لا أريد أن أصدق.....

6.4K 551 57
                                    

تمهلي أيتها الحياة دعيني ألتقط أنفاسي، دعيني أجد موضع قدمي .ففي حياتي كلها لم أجد أياماً أشعر فيها بسعادة مفرطة سعادة تجعلني أحب هذه الحياة أتعلق بها كالغريق كالتافه الذي يسعى خلف الملذات، أما الموت! حسناً إن الموت غريب غريب جداً، دائماً ما كان يجعلنا محبطيين فنحن دائماً نتسائل أين سيذهب أحباؤنا الذين ماتوا!؟ هل لمكان أفضل كما نريد أن نعتقد ؟! لحيث النعيم السرمدي!؟ أم لمكان أسوأ؟! نكره الموت لأنه ينتزع منا الثمينون بقوة و بشدة ، فحتى الأشقياء يكرهون الموت لأنهم يعتبرونه النهاية بالنسبة لهم فهم أشقياء و لكن لماذا اكره الموت ،حينما يأتي لمن أحب!؟ لماذا رحبت به بذراعيين مفتوحتين في اليوم الذي دنا مني بلطف! و لكني اليوم اهرب منه!؟ لماذا اخشى الموت؟! هل لأني من الأشقياء!
نعم اليوم أثبت لنفسي بأني من الأشقياء خاطرٌ غريب تلاعب بي و قال لي لا تموتي الآن فأنت شقية ، شريرة، وقحة و خائنة! اجل خائنة!
لقد كنت أدرك انني السبب في موت معلمي، لا أعرف شئ و لكن لو كنت انا في المقدمة إلى جانبه لكنت حميته او ضحيت بنفسي فدائاً لحياته، هذا ما كنت اعتقده في ذلك الوقت. فقد كنت احب تأنيب نفسي ، فلقد كنت أجد أنني من الفاشلون البسطاء الذين لا يجيدون فعل شئ، الحياة لا تقف بجانبهم و الموت رفيق دربهم لا يأخذهم و لكن يأخذ من يحبون.
"معلمي لا تمزح افتح عينيك" قلت انا امسك برأسه و أهزه بهدوء
"انه ليس وقت النوم " قلت و انتحب
"استيقظ"
"استيقظ"
"استيقظ"
تعالت صرخاتي ، صرخت و صرخت حتى بح صوتي و لكن كان الجميع مشغولاً بالقتال ، لا أحد مهتم بالميتيين ، هذه بشاعة الحرب لا أهمية للروح البشرية ، فكل شئ عادل في الحب و الحرب في النهاية.
واخيراً وقفت استليت سيفي و رحت اقاتل بجنون، لم اكن اصغي لشئ سوى صراخي و بكائي، جائني احد الجنود و الذي حاول مهاجمتي ، فرحت اهاجمه بشراسة و انا ابكي، و لكن وفجأة شعرت بشئ بشئ غريب اخترق ذراعي، كان مؤلماً لا أذكر انني صرخت كنت سأكمل القتال فلقد عميت عيناي تماماً عما يجري من حولي ، و لكن لا كان الألم لا يحتمل! و رائحة الدماء اخترقت انفي ، انه مؤلم ، ترنحت الدنيا في عيني و تراقصت و اخيراً اسودت.
لا أعرف ما الذي جرى لي بعدها كل ما رأيته حينما استيقظت كان نور الشمس! أجل لقد كان يخترق ظلمة المكان الذي كنت فيه. و لكني لم أكن في أجمل مكان بالرغم من ذلك فقد كنت مقيدة ، أدرت نظري للمكان لقد كنت في زنزانة! لم أفهم ما الذي كنت أفعله هنا!
"اخرجوني من هنا" كنت سأصرخ و لكني كنت أشعر بعطش شديد فكل ما خرج مني كان"ماء"
كنت أشعر و كأن رأسي سينفجر!مالذي جرى لي قبل ذلك!؟
صحيح المهمة و تغيير الخطة! و الخونة!! أجل معلمي، لقد مات معلمي، هذا كان بمثابة مرور حجرة في حلقي جعلتني افقد القدرة على التنفس، لم اكن استطيع ان ابكي، فقد كنت في وضع لا أستطيع فيه الكلام حتى.
