمل:"احسنت يا سيد واتكن" أجل كان السيد واتكن فاعلها بكل برودة دم قتل صديقه من دون نقاش و كان فخورة و كأنه دخل الجنة.
كنت اعلم من ان هذه الحادثة ستكون عهداً جديداً بالنسبة لحركة حقوق الشعب فقد رأيت بعيني استنكار البعض.
وقفت هناك بصمت على يبدوا بأنهم نسوا وجودي مع كل ما يجري فقد وقف السيد رولف يلقي خطبه عن الخونة و الخيانة، اما انا لم اسمح للصدمة و الحزن ان يغلباني فتسللت لغرفتي و جمعت شئ من متاعي و كان من بينها كتابي الأثير.
و سريعاً ركضت للمطبخ اخذت بعض الزيت و عيدان الثقاب، في تلك اللحظة اعتراني غضب و رغبة بالإنتقام، لم أكن أشعر بالعار من هذا الشعور بل كنت بشكل غريب أشعر بشعور جيد .
كان الجميع مشغولاً بخطاب السيد رولف العظيم و هذا سمح لي بالبدأ بإنتقامي الصغير، حملت الزيت و ذهبت لمكتب السيد رولف نثرت الزيت و اشعلت عود الثقاب و رأيته يحترق، كانت تلك النيران تشعرني براحة شديد، و النار في قلبي تشتعل على حد سواء.
أكملت طريقي لمكتبة الباحثيين فأحرقتها و نالت غرفتي نصيباً من ذلك و اتجهت لمخزن الأسلحة اخيراً و سريعاً و على غفلة من الجميع سكبت الزيت على المنصة و التي نامت عليها ثلاث اجساد بريئة و احرقتها . فقد كانوا ينوون ان بمثلوا بالجثث يتركوها تتعفن كونها جثث الخونه، فرأيت ان الحرق اهون
و في تلك اللحظة حاول البعض منعي وجدت الجميع يهرب بينما وقف السيد رولف ينظر للدخان يتصاعد في كل مكان و النار تأكل كل شئ.
كان الجميع متوتر لم يعرفوا هل يوقفون الحريق ام يوقفوني ، اخرجت سكيناً صغيرة من جيبي و امسكت بالسيد رولف و الذي فاقني طولاً و صرخت"لا أحد يتحرك"
كنت اوجه السكين لرقبة السيد رولف، كان السيد واتكن يرغب بإتخاذ حركة طائشة و لكن وجدت السيد رولف ينهره"ألدرمان توقف"
"اليوم يبدأ عهد جديد لحركة حقوق الشعب عهد ملئ بالنار و الدمار و الدماء، استمتعوا بإنتقامي الصغير هذا، فلتحرقكم نار غضبي ، فلتحرق ارواحكم " رميت بالسيد رولف ارضاً كنت اتمنى ان ينال شيئاً من ناري و لكني كنت متعبة جداً.
و في هذه اللحظة وجدتهم يهربون فالنار التي بالمنصة و في الداخل بدأت تأكل كل شئ، اما انا في غمرة هلعهم هربت هربت بعيداً، ذهبت للإصطبل بحثاً عن حصان لأهرب و لصدمتي كان يقف أمامي بيتر بشموخ حصاني الفخور....

-----------------------
حسناً لن أطرح الكثير من الأسئلة و انما سأكتفي بسؤال واحد

ما الذي ستفعله دراقون من الآن فصاعداً !؟
و هذا الجزء مبكر و على غير العادة اتمنى ان ينال على استحسانكم.

النار التي لا تنطفئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن