حملت الكتاب و طوفان الذكريات راح يرتطم بي ،وضعت الكتاب إلى جانبي و رحت ارى ما كنت عليه بالأمس و ما انا عليه الآن، لقد مر كل شئ ،مر بسلام حتى الآن، بالرغم من خوفي من سعادتي البسيطة في تلك اللحظه الا اني نمت قريرة العين مرتاحة.
استيقظت صباحاً و انا أشعر و كأنني أميرة، كنت دائماً في الماضي أخشى من أن أحلم مثل هذه الأحلام فلقد استكثرتها على نفسي، كنت أخاف ان اتعلق بتلك الأحلام المستحيلة فلقد كنت أنظر لجولي لورز المدللله ، كان والدها مقتدر مادياً ، وكانت ترتدي ملابساً جميله دائماً ، كنت دائماً اتخيل لو اني مكانها ، و لكن كنت كلما رأيت أبي نفضت تلك الأحلام تماماً من خيالي.
و استيقظت منتعشه ، غيرت ملابسي وجدت في الخزنه ثوباً أحمراً بسيطاً ارتديته و قررت بأن أرفع شعري عن وجهي أخيراً، رحت أمسط شعري و أنا أتأمل تلك الرسمة المبهرة مجدداً ، تذكرت قصة الحسناء و العاشق المجنون و الجنون قادني لكتابي ، قررت أن أعيد قرآته متى سنحت لي الفرصه .
و انا في طريقى للخروج سمعت طرق الباب، فناديت بصوت عالي:"تفضل"
و هنا دخلت فتاة ربما في العشرون من عمرها أو اصغر بجمال متواضع ، شعر أشقر متوسط الطول ، وبشرة بيضاء و عينان عسليتان و فم واسع و وجه ممتلئ، كانت ممتلئه ككل .
"مرحباً آنسه مارسي" قالت بمرح
نظرت إليها و اجبت بتوتر:" اهلاً"
"هيا سآخذكِ في جوله في هذا المكان ، سأعرفكِ على بقية الفتيات سيكون كل شئ ممتع " قالت بإبتسامة واسعه.
نظرت لها و لكنها لم تعطني وقتاً لأقول شيئاً لأنها كانت قد سحبتني من ذراعي و راحت تتحدث بكثره حتى انني لم افهم كلمة مما قالت، و ذلك يعود للكنتها الشماليه لم تكن من منطقة قريبة على ما يبدو ، فلقد كانت لكنتها تشير إلى انها كانت من الجانب الشمالي الحدودي، اي الجانب الآخر من البلاد.
و من بين الحديث وجدتها تقول"نحن هنا لا نسأل احداً ماذا كنت سابقاً و لكن نسأل ما الذي تخطط له مستقبلاً"
لقد كانت تقول هذا الكلام بفخر و أكملت "و لذلك لن يزعجكِ احد هنا و يسأل عن ماضيكِ الا ان اردت ان تقولي ذلك بنفسكِ، فأنا لم أخفي عن أحد بأنني من أهل الشمال و لكن لا أتحدث عن الماضي كثيراً و مل ما اعرفه ان (قلعة الحسناء) هي بيتي و ان حركة حقوق الشعب هي مدرستي و ان السيد رولف هو ابي الروحي و البقية اخوتي "
لقد كانت تتحدث عن وضعها الحالي كثيراً و لكني لم ارى بأنها تكلمت عن المستقبل ابداً، و لكن لم اهتم كثيراً، لأنني حتى لم أسأل عن اسمها. و هنا وصلنا لإحدى الغرف في الطابق العلوي .وجدتها تفتح الباب من دون ان تطرقه حتى حينما دخلنا كان هناك ثلاث فتيات .
"فتيات تعرفن على الفتاة الجديدة، دراقون مارسي" قالت بمرح .
وجدت احدى الفتيات تنطلق من فمها ضحكة متمرده ما ان سمعت باسمي ، لم يكن الأمر غريباً بالنسبة لي ، فلقد سبب لي اسمي الكثير من السخريه و لكني لم اكن اكرهه فلقد اختار لي ابي هذا الإسم في النهاية.