سمعت صوت أحدهم يتكلم
"انها بالداخل سيدي لا تقلق"
"هل هي بخير!؟"
"كانت بخير قبل اربعة ساعات "
"سأتأكد بنفسي لا تقلق"
سمعت صوت القفل و هو يخترق الباب ، أغلقت عيني و كأنني لا زلت مغشياً عليها، فلا أعرف من الشخص الذي يقف خلف الباب حتى !
كنت أستطيع أن أسمع صوت خطواته القوية و هي تضرب الارض بغضب، لقد كان شخصاً غاضباً بالرغم من هدوء صوته، فقد كان صوته مسترخي أكثر من اللازم كان شيئا  يشبه فحيح افعى.
"يمكنني أن أستمع لتنفسكِ القوي من آخر الغرفة، توقفي عن التمثيل" قال الصوت بخبث
رفعت رأسي بغضب و رحت ارمق الجالس امامي، كان هو ! الشخص الذي زرع في قلبي الخوف الكبير منذ زمن بعيد، آخر شخص قد اتمنى ان اصطدم به و أنا في هذه الحالة.
عيناه الباهتتين بدتا فارغتين تماماً من الحياة، الشعر البني و البشرة التي تكاد تكون شفافه من بياضها، لقد كان لوكي!
أجل لوكي! لوكي بعينيه يقف أمامي بجسدة الهزيل و هو يبتسم بحقد واضح.
"يبدو أنكِ لن تشكرينني أليس كذلك"
لم اكن استطيع ان ارى نفسي و لكن كنت متأكدة بأنني رسمت وجهاً ملؤه الإشمئزاز.
"احضروا بعض الماء هنا" قال بعدما عاد ليجلس على الكرسي و هو يتفحصني بنظراته الحاقدة، و خلال دقائق كان الماء هنا، راح الجندي يسقيني من الماء ، كنت كالأرض القاحلة التي ارتوت، و كأنني شربت من ماء الحياة . رحت ارمقه بإشمئزاز و انا اريد ان أفهم ما الذي رماني بين يدي هذا التعيس؟!
"تتسآلين ما الذي اتى بكِ هنا!؟" و قال و هو لا يزال يرسم ابتسامته الخبيثة بثقة مرعبة و أمكمل"حسناً كانت صدمتي كبرى حينما رأيكِ ملقية على الأرض بشعركِ الأحمر الذي زاد توهجاً حينما إختلط بالدماء كنتِ كالأموات بين الجثث"
"ماذا تقصد مالذي حدث!؟ و لماذا انقذتني!؟ لا أعتقد بأنك تستلطفني بهذا القدر" قلت بإنفعال
" اهدئي عزيزتي" قال بصوت أقرب للهمس كأنه فحيح الأفاعي ، و أكمل" في الحقيقة ان النظر إليكِ يعيد إلي الكثير من الذكريات، حينما كنت بائساً و مدلل و لكني اليوم و بفضلكِ أنا بائس و مدلل و قوي"
"ماذا تقصد !؟هل جننت!؟" صرخت بإنفعال
"صديقيني عزيزتي دراقون ان حقدي عليكِ هو الذي امدني بالشجاعة المطلوبة لأقتل و أقتل ولا أكتفي بالقتل ، فالحرب علمتني ان البقاء للقوي و لا مكان للجبناء و الحمقى كأخيكِ!"
"ماذا ؟! ماذا تقصد" قلت أنا أشعر و كأن الجليد يجري في شرايني بدل الدم.
" ماذا ألم يخبروكِ؟!، إيليوس أخيكِ الشجاع ، الفارس الباحث عن الحق الشاب الشريف ،لقد مات"
مات!؟ مات؟ مات! ، ها هو الموت يرتمي أمامي مجدداً على هيئة صخرة هائلة ارتمت على صدري و حطمت مجرى تنفسي ، فهو يلعب معي لعبتاً قذرى يراقصني على هاوية الكارثة؟!
لا يمكنني ان اصدق ان إيليوس قد مات ؟! لا لقد قالوا لي ، لقد راسلني أجل الرسالة !
"عزيزتي دراقون، يا لكِ من بائسة! تذكريني بنفسي حينما كنت صبي بائس، لقد خدعوكِ ، حركة حقوق الشعب، النظال من اجل عيش افضل للجميع" قال و هو يضحك بشكل جنوني" كم انتم حمقى و بسطاء لقد خدعتم ، أطعموكم من الكعك اللذيذ السام و انتم لا تعلمون"
كنت اريد ان اعتقد انه يتلاعب بي  انه حقير و قذر و لكنه كان واثقاً واثقاً بشكل مرعب و مقزز و لكن!؟ لكن ؟! كل الأحداث كل شئ راح يمر أمامي ، هل كنت مخدوعة حقاً!؟
"لا تكوني مصدومة هكذا! السيد بروم رولف أب الجميع هو عميلنا السري ، هو الخائن الكبير، حسناً انه لا يرغب بعيش كريم لأحد سوى لنفسه، هل تعرفين لماذا تأسست حركة حقوق الشعب هذه!؟" قال و هو يلمس وجهي، شعرت بالإشمئزاز ، أشحت بوجهي عنه ، وأكمل:" هذه الحركة وجدت خصيصاً لمساعدة سيدي"
نظرت له بصدمة و لكن لم يكن عقلي يعلم كل ما اريد ان اعرفه ما حل بأخي حقاً.
"ماذا تقصد من هو سيدك!؟" ثلت بثبات كاذب
"اوه أجل كما تعلمين انا وصلت هنا بفضل سيدي الدوق ألمر كوردل، لقد كان هو من تبنى موهبتي في القتل و كان يمدني بالهدايا كلما حققت له هدفٌ ما، حتى حصلت على لقب جنرال و صار لي قصري الخاص بي، الهو و امرح فيه " قال بفخر:" فحركة حقوق الشعب هي حركة مجندة تعمل لصالح سيدي للإطاحة بالحكم الملكي و وضع سيدي مكان الملك الأحمق ، ان الملك يثق بسيدي كثيراً و لا يدري ان حركة حقوق الشعب تتحرك حسب أوامر سيدي فهذه الحركة زرعت لتزعزع الأمن في البلد و الحمقى الذين يتبعون الحركة تم تجنيدهم دون ان يعلموا فخدعوا بدعايات النصر و بالمقابل وعد سيدي السيد بروم رولف بربع المملكة، هل تتخيلين العرض"
هذه المرة لم أصدم فقد كان واضحاً و جلي امامي و لم أعد اريد ان اكذب الأمر اكثر فالعالم الوردي الملئ بالصدق قد تكسر أمامي بمجرد موت معلمي كنت أعلم يقيناً ان هناك خيانة من الداخل مباشرتاً و اكمل:" حسناً اخيكِ علم بفسادهم فوقف في وجههم و بالسر ولكن نالوا منه فألقوا عليه تهمة خيانة المملكة و التهرب من دفع الضرائب المفروضة رموه كالخروف هو صديقه الأحمق ، حسناً لقد نسوا زوجته البائسة" قال بيأس
ماذا اي زوجة ؟! لقد كانت ترتمي الحقائق و انا مقيدة ، لقد كانت كلماته تخرسني لا أستطيع من هولها أن انطق، متى تزوج!؟ و اماذا لم بخبرنا ؟! لمذا اخفى عني إيليوس مثل هذا الأمر!؟ و من هي زوجته تلك!؟
"ماذا ألم يخبركِ بذلك!؟" قال و هو يضحك بخبث، و اكمل:" اجل انها تلك الشقراء ذات الفم الواسع، كثيرة الكلام ، بلكنتها الشمالية المستفزه"
شعر أشقر فم واسع و لكنة شمالية ، ماريام ، فمن عساها تكون غير ماريام !
" ماذا كان اسمها!؟ اجل ماريام ، ان ذوق اخيكِ في النساء سئ جداً فتاة بذلك الجمال المتواضع كثيرة الكلام، أتسائل ما الذي وجده فيها... لو انه فقط اختار فتاةً بجمال أخته" قال بخبث و هو يمسك بشعري .
"أبعد يديك عني" قلت و انا ارمقه بغضب و اقاوم، كنت اعي بأن نظراته الخبيثة و لمساته لي لم تكن بحسن نية ابداً.
"لا أكذب عليكِ يا دراقون فلقد صدمتيني فعلاً، فمن يتخيل ان دراقون المتصابية تكبر و تصبح بكل هذا الجمال" قال بخبث
لقد كنت يائسة تماماً و قلت بيأس شديد:" حسناً ما الذي تريده مني الآن!؟ لا اعتقد انك أنقذت حياتي بسبب طيبة قلبك"
"بل ان قلبي كبير جداً ، لدرجة اني سأعرض عليكِ عرض" قال و هو يرمقني بحقد، رحت اعيد له النظرة بغضب و حقد أكبر:" ما هو عرضك العظيم هذا!؟"
"حسناً فقط للأيام الخوالي ولأنكِ كنت السبب في قوتي ومجدي اليوم، فلو لم اذهب للحرب كنت سأبقى فقيرٌ و بائس، سأنقذ حياتكِ من براثم حركة حقوق الشعب"
" كيف ذلك؟!" قلت بحذر
" ان تتزوجيني" قال بثقة
"أتزوجك؟!" قلت بصدمة
كنت افضل الموت على ان اكون بقرب هذا القذر، في حقيقة الأمر كنت أفضل الموت في كل الحالات. فأنا كنت لا زلت أمذب كل ما يقوله لي كنت سأسأل ماريام عن حقيقة ما يقوله، اخي ميت؟! ان هذا غير صحيح. هذا الخاطر جعلني اتمسك بالحياة، كنت اريد ان اعرف الحقيقة قبل ان اموت.
رحت اضحك بصورة هستيريه و اكملت من بين ضحكاتي:" انا ؟!اتزوجك؟! ، يبدو ان حس الفكاهة لديك قد تحسن مع الزمن"
"حسناً ، كنت اعرض لكِ حياةً كريمة افضل من التي رسمتها لكِ حركة حقوق الشعب، فلو عدتِ لهم في هذه الحالة سيتخلصون منكِ بأي طريقة" قال بخبث
لم اكن في وضح يسمح لي بإبداء رأيي و مع ذلك فعلت
" لن اتزوجك، هل أنا مجنونة" قلت بحزم
"سأتركِ تذهبين"قال بهدوء مستفز
"ماذا!؟" قلت بصدمة
"انتِ لا زلتِ لا تصدقينني، اذهبي و ابحثي عن الحقيقة و صدقيني، ستعودين الي بقدميكِ و ستترجينني ان انقذ حياتكِ" قال بخبث
"حقاً؟! ستكون انت آخر شخص ألجأ إليه" قلت بتحدي
"فكوا وثاقها و اسمحوا لها بالخروج" قال لأحد الجنود
بهذه السهولة كان سيسمح لي بالخروج! و هذا أخافني كثيراً فمهما اعتبر في عقله المريض انني السبب في دخوله للحرب و حصوله على القوة، لا يعتي انه سيرمي بكل الحقائق في وجهي و يسمح لي بالذهاب هكذا! كما انني لا أعتقد انه يستلطفني لدرجة انه يرغب بالزواج بي ، لم افهم سبب طلبه و لكن كنت أعلم انه يريد ان ينتقم مني .
"أراكِ قريباً " قال و هو يعادر بهدوء
جاء الجندي و فك وثاقي ، رحت اربت على المكان الذي كنت مقيدتاً فيه فقد ترك أثراً ، وجدت الجندي يقتادني الى الخارج ، كنت كالضائعه و المحتارة لا أعلم ان كنت يجب ان اصدق ما قال لي او لا ،كنت في قرارة نفسي اشعر بأنه على حق و لكن كان قلبي يأبى ان يصدق.
.....................................
ما هو رأيكم بالأحداث ؟!
ما هي توقعاتكم!؟
هل فعلاً إيليوس تزوج ماريام!؟
و هل هو ميت!؟
هل حركة حقوق الشعب فعلاً مجموعة من الكاذبين!؟
ما هي توقعاتكم لشخصية الدوق آلمر كرودل!؟
ما هو هدف لوكي من كل ما قام به مع دراقون!؟ و لماذا يرغب بالزواج منها!؟
و لماذا سمح لها بالذهاب بسهولة !؟
ما الذي ستفعله دراقون من الآن فصاعدا!؟
اتمنى او يكون الفصل قد نال على استحسانكم...
و ترقبوا القادم

النار التي لا تنطفئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن