النار التي لا تنطفئ

ملحمة مرعبة

بعد رحلة الأسبوعان المجهدة أخيراً وصلنا لكرووتيلان، وقفنا أمام البوابة اذا بنا نجد الحراس منكسي الرأس لم نجد علم كرووتيلان مرفوعاً، نزلنا من على حصننا. لم أفهم ما يجري و لكني كنت أعلم انه هناك خطبٌ ما .
"ما الذي يجري هنا؟!"سأل بلاكسون بقلق
"سيد بلاكسون لقد مات الزعيم" قال الحارس بشئ من الحزن
مات الزعيم! تلك الجملة خرقت سمعي و جعلت عقلي يتوقف عن العمل، كم من موت ستشهدين يا دراقون؟! التفت إلى بلاكسون وجدت على وجهه نظرة مصدومة، وجدته يهرع بالدخول لحقت به بسرعة، فقد اصبحت لكلانا فكرة واحده ان نتأكد من موته، كنت اعلم انه ميت لا محالة و لكن لم اكن اريد ان اصدق الا اذا رأيته بعيني.
وصلنا للقاعة الكبرى، هناك وقف عدد كبير من علية القوم، و بجانب التابوت و الذي تربع في وسط القاعة و تغطى بزهورٍ بيضاء كان يقف أبناء الزعيم و ماك الذي ارتسمت على ملامحه الصدمة و نانا التي راحت تبكي و لكني كنت متأكدة بأن دموعها كانت كاذبة، رحلت بنظري لكالدويل فقد كان هو كل ما يهمني، لقد بدى تائهاً، الصدمات الأخيرة جعلته يتشرب كل الصعاب و حتى في هذا الوضع بدى متماسك و لكنه تائه، لم اعلم ما الذي يجب ان نفعله، كل ما فعلته هو انني لحقت ببلاكسون، وجدت بلاكسون يقترب من التابوت، القى التحية بهدوء و وقف بجانب كالدويل، فعلت بالمثل، القيت نظرة على الزعيم، فحتى في موته بدى هادئ هادئ جداً حكيم حكيم جداً و قوي قوي جداً، وقفت هناك انظر اليه بحزن لم اتمالك دموعي في آخر المطاف، كنت اتمنى لو انني تعرفت على الزعيم بشكل اكبر كنت اعرف بأنه طيب فالزعيم الذي يحزن شعبه عليه هكذا يعني انه شخص عادل، و لكن لم يكن هناك وقت لقد باغتنا الوقت، وقفت بجانب كالدويل و الذي راح يضمني من كتفي. في ذلك اليوم ادركت كم اكره الموت! فهو لا يأخذني أنا انما يأخذ من حولي.
اعتقدت اننا يجب ان نؤجل اجتماعنا بكالدويل خصوصاً في ظل هذه الظروف، و لكن وجدنا كالدويل ينادينا و في غرفة الإجتماعات جلسنا.
"ما الذي توصلتم له؟!" سأل كالدويل
"دعنا نؤجل هذا الأمر يا عمي ليوميين او ثلاثة على الأقل" قال بلاك
"ان الأمر لا ينتظر التأجيل" قال كالدويل بقلة صبر
"ما الذي حصل؟!" سأل بلاكسون بإرتياب
"ان ابي لم يمت بشكل طبيعي لقد قتل" قال كالدويل
"ماذا؟! هذا شنيع" صرخت بصدمة و قلق
"كيف؟!" سأل بلاكسون
"حتى الآن لا يعرف احدٌ بالأمر غيري، لقد كنت اول وجده فقد كان ملقياً على الأرض بجانبه أحد ادويته و الذي من دون ان اخمن فقد كانت رائحته قوية فقد اختلط السم بالدواء، حملته للفراش ليبدو و كأنه مات بشكل طبيعي، اننا نمر بأوقات صعبة و لكي لا نثير المزيد من الفتنه و نجعل الناس يقلقون قررت ان افعل ذلك و لكن قاتله لن يمر من تحت يدي بسلام" قال كالدويل بغضب
و من هنا اخبرنا كالدويل بكل ما سمعناه
"هذا يعني انهم نايجل و نانا بكل تأكيد" قال كالدويل
"اجل و لكننا يجب ان نتأكد أكثر" قال بلاكسون
مرت الأيام التالية هادئة حزينة، و في تلك الأيام كان كالدويل يخطط بما سيفعله، بينما انا حاولت ان اشغل نفسي بتعلم الرماية، فقد وجدت نفسي و بشكل غريب اجيدها، بينما كان كالدويل قد ارهق نفسه بالبحث بقينا بجانبه جميعنا لنساعده و لكن البحث لم يكن سهلاً.
كان على كبار القبيلة ان يجتمعوا ليختاروا زعيماً، فقد مات الزعيم سيقار دون ان يحدد وريث له، و لكن كالدويل قد تنازل عن أمر كهذا و كان لا يحضر أغلب اجتماعاتهم. بينما نانا استطاعت و ببراعة ان تخفي نفسها عن كالدويل.
في احدى الليالي حينما وجدت النوم قد هرب من عيني بعد كابوس شنيع رأيت فيه الكثير من الموت قررت ان اخرج لأتنفس بعض الهواء، فقد انقبض قلبي من ذلك الكابوس و شعرت بأن هناك أمرٌ شنيعٌ سيحصل، وقفت في امام احدى شرفات القلعة الممتدة في الممر اراقب القمر بهدوء، فذهني كان ممتلئ بالأفكار، اذا بي اشعر احدهم يقف خلفي، التفت اذا بي اجد ماك، لقد كان يقف امامي بعدن اتزان و تنبعث منه رائحة الشراب و كأنه غطس فيه من قوة الرائحة، فكرت ان ابتعد فمن الغباء ان اتناقش مع شخصٌ ثمل لا يعي ما يقول.
"انتظري يا دراقون لا تذهبي ارجوكِ" قال بعدم اتزان
و لكني اكملت طريقي، اذا بي اراه يقف على الشرفة، و هو يقول:" انظري سأقفز من هنا ان لم تنتظري"
نظرت اليه بإستغراب ، فقد بدى لي جاداً، شعرت بالشفقة عليه قررت بأن اساعده لأوصله لغرفته على الأقل.
"انكِ رائعة، تساعدينني بينما انا استمر في ايذائك" قال بغير وعي
"حسناً لا تتحدث كثيراً ان رائحة فمك اسوء من رائحة الخنازير" قلت منزعجة
"هل تعلمين لقد كشفت كل شئ، لقد كشفت لعبة امي الصغيرة"
نظرت اليه بإستغراب هل يعني انه يعرف بحلف امه الصغير.
" ان امي خائنة، أبي رجلٌ مسكين عليه ان يعيش مع زوجة خائنة و ابنٌ تعسٍ مثلي بلا فائدة" قال ماك و أكمل:" أمي تخون أبي معه لقد تبعتها بالأمس و سمعت كل شئ"
نظرت إليه بإستغراب، ماذا يقصد أليس نايجل هو شريكها في الجريمة!؟
"ماذا تقصد؟!" قلت بصدمة
"انه عمي دوقال هو يريد ان يصبح الزعيم و امي تساعده تتمنى موت ابي لتتزوج عمي دوقال" قال بعدم وعي و بشئ من الحزن
"ماذا؟! يبدو ان الثمالة لعبت بعقلك" قلت بإنزعاج
وظعته بجانب غرفته، فقد كانت الصدمة الجديدة هذه اثقل من احمل هذا الأحمق حتى غرفته.
"أنا آسف" قال بعدم وعي
نظرت اليه بإنزعاج، فقد شعرت بالشفقة عليه، انه مسكين في نهاية الأمر لا يوجد من يهتم بأمره حقاً و هذا هو كل ما يبحث عنه على ما يبدو الإهتمام.
مشيت لآخر الممر و انا اشعر بثقل كبير على كاهلي علي ان اخبر كالدويل بسرعة بكل شئ، ان معلومة كهذه مهمة جداً، قررت انني في الصباح أول شئ سأقوم به هو انني سأخبر كالدويل بشأن ما استمعت به.
استيقظت صباحاً متأخرة و كان اول ما قمت به هو انني غيرت ملابسي و بسرعة رحت ابحث عن كالدويل، دخلت للقاعة الأساسية و هناك رأيت أمام عيني الكارثة تحصل.
" اني ارى ان نايجل احق بالحكم" صرخ احد الشيوخ
"بل دوقال انه افضل منه" صرخ الآخر
"ارى ان ننظر للشباب فهم أفضل" قال احدهم
كنت امام معركة بين الشيوخ، ركضت بسرعة ناحية كالدويل الذي وقف هناك و هو يتابع بصمت ما يحدث أمامه وجدت دوقال يقف بهدوء و يتجه لمنتصف القاعة.
"لم أكن أريد ان يصل الأمر لهذا و لكن يحب ان يعرف الجميع ما يجري" قال دوقال
رحت انظر اليه بإستغراب و اكمل:" اني لا أطمع بالحكم و لكن علي ان اقول ما أراه بعيني و أمامي، لم أعد أستطيع الصمت أكثر"
وجدت كل العيون تتجه إليه كنت أقف هناك بخوف و أنا اتخيل ما قد يحدث الآن ، ان يصبح دوقال الزعيم ان هذا افضع ما قد يحدث.
" ان نايجل أخي في نهاية الأمر و لكن أنا متأكد من ما اعرفه، لقد كان يخطط مع ألمر كوردل هو و زوجته نانا ضد كرووتيلان انهم يرغبون ببيع كرووتيلان للعدو" صرخ بشدة
وجدت الجميع يصرخ بصدمة امتلأت القاعة بالشهقات، وجدت نايجل ينظر لدوقال ببلاهة  فثقته بدوقال كانت أكبر من ان يعي ما يحدث بينماكانت نانا غاضبة و مصدومة و تشعر بالخيانة فقد علمت انه قد تم بيعيها بثمن رخيص، كانت منذ البداية دمية يتم التلاعب بها حينما ضنت انها هي الرابحة.
هذا مستحيل انه يكذب كان يجب ان اتحدث و ان اقول شيئاً حتى لو كلفني ذلك حياتي.
"كلا انه كاذب" لم اكن انا قائلة تلك الجملة بل كان ماك و الذي اكمل بحزم:" انا اعرف الحقيقة انت و امي خططتم لبيع كرووتيلان ان ابي برئ من مخططاتكم القذرة"
"هل تروون انه يحاول ان يقلب الطاولة علي بعدما كشفت امر والديه ليس مستبعداً ان يكون مشاركاٌ في الجريمة معهم" قال دوقال
ارتبك الأمر امامي في تلك اللحظة هل ماك محق ام دوقال؟! لا أعرف ما الذي علي فعله كل شئ كان يمر أمامي و كأنه خيال و حلم لا واقع.
لقد كان الشيوخ يحاولوون ان يختاروا زعيماً لهم حتى في ظل تلك الظروف القاسية.
"لدي دليل على ما اقول" صرخ دوقال بثقة و اكمل " ادخل أيها الغراب"
دخل رجلٌ هزيل للقاعة لم يكن كرووتلاندي فشعره البني و بشرته البيضاء لا دخل لها بكرووتيلان، و لكن لقب الغراب لم يكن غريباً كان ذلك الشخص بالإجتماع.
"هذا الشخص هو جاسوس كلن من نايجل و نانا في قصر الملك هو من كان يحضر الإجتماعات مكانهم" قال دوقال بثقة و بعدها اكمل:" اخبرهم أيها الغراب"
" انها الحقيقة لقد اعطوني الكثير من المال لأقوم بالمهمة و قد كان السيد ماك هو من يسلمني الرسائل المهمة من أجل الإجتماعات" قال الجاسوس
"هذا مستحيل انه كذب" صرخ ماك
" انظروا انهم لا يستحقون ان يحكموا بل انهم يجب ان يحاكموا في الحال و حكم الخيانة الإعدام" صرخ دوقال بهستيريا
"توقف يا دوقال ان الأمور لا تحل هكذا" قال كالدوي اخيراً
" كلا انه على حق " صرخ أحد الشيوخ
فجأة و من دون سابق انذار دخل أحد الحراس عنوةً و هو يلهث و صرخ :" لقد تم محاصرتنا اننا نتعرض للهجوم"
"ماذا؟! عل جننت من من!؟" صرخ دوقال
"انهم جنود ألمر كوردل" قال الحارس
وجدت القاعة امتلأت بالصراخ و الخوف و راح البعض بسرعة يركض هنا و هناك بجنون، كان بعضهم يرى نهاية كرووتيلان نصب عينيه.
بسرعة ركضت ناحية كالدويل
"ما الذي يجب ان نفعله؟!" قلت بخوف
"اذهبي و احضري سلاحكِ" قال لي بحزم و اكمل:" اسرعي، و انت يا بلاك اتبعني، ابحث عن بقية غربان الليل و اتبعني"
بسرعة ركضت ناحية غرفتي و حملت سيفي و لم انسى اسهمي و قوسي. حينما خرجت من غرفتي وجدت كالدويل يحاول تنظيم جيش كرووتيلان بمساعدة بقية غربان الليل بالرغم من صعوبة الأمر.
انضممت إليهم و بسرعة مشينا ناحية البوابة و التي كان يحاول بعض الجنود الآخرون و حتى بعض الفلاحون حمايتها، وقف كالدويل في أعلى البرج و صرخ بحزم:" عرف عن نفسك و ما هو مطلبك؟!"
"اسمي لوكي، جئت من طرف ألمر كوردال جئت لأسلم هدية من سيدي لدوقال و نانا"
سمعت اسمه بشكل واضح، لقد كان لوكي، ايقينت اخيراً ان المتورطوون هم دوقال و نانا ، و لكن لم افهم ما يجري.
" ان سلمناك من تريد هل سترحل من هنا!؟" قال كالدويل و هو يحاول ان يساومه
" مستحيل اننا قريبون من الإيقاع بالملك، بينما انا هنا ادمر كرووتيلان لأنها عقبة كبيرة امام مخططنا، فسيدي هناك في العاصمة ينقلب على الملك" قال لوكي بثقة
كلماته خرقت اذني كنت لا اريد ان اسمع مزيداً مما يقول كنت افضل الموت على ان اقف هنا و اسمع لما يقوله، لم ينتظر لوكي كثيراً بل شرع بالهجوم على الفور.
"يجب ان يجد احدكم دوقال و نانا قبل ان يهربا صرخ كالدويل"
"انا انا سأفعل هذا" قلت بسرعة
"اذهب معها يا بلاكسون" صرخ كالدويل
"حاضر"
"هيا دراقون" قال بلاك و هو يمسك بيدي
ركضنا بسرعة ناحية القلعة أغلب الناس استطاعوا ان يختبؤا فقد اصبحت المدينة كمدينة الأشباح الا من بعض الشجعان و من الرجال و النساء و بعض المحاربيين توجهنا للقلعة، بحثنا أول الأمر في القاعة الكبرى، وجدنا هناك يختبئ الشيوخ و علية القوم. لقد كان احدهم ملقى على الأرض، و قد كان ماك، لقد كان غارقاً في دمائه، شعرت بالحزن عليه فقد كان شخصاً جيداً و لكن يحتاج للتوجيه المناسب و لكن فات الأوان
"من فعل هذا؟!" قلت بصدمة
"دوقال، لقد قال بأنه يجب معاقبة الخونة وقف ماك في وجهه فقتله كونه خائن" قا احدهم
"أين عمي دوقال!؟" صرخ بلاكسون بغضب
"لقد أخذ معه نايجل و زوجته بالقوة" قال احد الشيوخ
خرجنا بسرعة نبحث عنهم فقد كنا يجب ان نجدهم لا محالة.
--------------------
اتمنى لكم قراءة ممتعة
لا يوجد لدي الكثير لأسئله في هذا الفصل فالأحداث كثيرة و لكن ما هي توقعاتكم!؟