نظرت للفتاة بنظرة قويه، فلقد كنت قد وعدت نفسي سابقاً انني لن اسمح لأحد بأن يضايقني.لقد كانت الفتاة الغريبه تبدوا في العشرينات ذات شعر بني مجعد قليلا ًو عينان بنيتان ناعستان و فم صغير، كانت تحمل في عينها الكثير من الثقه و الغرور .
"مرحباً بكِ بيننا انا جينا" قالت فتاة اخرى ، كانت ذات ملامح هادئه.
و اكملت و هي تشير على الفتاة المغرورة :"هذه انيتا و اخيراً تلك التي تجلس هناك تدعى نايا بلان "اشارت على فتاة ذات شعر اسود تجلس في الزاويه .
"سررت بالتعرف عليكن"قلت برسميه .و رحت ارمق الفتاة الأخيره ذات اللكنه الشماليه فهي لم تعرفني بإسمها حتى الآن. وجدتها تنظر الي بحماقه و بعدها ضحكت بشدة و قالت بين ضحكاتها:"صحيح انتِ لم تعرفي اسمي بعد، لقد نسيت ان اعرف بنفسي، انا ماريام بانوت "
قلت بابتسامه:"تشرفت بالتعرف اليكِ"
وجدتها تسحبني مجدداً فهي كانت يجب ان تريني ارجاء المكان ، كانت تتحدث بكثرة لدرجة ان رأسي آلمني في آخر الأمر.
كانت تدور الدوامات في عقلي بالرغم من راحتي المؤقته، فلقد كنت أفكر بما قاله لي السيد رولف و عن أهدافه ، لقد كنت في الحقيقه كل ما اريده هو رؤية أخي و العيش بهدوء. و لكن أهداف الحركة دخلت عقلي و احدثت زوبعة في هدوءه ، فلقد كان ايليوس قد ترك كل شئ خلفه لأنه كان يظن بأنه بإستطاعته إحداث لو فرق بسيط، و لكن هل استطيع انا مثله ان احدث ذلك الفرق؟!.
كنت أفكر بالأمر كثيراً لدرجة انني لم استطع ان التقط شيئاً مما قالته لي ماريام ، و لقد اطلعتني على المكان ، فلقد كان فيه الكثير من الغرف ، و لكنها قالت أهم ما يجب أن أعرفه هو مكان المطبخ و الإسطبل و الباحة الخلفيه . قالت بأن الفتيات كل ما عليهن فعله هو أعمال المطبخ و الغسيل و غيرها.
أرتني المكتبه و كانت متواضعه و لكنها في نظري أكبر و كانت مكتضه بالكثير من الرجال و كانت ماريام قد اسمتهم بالباحثين و كان عملهم عبارة عن البحث في الخرائط و الكتب و البحث عن ابسط ثغرة يمكن من خلالها الإطاحة بالمملكه، تقول بأنهم هم نواة الحركة.
كما انها ارتني الباحة الأساسيه و قالت ان هناك يتدرب المبتدئين ، و البعض يتدرب في الغابه و لكنه الأمر خطر على المبتدئين.و كانه هناك المزيد من الباحثين فلقد استطعت ان اميز انهم كانوا يرتدون ثوباً أزرقاً فاتح و يربطون حول خصرهم حزام فضي.
و لكنها نهتني عن التجول في ارجاء القلعه في الساعة العاشره، بإستثناء جناح النساء الذي لي حرية التجول فيه متى شئت.
لقد كان نظام هذا المكان عجيب و الإهتمام بالتفاصيل كان مذهلاً، اخبرتني ماريام ان الحركة تمتلك جيشاً بأكمله و ان ضممنا الحلفاء و و الذين اغلبهم مجهوليين الهوية بإستثناء الكروتلانديين بطبيعة الحال فعدائهم للمملكة كان واضحاً، يصبح عددهم أكبر و لكن سياسة الحركة كما قالت تقوم على المناورات الخادعه حالياً لا على الهجوم المباشر فهم لا يريدون ان يجازفوا بهذه الحطوة الكبيرة بعد.
و حينما انهينا الجوله كنت قد اتخذت قراري ، قررت ان انضم لهم و انتظر اخي ، ككثير من النساء هنا، هناك من تنتظر اخوتها و هناك من تنتظر زوجها و هناك من تنظر ابيها و هناك من لا مكان لها فقررت ان تساعد بما تستطيع .
عدنا للمطبخ و هناك قابلت المزيد من النساء ، وجدتهن هممن للراحة كن قد تجمعن في ارجاء المطبخ و الباحة الخلفيه، و كما ظننت جلسن في مجموعات ليعقدن جلسات النميمه المعتاده.
و هناك قدمتني ماريام لمجموعه من السيدات و كما فهمت بأنهن الأكبر سناً فلقد بدت أكبرهن بالسبعين و اصغرهن في الأربعين .
"هل قررتي يا صغيرتي ؟! هل ستنضمين لنا قريباً" قالت الكبرى
"اعتقد ذلك فأنا فقط في انتظار الفرصه المناسبه لمقابلة السيد رولف"
"حقاً ان هذا ليس صعباً انتظري قدوم السيد بالدروف سيكون هنا قريباً" قالت بمرح
و بالفعل لم تمر عشر دقائق إلا و الرجل قد دخل بعنجهته المعتاده و صرخ بالجميع:"هيا عدن للعمل و لا تتقاعسن"
"لا نعمل هنا من مال أبيك بالدروف"صرخت احدى السيدات
بينما الباقيات رحن يضحكن بإستهزاء حتى امتلأ المطبخ ضحكاً ، و هنا وجدته يخرج بغضب ، من عساه يسلم من لسان امرأه حتى السيد بالدروف لا يستطيع.
وقفت بسرعه لألحق به و رحت اناديه:"سيد بالدرووف ، سيد بالدرووف انتظر"
"ماذا؟!"صرخ و هو لا يزال غاضباً و لكنه هدأ حينما رآني:"هل اتخذتِ قراركِ يا صغيره!؟"
"أجل هل يمكنني أن أقابل السيد رولف!؟"
"اجل هيا بنا سآخذكِ إليه" قال و هو يمشي بسرعه
لحقت به حتى وصلنا للمكتب، وجدته يطرق الباب بشكل سريع و دخل دون أن ينتظر رداً لقد كان واضحاً بأن للسيد بالدرووف نفوذاً كبيراً هنا.
"مرحباً يا آنسة مارسي تفضلي" رحب بي السيد رولف
"مرحباً سيدي" قلت
"اذاً!؟" قال و هو ينظر إلي بحماس
"لقد اتخذت قراري و سأبقى هنا و سأساعدكم"
"حقاً ، صدقيني لن تندمي على هذه الخطوة، لأنكِ يتحدثين فرقاً هنا" قال بحماس
اي فرقٌ قد احدثه؟! فتاة ضئيله بشعر أحمر قبيح و وجه بائس، فاشلة في أغلب المجالات؟! ، هذا ما فكرت فيه لحظتها، و لكني سريعاً نفضت تلك الأفكار السوداء، و عزمت ان احاول حتى دودة الأرض قد تحدث فرقاً فهي تغذي الأرض و يتغذى عليها الطير فهي جزء من دائرة الحياة، و هذا يعني أنني حتى أنا قد أحدث فرقاً ربما بعمل بسيط أكون انا السبب في خلاص الجميع ربما!.كنت أحاول ان احمس نفسي و هنا قررت أن اسأل:"سيدي الم تردكم اخبار عن اخي!؟"
"ليس بعد يا آنستي فهو في مهمة صعبه و لكننا ارسلنا له عن مكانكِ و انكِ بأمان لدينا و سننتظر رده ، فهو يجب ان يرسل لنا احداثيات المهمة أساساً" قال السيد رولف
"حقاً"قلت بسعاده.
استأذنت من السيد رولف و خرجت و أنا أشعر بالتفاؤل و قررت أن أباشر عملي عاى الفور في المطبخ فأنا أريد أن أكون ذات فائده .
أنت تقرأ
النار التي لا تنطفئ
Historical Fictionاللحظات الحلوة تمضي سريعاً ، و هذا درس قاسي تعلمته من الماضي ، ماضيي لم يكن الأفضل ، و لكني كنت احمل الأمل دائماً كالعقد في عنقي ، كان لي أخ كان هو كل عائلتي ، اصبح لي مستقبل و لكن لا احب ان اتحدث عن مستقبلي من دون ان اذكر ماضيي . #مسابقة_أفضل_كاتب_...