الزائر الغائب

11K 791 26
                                    

اعترض الكثيريين و حدث هرج و مرج في المكان، كانوا سيسمحون لصبي في ال١٢ من عمره بأن يخربش وجهي بسكين امام الجميع و عند هذا العقاب البسيط اعترضوا. و لكن العمده كان صارماً و نفذ هذا العقاب.
ذلك اليوم كان تحولاً بالنسبة لي لا اصدق بأنهم بالفعل نفذوا ذلك العقاب ، كان الناس بين مؤيد و معارض على ما حدث بالطبع فمن بينهم كانت جولي لورز ابنة التاجر الغني، لم يكن غنياً ابداً بالمقارنة ببقية التجار بالمدن و لكن بالنسبة لقريتنا البسيطة كان يعتبر من الفاحشي الثراء ، و لكونه كان يتعامل بشكل مباشر مع أمير الإقطاعيه كان للسيد لورز سطوة كبيرة على منطقتنا و لكن عمدتنا كان اقوى منه و اقرب للأمير الإقطاعي من السيد لورز، و هذا امرٌ اشكر ربي عليه ليل نهار لأن السيد لورز لم يكن ذا اخلاق عاليه اوافكار ساميه، مثلما كان السيد العمده.
تم تقييد الأطفال على الشجره، و كانوا كالمسرحية راح الجميع ينظر اليهم ،و بقية الأطفال يسخرون منهم . لقد رأيت في وجوههم ذلك القهر و الإنكسار الذي شعرت به سابقاً .لم يفتحوا فمهم بكلمة انما خفضوا وجوههم خجلاً .
عدنا و ابي ادراجنا للورشة، اول أمر فعلته اعدت سكيني و خبأته في جيبي فأنا لا انوي ان استغني عنه لقد حماني سابقاً . رآني أبي و انا اخبئ سكيني وجدته ينظر الي و قال:"لا تتخلي عن ذلك السكين و لكن استخدميه بحكمه أكثر"
لقد كانت نبرته حنونه لقد خاطبني بتلك الطريقه التي يخاطب بها أخي إيليوس ،انزلت رأسي خجلاً فأنا كنت أعتبر نفسي مذنبه، لقد كان ضميري يأكل عقلي و قلبي، عدنا للعمل و لكني في قرارة نفسي لم أكن راضية عن نفسي !، لقد رددت إعتباري لنفسي و لكن لا اريده ان يكون بتلك الطريقه ،كلا !!! لن أكون مثلهم ، هدىذا ما كنت اقوله لنفسي، توقفت عن العمل !
"ابي آسفه ، سأترك العنل قليلاً و لكنني سأعود سريعاً " قلت بحزم و إصرار
"هل ستسامحينهم!؟"قال ابي و كان قد ابقى عينيه في عمله
"لا استطيع ان اسامح نفسي لا اريد ان يرد اعتباري بتلك الطريقة القاسية، لقد ذقت ما ذاقوه و لا يعجبني ذلك الشعور"
إبتسم بحزن ، كانت تلك المرة الأولى التي اراه فيها يبتسم لقد كانت ابتسامة لوعة ، اكمل"إنكِ مثلها تماماً "
فهمت قصده ،لقد كان يقصد امي تلك الأسطورة الغامضه بالنسبة لي.احترمت حزنه و لم اضف شيئاً كنت سعيدة بالتأكيد لقد شبهني بأمي و التي كان ينعتها أخي بأحن مخلوقات الأرض.
ركضت إلى حيث العمده ، و هناك وجدت آباء الأطفال الغاضبيين يناقشوون العمده بشأن العقاب .
"سيدي العمده" قلت و انا الهث بفعل الجري
"ما الأمر صغيرتي هل هناك من ضايقكِ"
كانوا ذوي الأطفال حاقديين علي غاضبيين مني فأنا سببت العذاب لأبنائهم و لكنهم أنانيوون ماذا عن ما سببه لي ابنائهم من عذاب نفسي و جسدي؟!
"اريد ان يتوقف العقاب ، لقد سامحتهم"قلت بحماس
"حقاً؟؟؟؟؟"سأل العمده بحيرة
"أجل أجل ارجوك فك وثاقهم"
ذهبنا الى حيث الشجرة مع آباء الأطفال المتذمرون.
"فلتشكروا ربكم يا أولاد صديقتكم هنا سامحتكم ، سأفك وثاقكم الآن يجب أن تشكروها"قال العمده بعتاب وسط تذمر الأعل بصوت منخفض
"لا أريد شكراً منهم و لا أسفاً و لا أريد صداقتهم ، من الآن فصاعداً سأبتعد عن طريقهم و سيبتعدون عن طريقي حتى التحيه لا اريدها بيننا ، ان اعترظوني ادبتهم بشكل قاسي و لن يشكوني أحد" قلت بحزم
نظر لي الجميع بصدمه و قد تجمهر الناس و سمعوا كلامي الذي قلته لقد كانت بالنسبه لهم صدمه كبيره ، نظر لي الأطفال بحقد كبير و اكثرهم حقداً كان ماتي الغبي، لا يمكنني ان اصدق ان هذا الصبي لا ييأس!!
ابتسم العمده و قال بود:"لكِ ذلك صغيرتي"
انتهى كل ذلك و تلك كانت تجربه اكتسبت منها الكثير من الدروس ، مرت عدة شهور كانت فيها علاقتي بأبي قد تحسنت بشكل ملحوظ فلقد بات يقلق علي و يتحدث معي في بعض المواضيع خارج اطار العمل ككيف تشعرين اليوم!؟ ما عشائك اليوم!؟ و امور كهذه، كانت لا زالت العلاقه باردة من الظاهر و لكنها اصبحت اكثر ترابطاً من الداخل ، اما الأطفال فقد حاولوا اكثر من مرة ايذائي و لكني كن اخرج لهم سكيني او اهددهم بأبي و هذا كان كفيلاً بإبعادهم عني، إلا ذلك المدعو ماتي ظل يزعجني بالكلام و لكني تجاهلته لأنه بدا لي كالحشره لم يهمني حديثه. و اخيراً وصلت لل١٢ من عمري. و جاء ذلك اليوم كان الخريف قد حل اصفرت الأوراق بألوان الغروب .
استيقظت في ذلك اليوم كعادتي انظف المشغل و بينما انا منهمكة بذلك شعرت بأحدٌ يمسك بي من الخلف ، خفت كثيراً من عساه يفعل ذلك ؟! بالتأكيد ليس أبي !!!، اخرجت سكيني و حينما التفت خلفي وجدت ذلك المراهق بشعره الأشقر كالشمس المشرقه ، إنه أخي إيليوس !!!!! هذا مستحيل!؟ كيف عاد هكذا فجأة!؟
"إيليوس"صرخت بحماس و احتضنته بقوه ، كنت قد افنتقدت اخي و افتقدت حنانه معي و طيبته
"لقد عدت "قال بحنيه، نظرت لوجهه لقد اكتسب سمره، و هناك جرح بسيط كان قد تربع على خده الأيسر و عيناه الرماديتان لقد كانتا قد فقدتا بريقهما بدا حزيناً بالنسبة لي.نظرت بقلق وجدته يبتسم بحنان:"ما بال هذه النظرة القلقة يا تنينتي !؟" قال بلطف
"ما الذي حدث لك لقد آذوك بشكل كبير!!!" قلت بإنفعال
"أين هو والدنا!؟"قال بإبتسامته
إنه بالتأكيد يكون قد استيقظ الآن ، دخلنا للمنزل و هناك أبي كان جالساً .
"أبي انظر انه إيليوس لقد عاد" صرخت بسعاده
نظر أبي لناحيتنا ، كان الأمر كما لو انه رأي أجمل أحلامه فوجهه كان قد ابتسم كله دفعة واحده ،وقف سريعاً و احتضن أخي، لقد كنت سعيدة بهذا اللقاء و هذه العوده .
رحت أجهز الفطور و قدمته للجميع ، و في ذلك الوقت وجدت ابي يسأل إيليوس:"ما الذي حدث!؟"
"حدث الكثير أريد أن اخبرك بكل شئ و لكن دعني التقط انفاسي اولاً"قال بابتسامه
"بالتأكيد لك ذلك ماذا عن بقية الشباب ؟" سأل أبي
"جان هنا لقد كان معي ، أما لوكي ....لا يهم ،اخبريني أيتها التنينه متى كبرتي هكذا ؟! بالكاد تصليين لطولي"
بالطبع كان ذلك مستحيلاً ان اصل لطوله ، مهما كنت طويله فأخي إيليوس كان سيفوقني فلقد كان قد ورث الطول من ابي ، وكونه شاباً في ال١٧ فلقد كان طويلاً بعض الشئ لسنه.
"حقاً لو لبست ااربعون خذائاً ذا كعب عالي لن أصل لطولك "قلت بمزاح
وجدت أخي ينطر الي بإستغراب ، في الماضي كان من المستحيل أن أمزح في حضرة ابي و ان فعلت نهرني، بالطبع أخي لم يعلم بالمستجدات.
اعطاني ابي اليوم اجازة من العمل بمناسبة عودة أخي المفاجئه ، و كعادتنا أنا و أخي امضينا وقتنا في الباحة الخلفيه وامامنا الغابه.
"يبدو انه قد حدث الكثير هنا!" قال اخي
"لقد حدث و لكنه مضى كل الأمور بخير"قلت بإبتسامه
"و ما الذي حدث مع أبي! " سأل اخي
"يمكنك أن تقول بأنني لقنته درساً من نوع خاص"
"اوه تنينتي الشجاعه لقد عانت كثيراً غيابي" قال بصورة مسرحيه
"إيليوس أشعر بأن بقائك هنا سيكون مؤقت!؟"قلت و انا اشعر بأن بقائه لن يطول و ان هذه الزيارة مؤقته.
"في الحقيقة أجل فأنا يجب أن أعود ، فلقد حدث الكثير"قال بهم و بغموض
"هل ستخبرني بذلك؟"قلت بإستفهام
"سأخبركما أنت و ابي معاً"
"حسناً مادام الامر كذلك"
"دراقون ما رأيك أن نقوم بجولة في الأرجاء فأنا أشتاق لهذا المكان"قالبحماس
نظرت له بتعجب، بالطبع انا قلت زياراتي للقرية منذ آخرحادثه، اقتصرت زيارتي في الضروريات.
"ان كنت تريد ذلك"
تحركنا ناحية القريه بدا أخي مستمتعاً بزيارته، كان هناك الكثيريين يحيوونه .

النار التي لا تنطفئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن