نحو أملٌ جديد..

7.5K 651 35
                                    

" دراقون يجب ان تهربي" قال العمده و هو يمسك كتفي و ينظر في عيني بصرامه.
لا أعلم ما الذي جرى لعقلي في تلك اللحظه كان و كأنه قد تجمد .
كل شئ كان قد توقف و كأن الزمن قد أعلن تمرده علي. و لأنني كعادتي القديمه لم أفكر بالمستقبل و ما الذي سيحصل على المدى البعيد.
نظرت للعمده و كلي حيره :"مممم... ما.. ما الذي علي فعله؟!"
نظر الي بعينين جامدتين:"الآن اهربي و لا تنظري خلفكِ لا تعودي للبيت ، الغابة أكثر اماناً في هذه اللحظه"
وقف برعب تخشبت اوصالي ، و رحت اوجف بشكل خفيف.
صرخ فيني العمده:"اذهبي الآن اركضي، و لا تنظري خلفكِ" نظرت إليه.اكمل بصراخ:"لا تنظري الي هيا اذهبي لن يشفق عليكِ احد من الآن فصاعداً"
ركضت بسرعه بالرغم من ان قدمي لا تزال تؤلمني طول اليوم انا اضغط عليها و اقاوم المها ، و لكنها قررت ان تتمرد علي في تلك اللحظه توقفت قليلاً لألتقط انفاسي و اريح الم قدمي، و في تلك اللحظه نظرت للخلف بالرغم من تهديدات العمده، قلبي لم يسايرني ان اترك كل شئ هكذا اردت ان اودع القرية و المنزل، على الاقل المنزل الذي حمل ذكرياتي الأليمه و السعيده، بالرغم من كل تهديدات العمده عدت للخلف. لا أعرف ما هذا التعلق العجيب بتلك القرية البائسه!؟، و لكن كان ذلك ربما لخوفي من المجهول و قريتي البائسة تلك كانت بالنسبة واحة أمان.
عدت للخلف و كأن طاقة عجيبة تجرني :"دراقون تفحصي الأمر ربما تكونين في حلم غبي او ربما تتخيلين عودي فالخارج موحش "هذا ما فكرت به في عقلي الصغير.
ركضت ناحية كوخنا ، كانت الشمس قد بدأت بنثر أشعتها بلطف ، فتحت الباب وجدت هناك مع انعكاس ضوء الشمس الوليد من الشباك خيال شخصٌ ما !!، لقد كان يجلس على المنضده يتناول الحساء .
لقد كان ابي!!!! لم اكن استطيع النظر اليه بوضوح و لكن كان هناك . اردت ان اركض إليه و احتضنه و لكن الأصوات التي انبعثت من الخارج اخرست خيالاتي الحلوة. نظرت ناحية المنضده و لم اجد احداً ،و لكن الصوت القوي المنبعث من الخارج لم يسمح لي بأن أفكر كثيراً. فلقد اختبأت على الفور في اقرب خزانه ، كنت استطيع ان ارى الأشخاص الذين دخلوا بوضوح ، كم كنت حمقاء حينما لم استمع لتعليمات العمده!!!
لقد كان ثلاث جنود من جنود الملك ، يفتشون المكان على ما يبدو .
"لماذا يجب ان نبحث في منزل حداد فقير!؟"
"هذا ما طلبه القائد!!"
"و لكن ما الذي قد نجده هنا!؟"
"الفتاة!"
"ماذا؟!"
"لم نجد ابناء الامرأة لقد هربوا و لكن ابنة الحداد وحيده بالتأكيد ستكون هنا في مكان ما"
انهم يبحثون عني!!!!!! لقد اخرسني ذلك؟! ما الذي سيستفيدونه من فتاة بائسة قبيحة و على حد قولهم وحيدة؟!
"حسناً انتما لن نضيع وقتاً طويلاً ليست حمقاء لتختبئ في البيت لنذهب الى المشغل بالتأكيد ستكون هناك"
خرج الثلاثة بينما انا جلست هناك اصارع انفاسي لا اريد ان اصدر صوتاً، كنت اضع يدي على فمي ، كنت أستطيع ان اراهم من فتحة الخزانة كانت فتحة صغيرة ، بقيت هناك لفترة طويله حتى ظننت انهم رحلوا فخرجت اخيراً من الخزانة ، قررت اخيراً بأن أهرب ، هرعت بسرعه لغرفتي و هناك حملت ظننت بأنني سأحمل أهم المقتنيات، و كل ما وقع يدي عليه كان سيفي الصغير ، و ايضاً حقيبتي التي حوت على بعض النقود التي كنت اجمعها ، و رحت انظر من شباك غرفتي، وجدتهم لا زالوا موجودين امام المنزل . و كل ما فعلته هو انني قررت ان اسلك طريق الغابه هذا يعني انني سأستخدم الباب الخلفي ، و سأذهب من ناحية الغابه فأنا أحفظها جيداً ، نزلت بسرعة البرق و ركضت ناحية الباب الخلفي ، و انطلقت مع الريح لم ابالي بما يجري خلفي كانت الغابة هي منفذي من هؤلاء الوحوش.
كانوا يتبعونني و كنت متأكدتاً من ذلك لأن أصوات صرخاتهم  الغاضبة قد ملأت أذني ، و لكن حالما دخلت للغابة شعرت كما لوانني في الجنة .
بحيث انني سلكت طريقاً فيه الكثير من المتاهات حتى اضعتهم اختبأت خلف احدى الأشجار و رحت اراقبهم بهدوء.
"تباً لقد فلتت منا"
"لا تقلق بالتأكيد ستكون تاهت في الغابة و ستموت هنا من الجوع "
وجدتهم يعودون ادراجهم ، لم اشعر بالأمان الا حينما رأيتهم يختفون شيئاً فشئاً من امامي.
جلست على الأرض و انا آخذ شهيقاً ، اغلقت عيني بتعب ، و من دون ان اشعر وجدت نفسي اغط في نوم عميق جداً .
و لم استيقظ الا في صباح اليوم التالي ، كانت تلك اشبه بإغمائه، اول امر قمت به انني بحثت عن بحيرتي الأثيرة الخائنه، حتى وجدتها فغسلت وجهي فيها و شربت من مائها.
و جلست قربها و انا اتأمل صورتي المنعكسة على صفحتها الصافيه.
"دراقون انتِ وحيدة الآن و ماذا عساكِ تفعلين؟! إلى أين ستذهبين!؟... يجب ان اجد ايليوس بأسرع وقت و لكن اين أجد مقر حزبه هذا!؟"
وقفت اخيراً و قررت ان اكمل مسيري بالتأكيد سأجد أحدهم في القرى المجاورة يعرف شيئاً عن حركة حقوق الشعب تلك ، أول شئ قمت به هو انني جمعت توت الغابه و حملته في حقيبتي ، و رحت اتناوله في طريقي ، و أول قرية قررت التوجه لها كانت القرية الكئيبة التي رأيت فيها الهوائل.
لا أعرف كيف أصبح عقلي يفكر بشكل عملي في غمرة هذه المصائب؟! ربما كان التوق لإيجاد أخي او ربما حزني لموت ابي ، اتذكر في فترة من حياتي تمنيت ان اترك منزلنا و قريتنا و اهرب بعيداً، وها أنا هنا تركت قريتي و منزلي بالقوة لا برغبتي. على ما يبدو ان ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
و اخيراً وصلت لتلك القريه ، و فكرت من عساني أسأل ، و هناك رحت ابحث هنا و هناك فوجدت امراءة تحرث الأرض .
"عفواً سيدتي هل تعرفين شيئاً عن حركة حقوق الشعب"سألت بإستفهام ، لقد كانت صيغة سؤالي غبية و مباشرة لقد كنت افضح نفسي دون ان ادرك .
وجدت الامراءة تجهم وجهها و كشرت عن انيابها و صرخت فيني:"هل انتي جاسوسة للحكومة؟. هل تريدين ان توقعي بقريتنا!؟ ابتعدي من هنا لا اعرف شيئاً"
و بالفعل خفت من صراخها و هربت ، و هناك وجدت حانه في استقبالي، ركضت ناحيتها و ظننت ان لم تخبرني الامراءة بالتأكيد الرجال سيخبرونني.
اول ما قمت به هو انني اتجهت ناحية البائع مباشرة، بالرغم من نظرات الرجال المستهجنه لوجود فتاة في الحانه الا انني لم اهتم
"سيدي هل تعرف  شيئاً عن حركة حقوق الشعب!؟"
رأيت الرجل ينظر الي بتعجب كبير حتى انني شعرت بأن عيناه ستخرجان من محجريهما.
"أيتها هالفتاة لا تضيعي وقتي و اخرجي انه ليس المكان الملائم لفتاة صغيرة"
عبست في وجههة بقهر و جلست على الكرسي بيأس ، و انا غمرة يأسي وجدت شاباً يتسلل ناحيتي بخبث و قال لي :"يمكنني ان اساعدكِ بكل شئ يخص حركة حقوق الشعب "قال بهمس
"حقاً هل تعرف أين مقرهم " قلت بسعادة
"أجل لدي خريطة لموقعهم و لكن لن اعطيكِ خريطتي الثمينه دون مقابل" قال بخبث
"مقبل؟!"فكرت فتذكرت نقودي القليلة التي حملتها :"خذ هذه كل نقودي فقط دلني على مقرهم" اخذت حقيبة نقودي و قدمتها له بلهفه و ترقب .
وجدت عيناه تلمعان بخبث و راح يعد النقود بنهم، و بعدما انتهى من العد قال"هذه الخريطه ان مقرهم في قصر في قلب الغابة المجاورة، انه صعب الوصول و لكن بمساعدة خريطتي ستجدين  المقر"
قدم لي الخريطه، رحت امسك بها و اتفحصها و كأنني وقعت على كنز .
لا اعرف ما الذي جعلني اصدق ذلك الرجل و الذي كان بادياً بوضوح انه انسان مخادع و خبيث و لكنني في ذلك الضعف و تلك الحاجه كان هذا الخبيث هو املي الوحيد، لقد ظننت بأن كل ما يهتم له المال و انه سيساعدني ما دام انه حصل على المال، فقررت ان اجازف لن اخسر اكثر مما خسرته ،و من هنا خرجت من الحانه و انا انظر للسماء بأمل و كأن أملي تجدد و رغبتي بالعيش انتعشت ، سأقابل اخي اخيراً بعد طول فراق .

النار التي لا تنطفئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن