العائدة من الموت...

6K 485 22
                                    

كالضائعه و المحتارة لا أعلم ان كنت يجب ان اصدق ما قال لي او لا ،كنت في قرارة نفسي اشعر بأنه على حق و لكن كان قلبي يأبى ان يصدق.
رحت انظر حولي أين أنا لا أعرف بالتأكيد ايم انا! فقد تركني الجندي في وسط الطريق، كنت في طريق سفر، لم أكن أستطيع الوقوف كل ما فعلته انني جلست في منتصف الطريق، ألم ذراعي كان قد أهلكني بشكل كبير، كانت ذراعي مضمدة، كنت اتنفس بصعوبة، وحيدة بلا عائلة أو حتى أصدقاء، صحيح فأنا تنينة بائسة و التنانين تعيش وحيدة في كهوفٍ على قمم الجبال و لكني تنينه بائسة وضعيفة حتى الجبال لن أستطيع أن أعيش فيها.
كان ذلك الطريق فارغاً لم ارى حتى عربة واحدة تعبر، ابتعدت عن منتصف الطريق و جلست بالزاوية، كنت أريد ان افكر لم اكن اريد الموت، هذا ما كنت أعرفه جيداً و لكن تولدت لدي مشاعر جديدة مشاعر غريبة لم أبتلعها بسهولة، فقد كنت فوق حيرتي غاضبة، غاضبةً جداً من لوكي من الملك من الحكومة من الخونة من كل شئ، كنت أريد الانتقام.
لم يكن شعور الإنتقام هذا ظريفاً، كان تمني أذية أحدهم مهما بلغ شره و جنونه يجعل روحي منهكة، ما الذي اوصلني لهذه الحال ، كنت غبية غير مدركة بما يجري دائماً ، كنت أريد ان اكمل طريقي و لكني رغبت بالنوم، خفت من أن أنام في جانب الطريق فما كان مني الا ان تحاملت على نفسي و تسلقت أقرب شجرة و نمت فوقها، فلم أكن أريد ان ابدو مرئية لقطاع الطريق و اللصوص و انا شبه مجروحة و منهكة. فحادثة الغابة حينما حاول قطاع الطرق اختطافي كانت تجربة مزعجة، صحيح ان الكروتلانديين انقذا حياتي، اجل لقد حذرني الكروتلاندي ذاك المدعو بلاكسون ، قال لي ان ابتعد عن الطريق و لكني ابيت؟! لا أعلم ان كنت يجب ان استمع له، فقد كان يعرف شيئاً بالتأكيد.
نمت تلك الليلة و الكوابيس كانت رفيقتي فقد حلمت بالكثير من الأفاعي و العقارب، استيقظت مع بداية اشراقة الشمس، فخيوط الضوء تسللت إلى عيني بقوة. قررت ان اكمل طريقي و أعود لحركة حقوق الشعب، كنت اريد ان اتبين الحقيقة، فلوكي ماكر و مجنون لم أكن استطيع تصديقه مهما بلغ منطقه من واقع.
بالطبع لم يكن طريق العودة سهلاً كنت بحاجة للطعام و لم أكن أملك المال، كنت منهكة و مصابة و بالكاد استطيع ان ارى طريقي من شدة التعب، فاتخذت الغابات طريقاً لي ، فكانت الفاكهة الصغيرة طعامي و مياه النهر مائي، و لكني كنت امر من القرى لأعرف مكاني من الخريطة، فكوني باخثة هذا ساعدني على معرفة مكاني بسهوله.
كان اسبوعان كاملان أخذتهم لأصل لغابة الحسناء، و بعد مشقة وصلت اخيراً للمقر، كنت كالغريق الذي استنشق الهواء أخيراً، طرقت الباب، فكان السيد جي ينظر الي من ثقب الباب،
"من هناك؟!"
"انها انا دراقون، دراقون مارسي يا سيد جي، ارجوك.... افتح الباب" قلت بلهفة
ففي تلك اللحظة رؤيتي لوجه مألوف اشعرني براحة غريبة
"من تكونين يا فتاة!؟" قال بشدة
نظرت له بصدمة و رحت اصرخ بقلق:"يا سيد جي أنا دراقون أخت إيليوس مارسي، لقد خرجنا للمهمة الكبيرة و هناك مات معلمي السيد فراقوس و قد جرحت و لكن ها أنا هنا.. و ..." كانت العربة قد خانتني كنت على شفير البكاء
"اوه أجل لقد تذكرتكِ يا فتاة، الجميع يقول بأنكِ متي" قال ببرود بعدما فتح الباب
نظرت له بتعب فقد كان هذا متوقع، كنت كل ما اريده الآن هو سريري، مشيت بسرعة لغرفتي و لكن وجدت السيد جي يمسك بي بقوة.
"انتظري عندكِ لا استطيع ان اسمح لكِ بالدخول هكذا يجب ان تقابلي السيد رولف أولاً"
كان لا بد من ان اقوم بهذا الأمر و لكن كوني قد أخذت وضعية دفاعية، قررت ان اخفي بعض الحقائق.
توجهت مع جي للسيد رولف ، طرقت الباب و سمعت صوته من خلف الباب يسمح لي بالدخول.دخلت بهدوء كنت اعلم ان التعب بادٍ على وجهي و هيئتي، وجدت السيد رولف ينظر الي بصدمة ، لقد كانت صدمته غريبة، و لكن صدمة السيد بالدروف كانت اكبر فقد تبعتها شهقة.
"دددددددراقون" قال السيد بالدروف بعصبية.
"سيد رولف استمع الي" قلت بهدوء
"و لكن انت ميته، كيف!؟" صرخ السيد بالدروف
وجدت السيد رولف عاد لهدوئه المعتاد فأسكت السيد بالدروف بحركة من يديه.
"تكلمي يا آنسة مارسي" قال بهدوء غامض
"سيد رولف، اعلم ان الجميع هنا يعتقد بأنني ميته، و لكن ما حدث هو انه ... حينما رأيت معلمي ...." و رحت أجهش بالبكاء، لا أعرف ما الذي كنت أفعله، لقد كنت بكل سهولة أكذب!
لم أعتد التمثيل و الكذب بهذه الصورة و لكن كنت قد فقدت ثقتي تماماً بكل شي البشر،الحيوانات و حتى الأرض التي أقف عليها. لم أكن اريد ان ابين لأحد بما مررت به حتى أطمئن و اتأكد من الحقائق الذي صفعني بها لوكي.
" لا تحزني يا آنسة مارسي أرجوكِ لا تحزني، كوني اقوى" قال السيد رولف و هو يربت علي و أكمل:"فقط أخبريني ما جرى"
"لقد خفت و هربت حينما رأيت جثة معلمي، قد تقول بأنني جبانة و لكني في نهاية المطاف مجرد فتاة صغيرة" قلت و انا ابكي بقوة
وجدتهم ينظرون الي بصدمة! لم أفهم مغزى تلك النظرات !
"لا عليكِ آنسة مارسي كل ما عليكِ الآن ان ترتاحي، سأنادي الآنسة بانوت لتعتني بكِ" قال بحذر
"لا" قلت بسرعه
وجدته ينظر الي بإستغراب مجدداً
"في الأونة الأخيرة لم تكن علاقتي بالآنسة بانوت جيدة"
"حقاً، حسناً لا بأس و لكننا سنأخذكِ لغرفة جديدة" قال و أكمل"حسناً في الحقيقة ظننا بأنكِ مُتِ، حتى أننا وضعنا لكِ قبراً" قال بحزن
لقد كان يتحدث بأسى و لكني اسشعرت الزيف و الكذب في حديثه لأول مرة شعرت بأنني انظر لشخص مهزوز و جبان و كاذب و ليس للشخص الذي فرض شخصيته القوية على الجميع، لقد كان كل شئ بالنسبة لي زائف، مكنت اشعر و كأنني في وكر للعقارب و لكن كنت أريد أن أتأكد.
"لا بأس يا سيدي لا يهم الآن" قلت بهدوء و ثقة
وجدت السيد بالدروف يسبقني و راح يرمقني بإنزعاج و هو يقول:" اتبعيني"
تبعته فوجدته يأخذني لممر جديد مكان لم أعهده من قبل وجدته يفتح باب يأخذني لتحت الأرض، كانت رائحة العفن و القذارة واضحة و لكن لم أهتم كثيراً. كانت غرفة صغيرة تحت الأرض لا يوجد فيها سوى سرير و خزانة ملابس ، كان المكان كئيب خالً من الشبابيك اشبه بالقبر، ملئ بالغبار.
"اشياؤكِ القديمة يمكنكِ التحقق من الفتيات لتعرفي اين هي" قال بجفاء
كل ما فعلته هو انني استلقيت على السرير، كان الغبارو الرطوبة هما كل ما اتنفسه في هذا المكان القذر، أغلقت عيني بهدوء لأرتاح، فلم تكن أيامي سعيدة. و من دون ان اشعر رحت في نومٌ عميق.
استيقضت صباحاً باحثتاً عن ماريام و لكني لم أجدها، و لم أكن اريد ان اسأل.
نزلت للمطبخ فقد ظننت انه بغياب معلمي لم يكن وجودي مقبولاً به حتى،و لكني وجدت ان وجودي في المطبخ كان اسوأ كان الجميع ينظر الي بشكل غريب، لم أفهم ما السبب؟!
و لكني التزمت بما طلب مني بهدوء، و لكن بقيت أنيتا مالرن ترميني بالكلام و النظرات و لكن لم تكن هي همي الأكبر.
"دراقون لقد أحببت غرفتكِ كثيراً" قالت بتعالي
نظرت لها بهدوء و اجبتها:"استمتعي بها جيداً ليست الغرف الجميلة و الملابس اللطيفة أكبر همي"
وجدتها تنظر لي بغضب و بعدها قالت:" لأنكِ لست بفتاة طبيعة، ظلمت الطبيعة معشر النساء فأصبحتِ منهم"
" مع الأسف" قلت بضعف
ليس لأن كلامها جرحني و لا لأنني فتاة بل لأنني كائن حي، كنت اشعر بأن بقائي في الدنيا ظلم للبشرية، كل شخص اتشبث به و اتمسك به بقوة يموت، فقد كان إيليوس أملي الأخير لأدخص هذه الفكرة.
انتهى يومي الطويل بهدوء كنت كل ما ارغب به هو النوم، فقد كان النوم هو السبيل لبقائي على قيد الحياة فقد كنت أحلم و كانت احلامي تلك تجعل من واقعي أهون.
عدت لغرفتي كنت اريد ان اتسلل بهدوء لفراشي الجديد و لكن على غير ما تركت غرفتي وجدتها نظيفة من الغبار و رائحة المكان عبقة، فقد كان السبب زهور الزنبق، لم أعلم من تركها بجانب سريري و اخيراً اشيائي القديمة كانت هناك.
لقد كانت ماريام، كنت ادرك ذلك هي الوحيدة التي ستفعل لي شئ كهذا.
"دراقون" سمعت صوتها من خلفي
"ماريام"قلت بشئ من الراحة ، و اكملت"هل نتحدث!؟"
"حسناً" قالت بهدوء غير معتاد.
لقد بدت ذابلة ذابلة تماماً لم تكن ماريام المرحة التي عهدت، كنت تتغصب الإبتسامة، عينيها فيهما حزن دفين لم أفهم مصدرة.
"ما الذي حدث؟!" قالت و هي تجلس أمامي.
"الكثير" قلت بعدما تنهدت بضيق، و بعدها أكملت:"ما الذي حدث هنا!؟"
"أصبح للباحثين حكيم جديد انه دودلر، و الجميع هنا يعتقد انكِ خائنة وبأنكِ وشيتي بالحركة و كنتِ السبب في موت المعلم فاراقوس و بأنكِ نلتِ جزاؤكِ أصبحتِ جثة هامدة في أرض المعركة"
"ماذا!؟ أنا" قلت بإستغراب
"أجل و لذلك حينما عدتِ كان الجميع يتسآئل ما سبب بقاء الخائنة هنا!؟ لقد كان السيد واتكن هو من أخبر الجميع بتلك الحكاية الغريبة"
نظرت لها بشئ من الإستغراب مع انه من المفترض ان يكون الأمر المتوقع، لم أعد انصدم بأي تصرف من ايش شخص، ففي تلك المرحلة كنت قد فقدت ثقتي بالجميع.
"و انت ماريام الن تخبريني؟!"
"بماذا!؟" سألت بإستغراب
"من هو والد طفلكِ!؟"قلت بهدوء
وجدتها تضحك بمرح و بعدها أكملت:"هل تعلمين ان البعض لا يزال يعتقد انه مجرد وزن زائد"و بعدها عادت لجديتها و قالت:" انتِ لن تسألي ان كنتِ قد سمعتي شيئاً"
"هل حقاً أخي إيليوس ميت!؟" قلت بترقب
---------------------------
هل حقاً إيليوس ميت!؟
ما علاقة ماريام بإيليوس!؟
هل حقاً حركة حقوق الشعب عبارة عن كذبة!؟
و لماذا كذب السيد واتكن!؟
ما الذي ستفعله دراقون من الآن فصاعداً!؟
اعتذر على التأخير و اتمنى لكم قراءة ممتعة

النار التي لا تنطفئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن