حادثة إغتيال

5.9K 525 41
                                    

" لقد وصلوا اخيراً" قال ماك بوقاحة
"عذراً يا ابي ما دام كالدويل هنا سأخبره من حقه ان يعرف الحقيقة و حقنا ان نحمي انفسنا" قال نايجل و هو يزن كطفلٍ صغير
كان الزعيم سيقار يبدوا هادئاً جداً و كأنه يفكر بعمق شديد، كان بقية وجهاء القبيلة يبدوا عليهم الإنزعاج، كنت أشعر كما لو انني في محكمة.
"هذه الفتاة التي تحميها كالدويل انها ستكون بلاءٌ على كرووتيلان، يجب ان تتخلص منها بسرعة" قال نايجل و هو ينظر الي بغضب واضح.
"ماذا تقصد" قال كالدويل بإستهجان
"هل تعلم ماذا اكتشف جاسوسنا الصغير في حركة حقوق الشعب؟!" قال نايجل بغضب و هو يحرك يديه بصورة مسرحية
"هدئ نفسك يا نايجل"قال دوقال بهدوء و بعدها أكمل:"هذه الصغيرة انها المطلوبة رقم واحد لحركة حقوق الشعب، لقد قامت بحرق المقر و إشهار السلاح بوجه زعيمهم بل و قامت بتهديد الجميع"
"ان الفتاة ستجلب لنا الدمار لقد اعدم اخيها بتهمة خيانة المملكة ، و كما حكم على ابيها بالموت بالمثل فعوائل الخونة يجب ان يموتوا اما هي ففي كل الحالات كانت قد هربت بأعجوبة" قال نايجل
كنت انظر اليهم، و قد عرفت بأن وجودي هنا بات امرٌ مستخيل فماضي التعس سيظل يلاحقني و لكن ما ذنبي؟! لماذا دائماً يجب ان يكون ذنبي أنا!؟ لماذا لا يعاقب المتسببين!؟ لماذا يفلت الظالم من العقاب بينما يُضحى بالمظلوم بكل سهولة!؟
"حسناً يكفي" قال كالدويل بحزم و أكمل:" اني اعرف بكل هذا سابقاً، ما ذنب الفتاة في كل ما حصل أخبروني!؟"
ارتسمت الصدمة على وجه الجميع و هنا وقف نايجل بغضب و صرخ:"هل تعني يا كالدويل انه لم يعد يهمك أمن كرووتيلان ؟!"  و اكمل بغضب
"لا يهمني ما تفكر فيه  فنحن لسنا حمل ان ندخل في صراعات مع حركة حقوق الشعب او مع المملكة في ظل هذه الظروف الصعبة بسبب فتاة تعيسة اننا في هدنة مؤقته"
" انت تعلم تماماً ان الفتاة باتت كرووتلاندية غدت تحمل اسمي و لدي وثيقة رسمية بذلك لا يحق لا لبروم رولف و لا لألمر كوردل و لا حتى للملك مور بالتعرض لها او للمطالبة بها" قال كالدويل بحزم
كنت انظر اليهم و هم يتناقشون هكذا و كنت استحضر كلام الكهل المجنون " سبب خراب كرووتيلان!" اجل سأكون حتماً سبب الخراب ان لم اتصرف
"عفواً" قلت بصوت عالي بعض الشئ، في لحظة توجهت كل الأعين في القاعة الي كان الجميع ينظر الي كنت اشعر و كأنهم ينظرون لروحي.
" لا اريد ان اتسبب بالمزيد من المشاكل هنا و لذلك قبل ان اغادر دعوني على الأقل ادافع عن نفسي" قلت بهدوء
"ماذا !؟ من تظنين نفسكِ لتفتحي فمكِ في هذا المجلس !؟"صرخ نايجل بغضب
"نايجل !" صرخ الزعيم سيقار في ابنه و بعدها نظر الي و قال:"تحدثي"
لم يكن أمامي سوى هذا الخيار فكنت يا اما ان اغادرهم بكرامتي او ان اغادرهم و انا هاربةٌ منهم، فقد شعرت انني لو لم ادافع عن نفسي هو سيسلموني لحركة حقوق الشعب و لذلك كان خياري الوحيد و امام هذا الجمع ان احكي لهم ما جرى.
اخبرتهم عن التهمة التي لفقت لأخي و عن مقتل اخي و عن مقتل ابي و عن هربي من الجنود و وصولي لحركة حقوق الشعب و عن حركة حقوق الشعب و عن المهمة الكبرى ، لم اخبرهم بأنني أعرف لوكي و لكني اخبرتهم ان جنرالاً في الجيش امسك بي عرفت منه كل المعلومات اضطررت لأن اخفي عنهم بعض المعلومات و لكن اخبرتهم  عن عودتي من الموت و عن اضطهاد الحركة لي و محاولتهم قتلي و عن الروحان البريئتان اللتلان رحلتا في ذاك اليوم و عن تصرفي مع الحركة و اخيراً عن صدفة لقائي بكالدويل و بلاكسون في المدينة و وصولي لكرووتيلان
كان الجميع ينظرون الي مندهشين ، وقف نايجل سريعاً و قال بغضب:" انها تكذب لا يمكنني ان اصدق حكاية خيالية كهذه"
" ما الغريب في الأمر يا نايجل نحن نعرف بخيانة حركة حقوق الشعب و تورط زعيمهم مع المر كوردل، و الذي يتحكم بجزء من جيش الملك كما تعلم"قال كالدويل و اكمل:" و انت تعرف ان جميع هؤلاء هم أعداؤنا و الهدنة بيننا باتت مستحيلة، فهم لا يحققون لنا مطلبنا البسيط الإستقلال بينما بالمقابل سيكون و لائنا لهم، سنمدهم بجيوشنا ان احتاجوا"
"اصمت يا كالدويل" صرخ نايجل و هو يرفع سيفه بعصبية، كنت قريبة من كالدويل كل ما حدث هو سماعي صوت السيف و يخرج من الغمد بعنف و يتجه ناحيتنا مباشرتاً ، و لكن صوتاً آخر في تلك اللحظة صم آذاني صوت سهم يخترق الأجواء و كان تصرفي الطبيعي اني اخرجت سيفي سريعاً ربما كنت متهورة  و لكنني اخرجته سريعاً و لكن لم يكن سيف نايجل هو الذي جعلني اتحرك انما صوت سهم يخترق الأجواء صوت سهم ينطلق من قوسه، لا أعلم ما الذي جعلني انتبه لصوته و رؤيته، فقط في تلك اللحظة قفزت بسرعة ناحية الزعيم سيقار، كنت اريد ان اصد السهم عنه، كان كل شئ يبدو بطيئاً في عيني، فقط في نفس اللحظة رأيت شخصاً يصد السهم عني ، كان الأمر يشبه الكابوس المرعب ذا الوقع البطئ،أغلقت عيني لوهلة و فتحتها مجدداً.
"هذه المجنونة كانت تحاول قتل أبي من الجيد انك امسكت بها يا بلاك" صرخ نايجل و سيفه لا يزال في يده
"هل جننت يا نايجل!؟" قال كالدويل و هو ينظر للسهم الصغير الذي ارتمى امام بلاكسون فإتجه ناحيته:"لقد كانت تحول انقاذ ابينا"
كنت انظر اخيراً لما يحدث حولي و احاول ان احلل الموقف، رفع نايجل لسيف في وجه اخيه كالدويل، و في نفس الوقت اطلق سهم قادمٌ من الشرفع الداخليه من الطابق الثاني بحيث ان هذه القاعة كانت القاعة الرسمة كانت مستديرة بطابقيين و فيها شرفة دائرية،ركضت بسرعة للسهم فقد سمعته و رأيته و هو يتجه ناحية الزعيم و في نفس اللحظة كان بلاكسون على ما يبدوا انه انته للسهم فقد وقفت أمام الزعيم بسيفي لأصد السهم و وقف امامي بلاكسون الذي نجح بصد السهم، كنت ادرك ان هذا السهم كان قد يخترق ذراعي ظننت انه لا بأس بأن يخترق ذراعي لا أن يخترق قلب الزعيم.
"انظر جيداً يا نايجل للسهم" قال كالدويل و هو يرفعه عن الأرض "ان رائحة مزعجة تنبعث منه" اكمل بإشمئزاز" يبدو ان احدهم حاول قتل أبي بسهم سام" قال كالدويل بإنزعاج
"ماذا؟!"صرخ نايجل بصدمة
"حسناً هذا يكفي !" قال الزعيم بحزم و اكمل"كل واحدٌ يعود لمكانه دعونا نكمل الإجتماع"
"و لكن يا ابي يجب ان تذهب لغرفتك الآن هناك من حاول لقتلك" قال دوقان
كنت انظر بإستغراب لهدوء الزعيم فقد بدى هادئاً جداً ليس كشخص كان سيقتل قبل قليل، كنت اشعر بأنني سبب المصائب فمنذ ان وصلت اليهم انهالت عليهم المصائب ، ها كان الخرف تووا على حق يا ترى!؟
"انه امر ليعد الجميع لمكانه الآن" صرخ الزعيم و اكمل:" و هل هذه المرة الأولى التي اتعرض فيها لمحاولة اغتيال"
"و لكن يا ابي ليس في عقر دارنا ان الأمر خطير هناك دخيل بيننا" قال دوقال
"انها هذه الفتاة يا ابي منذ ان وصلت و هي غريبة عنا حدثت مثل هذه الأمور" قال نايجل
"اصمتوا، الآن اصدر قراري و نرى ان توافقوون علي، ارى بأن على الفتاة ان تبقى بيننا " قال الزعيم و هو ينظر الي بدت نظرته حنونة بعض الشئ و اكمل: " كما رأيت ان ولاؤها يبدو صادقاً لنا كما انني ارى فيها فائدة على كرووتيلان ، و كما ذكر كالدويل لا احد له دخل بالفتاة و من سيعترض على بقائها لدينا سيكون عليه ان يتخطاني اولاً"
كنت انظر اليه بصدمة فقد كان هذا آخر ما توقعته
وجدت بعض الموجودين يرفعون ايديهم و البعض الآخر لم يفعل و بعدها قال الزعيم:"حسناً بحسب العرف و رأي الجماعة الفتاة ستبقى بيننا و ستكون كرووتلانديك و لن يناقش احدٌ في احقيك بقائها بعد الآن" قال الزعيم و هو ينظر لدوقال و نايجل
"و لكن يا ابي نحن لا نعلم بعد من حارل قتلك قد تكون هي من خططت لذلك قد تكون جاسوسة" قال نايجل بإصرار
"اما عن محاولة قتلي قد لا اعرف تماماً من يكون وراء الأمر و لكني متأكد انها ليست هي، احكم عقلك قليلاً يا نايجل و لا تجري خلف تهورك و استباقك للأمور، لو بقيت على هذه الحال لا تحلم ان يكون الكرسي لك" قال الزعيم بحزم
وجدت نايجل يهدأ شيئاً فشيئاً كانت نظراته لي عادية و لكن نظرات دوقال لي حملت الكثير الغل ، ارعبتني في ذلك الوقت تلك النظرات التي رأيت نهايتي فيها.
"ابي لو تسمح لي ان احقق في من حاول ان يغتالك؟!" قال كالدويل بشئ من الرجاء
"افعل يا كالدويل ما تراه صائباً ولكن لا ارى ان هذا قد يوصلنا لنتيجة فأدلتنا ضعيفة و الجاني قد يكون الآن خارج كرووتيلان" قال الزعيم بهدوء
"دراقون ابنة كالدويل " صرخ الزعيم "أجل سيدي " قلت بسرعة و بأدب
"بلاكسون ابن هامون" صرخ الزعيم ، وجدت بلاكسون يقف بإستقامة و يجيب بهدوء" أجل سيدي"
"احسنتما صنيعاً اني فخورٌ بكما" قال الزعيم بإبتسامة
نظرت اليه كانت المرة الأولى التي ارى فيها الزعيم يبتسم تلك الإبتسامة الكبيرة
وقفنا بإستقامة و رحنا نحيي الزعيم على طريقة الكرووتلانديين .
انتهى ذلك الإجتماع على خير ما يرام ، و حينما خرجت وجدت بلاكسون يلحق بي ، وجدته يمسك بذراعي بقوة
"ماذا!؟" سألت بإنزعاج
"هل جننتي؟! هل تريدين الموت!؟ كدتِ تفقدين حياتكِ هناك، كان السهم ساماً و مفعوله سريع" صرخ فيني بلاكسون، و اكمل بنفس النبرة:" لقد كان مستحيلاً من زاويتكِ ان تتخطي السهم ، لو لم اتحرك بسرعة"
لقد كنت انظر اليه بإستغراب فقد كان قد كشف خطتي الصغيرة فقد كنت في موقف من المستحيل ان اصد السهم بسيفي انما بجسدي و لكن من زاوية بلاكسون كان الأمر أسهل.
"لم اعلم ان السهم سام ثم كما انني تصرفت دون تفكير" قلت بإنفعال
"فقط كوني اكثر حذراً لا تتصرفي بحماقة " قال بعدما هدأ قليلاً
"لقد انتهى الأمر يجب ان تكوني اكثر حذراً يا دراقون" قال كالدويل و الذي وصل الينا منذ وقت قصير
و اكمل بإبتسامة:" بالمناسبة اني حقاً فخورٌ بكما"
رددت له الإبتسامة بسعادة و بعدها سألته:" و لكن يا كالدويل كيف ستعرف من الذي حاول ان يقتل الزعيم!؟"
"اما هذا فإتركيه علي، ما دام امرٌ كهذا حدث اتوقع حدوث امور اخرى مشابهة، كما ان السهم معي سأعوف صانعه قد يكون خارج كرووتيلان و لكن سأبذل جهدي" قال كالدويل
"ربما أستطيع ان اساعدك" قلت بهدوء و اكملت:" كما ترى حينما كنت اساعد ابي رأيت الكثير من النماذج لأسهم وسيوف صنعت من حول البلاد فقد كان يحضرها ابي ليتعرف على التقنيات المختلفه"
"ان كان كذلك تعالوا للقاعة الخاصة الأن و سنعرف كيف سنتصرف"  قال كالدويل
لحقناه في القاعة ، فأخرج السهم الذي وضعه في قماشة بحذر، رحت انظو للنصل بحذر فقد علمت انه سيحتاج لأثر السم الموجود على النصل ليسأل العطاريين عن مكان صنع السم.
رحت اتأمله كان مظهره لا يبدو غريباً ابداً بل مميزاً ، فأذكر ان ابي احضر معه خنجراً مشابهاً لهذا السهم في احد المرات و بقي لثلاث ليالي يحاول ان يتقن صنعه ففي تلك الثلاثة ايام اخرج ابي جل غضبه فيني ، لم تكن ذكرى لطيفة و لكني اذكر جيداً الإسم الذي كان ابي يهذي به و هو يحاول اتقان صنعه.
"تباً لجورج ويل" قلت و انا افكر
"ماذا!؟" قال بلاكسون
"اتذكر جيداً ان ابي احضر خنجراً بنصل مشابه لهذا السهم ، لقد كان  دائماً ينادي بإسم هذا الشخص استطيع ان اجزم انه الصانع " قلت و انت افكر
"حقاً هذا جيد جيدٌ جداً" قال كالدويل بحماس و اكمل:" الا تذكرين من أين حصل على الخنجر"
"أجل اتذكر جيداً انه جاء من العاصمة و لكن لا أعلم ان كان الخنجر من العاصمة ام من المناطق المجاورة" قلت
"لا بأس ان هذه معلومة مهمة و ثمينة جداً" قال كالدويل بحماس
"عني ارجوك اسمح لي بأن اذهب و ابحث عن الصانع" قال بلاكسون
"كلا يا بلاكسون هذه المرة سأحتاج منك ان تبقى هنا و تراقب الأوضاع جيداً هناك امورٌ غير مريحة تحاك هنا، اترك امر الصانع لي" قال بهدوء
فما كان من بلاكسون الا ان وافق، غادر كالدويل بعد أسبوع كرووتيلان و ترك امور غربان الليل كلها في يد بلاكسون، مرت عدة شهور و في هذه الفترة بلغت عامي السابع عشر، كان الجو في كرووتيلان ابرد مئة مرة، كنت اعاني فقد كان علينا الخروج في المدينة و مساعدة الناس في هذا البرد القارس ، كانت في تلك الفترة الأمور هادئة و مستقرة بعض الشئ، لم يكن يعكر صفوي سوى ماك و ازعاجاته المعتادة و تورا الخرف الذي كلما رأى وجهي في المدينة اثار جلبة. في تلك الفترة اصبحت اكثر قرباً من جماعة غربان الليل و لا سيما بلاكسوون فقد كان الأقرب لي، فقد كنت لا زلت لا أثق كثيراً بمن حولي فكان بلاكسون الوحيد الذي استطعت ان اثق به.
-----------------------------
اتمنى لكم قراءة ممتعة
حسناً لن اسأل  هذه المرة اسألة بل سأترك لكم حرية التعبير عن ما حدث و ما تتوقعون انه سيحدث فيما بعد

النار التي لا تنطفئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن