نظر الي بصدمه و راح يتحسس وجهه نظر ليده ووجد ان هناك على يده بفعل سكيني، جحضت عيناه و راح يصرخ و يبكي بهستيريا ، هرب بعيداً و هو يبكي.
أكملت طريقي للمنزل انا اعاني من حمل السله المملوؤة بالفحم ذلك المخلوق المزعج لو كان عنده ذرة من الأخلاق لقام بمساعدتي بدلاً من ازعاجي و لكنه نال درسه مني.
وصلت للورشه و وجدت ابي يهرع و يأخذ مني السله و صرخ باستعجال:"هيا ساعديني ".
رحنا نعمل على هذا السيف المهم و حينما انتهينا وجدت ابي يجلس على الارض براحة ، نظر الي و قال و هو يشيح بوجهه بعيداً عني:" لقد احسنتِ صانعاً اليوم"
لا شعورياً ابتسمت بسعاده لقد كانت ردة فعل أحلم بها ، لقد كان وجهه خالياً من التعابير و لكني شعرت بصدق مشاعره، تمنيت لو استطيع ان اضمه ، و لكن اكتفيت بتلك اللحظه التي ابقيتها مع القطعه النقدية التي اهداني اياها كذكريات قليلاً عن ابي،ارد ان اخلد ذكراه كأب لا كرجل قاسٍ خال من المشاعر.
تمنيت لو ان اليوس هنا يرى كل هذا التحولات الشيقه التي تجري في حياتي ، جاء الزبون و الذي كان راضياً كل الرضا عن سيفه ، قرر ابي اغلاق الورشه لعدم توفر الفحم المطلوب و لكن في تلك اللحظه جاء رجلان من أهل القرية ، وجدتهما يرمقاني بغضب واضح ، شعرت و كأن الأمر متعلق بما حدث مع ذلك الثعلب المشاغب .
"سيد مارسي ان أهل القرية مستاؤون ارجوك احضر انت وابنتك"قال احد الشباب لأبي بحزم
رمقه ابي ببرود مما جعل الشاب الآخر يكمل بخوف:"على وجه السرعه "
هربا سريعاً خوفاً من ردة فعل ابي اما انا فقد نظرت لأبي بتوتر ، رمقني ابي ببعض من الضيق اما انا فأنكست رأسي خجلاً ، فلقد كان سعيداً بي قبل لحظات ها أنا أخيب ظنه.
"اريد منكِ ان تخبأي سكينكِ او تخلصي منها بسرعه" قال بحزم
تعجبت انه يريد حمايتي فعلاً ربما يكون الرجل بالفعل تغير من ناحيتي ، ابتسمت و بسرعه اخذت سكيني و توجهت للغابه المظلمه فقط عند بدايتها و خبأتها في جوف شجره، لحقت بأبي و انا اختبئ خلفه كالحمل الوديع ، وصلنا للقريه وجدنا الجميع يقفون من بينهم العمده و الذي بدا منزعجاً ، عز علي ان اراه على تلك الشاكله فلقد كان من الاشخاص الذين عاملوني بإحترام و تقدير ، نظرت للجميع بنظراتهم الكريهه التي تحمل الإتهام و الغضب. اختبأت خلف ابي و امسكت بثيابه فلقد شعرت و كأنهم سأكلونني بنظراتهم ، اعلم مدى خطأي و لكن هذا لا يوقع عن هذا الغبي الخطأ ابداً لا هو و لا عصابته التافهة.
وجدت ماتي يقف هناك بجانب والدته ذات البنيه الظخمه بوجهه المخربش لقد كان جرحه سطحي تماماً ، شعرت كما لو ان الدب الأم تحمي طفلها الدب الطفل ، كانت متخصره تتأفف بغيض اما والده فهو كهل ثمل اغلب الوقت وقف خلف زوجته كالخادم .
وصلت و هنا تحدث العمده و قال:"ان السيده أووري مستاءة يا سيد مارسي تقول بأن دراقون خربشت وجه ابنها ماتي بسكين حاد"
و راحت السيدات الثرثارات صديقات ام ماتي تثرثرن في الموضوع.
رمق والدي الجميع بجموده المعتاد جعلهم جميعاً يتراجعون خطوه، و اكمل:"و أكد على هذا الكلام صديقاه رودي فيسي و لو بورت"
اغلق ابي عينيه و اخذ نفساً و قال:" و ما المطلوب مني و منها!؟"
قال العمده بغصه و بتردد و كأن الأمر لا يعجبه:" ان أهل القريه يطلبون ان ترد الضربه لأبنتك، بما يعني ان .... ان ماتي سيخربش وجه دراقون بالسكين كما فعلت هي"
وجدت نظرة غضب و صدمه تعلو وجه ابي ، خفت كثيراً مع انني اعلم بأن هذه النظره وجهت لأناس معينين و ليست لي، راح الناس يهمسون
"اوه انها تستحق هذا يا لها من شيطانة صغيرة"
"اشفق عليه من سيرغب ان يتزوج فتاة بوجه مشوه ان خربش وجهها "
"هل هذه فتاة فعلاً كيف تمكنت من فعل ذلك "
و لكن لن اخيب ابي هذه المره لقد تعدلت علاقتنا بعد جهد جهيد و لم ارد ان ينهدم ما بنيته ، لقد عزمت في وقت سابق ان ارد على كل من يضايقني .
"توقفوا لا تقحموا ابي في هذا الأمر" لم اصدق بأنني تفوهت بتلك الكلمات كم كنت شجاعة في تلك اللحظه لا اعلم كيف تجرأت و أقدمت على هذا الأمر ، راح الناس يعترضون على كلامي
"لقد قام كلن من ماتي اووري و روودي فيسي و لو بورت وجولي لورز و ناني قريفين بإيذائي بوقت سابق ، هل تريدون ان اخبركم بما فعلوه معي في يوم عيد ميلادي "
"توقفي أيتها الكاذبة الشيطانة "صرخت والدة ماتي الظخمة"لقد قامت السيدة فيسي بصنع الكعك لأجلك أيتها الناكره للجميل"
صرخ العمده :"يكفي من حق الفتاة ان تتكلم ان الأمور بدأت تتضح"
نظرت لأبي اردت ان ارى اذا ما كنت اقوم به هو الصح ام انني حدت عن الدرب ، وجدته ينظر الي بجمود و كأنه يحثني على الاستمرار.
"اكملي يا ابنتي"قال العمده
استنشقت بعض الهواء و قلت :"لقد قاموا هؤلاء الخمسة بإيذائي منذ زمن بعيد مع اني لم افعل لهم شيئاً لهم، و لكن كنت اصمت ظناً مني انهم سيكفون شرهم عني ، فلقد كانوا ينادونني بأسماء كثيرة منها ابنة الحداد المرعب "
لقد قصدت ان اذكر هذا اللقب على وجه الخصوص لأوقعهم في مشكلة مع ابي، و بالفعل وجدتهم ذابوا في اماكنهم خوفاً من ردة فعله ،و اكملت:" و لكن ما جعلني اتخذ قراراً بالدفاع عن نفسي هو يوم عيد ميلادي الحادي عشر، قاموا بخدعه بغيظه بدعوتي للجانب المشرق على اساس انهم حضروا لي مفاجئه و كان من استدرجني هو ماتي بعينه ، صدقته فنحن ابناء قرية واحدة لماذا يريد ان يؤذيني ؟!"
لم أعلم متى اكتسبت تلك الموهبة في المبالغه و لكني كنت اريد ان افعل المستحيل لأرد حقي ، فهم يستحقون انا لم اظلم انما كنت المظلومه و تلك الحياة القاسيه جعلتني لا اسكت ،من سيؤذيني مرة سأسبقه بخطوة و سأؤذيه مرتين .
اكملت:" و حينما وصلت طلبوا مني ان اغلق عيني و لكنني بدل المفاجئة استقبلت بالطين قاموا برشقي بالطين و بعدها راحوا و اوثقوني بالشجرة و قاموا برشقي بالحجارة كادوا يقتلوني، لقد جرحوا جسدي ، بعدها رحلوا و ابقوني موثقة على الشجرة ، لم استطع فك وثاقي حتى جاء شخص مسافر و من هيئته بدا كما لو انه من قبيلة "كرووتيلان""
في تلك اللخطه وجدت الجميع يشهق و يزفر و يهمس و كأني قلت كلمة محرمه ، نظرت لأبي و الذي اشتعل الغضب في عينيه علمت بأنني سوف اقتل لو لم ابرر موقفي و بذلك اكملت حديثي:"قام بمساعدتي من دون ان اطلب منه ذلك تخيلوا ابن قريتي و جاري يؤذيني بينما العدوو الغريب يساعدني ، من هذه اللحظه قررت ان احمي نفسي و فكرت بأنني فتاة لو قاتلتهم بيدي لن يفلح ، و لذلك قررت ان احمي نفسي بسلاح ، فقمت بصناعة سكين بنفسي ، و في هذا اليوم ذهبت الى سيدي العمده لآخذ منه بعض الفحم ، وجدت الثلاثة صبيان قد ظهروا لي و ارادوا ان يضايقوني و كوني فتاة ضعيفه وحيدة بين ثلاث صبيان اشداء قررت ان اخرج السكين قبل ان يقوموا بإيذائي فأشهرته فقط لإخافتهم فوجدتهم يهربون"
وجدت الناس ما بين مشفق مصدق و بين مبغض مكذب و لكني اكملت:" اخذت الفحم من عند العمده و اكملت طريقي ، و هناك ظهر امامي ماتي اووري لوحده لم يكن معه احد و راح يسخر مني طلبت منه بأدب ان يبتعد عني لو كان صبياً ذا تهذيب لما ترك فتاة صغيرة مثلي تحمل سلة مليئه بالفحم تسير لوحدها في طريق طويل، و لكنه استفزني اخرجت سكيني لأخيفه و لكنه زاد من استفزازه فخربشت وجهه و اقر بأنني فعلت ذلك"
صدم الجميع من قولي و وجدت ابي مصدوم مثلهم و لكن قول الحقيقة اراحتني بالغت و لكنني لم اكذب ابداً فيما قلت فعلت كما فعلوا تماماً و لكنني سبقتهم بخطوة ألا و هي الحقيقة الكامله و اضفت:" لقد كادوا يقتلوني مرة لا اعلم ماذا قد يفعلون بي في المرة القادمة انا اقر بفعلتي و استطيع ان أقسم بالشجرة العظيمة على كلامي و هم هل سيقولون الحقيقه ام انهم سينكرون كلامي"
راح الجميع يهمس فمنهم المصدوم بجرأتي و منهم من اعتبرني وقحة و منهم من كان يعتبرني شجاعه ، اما ابي فلقد وجدت في عينيه نظرة راحة ، نظرت للأطفال و وجدتهم قلقيين ينظروون في بعضهم البعض بخوف . لقد كان اختياري للقسم بالشجرة أمراً عظيم فلقد جرت الأسطورة التي تقول ان من يقسم بهذه الشجرة زوراً ستقذفه الشجرة ببعض ثمارها و يلحقه العار ابد الدهر ، لقد كانت مجرد اسطورة و لكن اهل القرية كانوا يأمنون بها و بشدة خصوصاً الأطفال الصغار اما العمده فراح يبتسم بوجهي براحة.
وقفت بقرب الشجرة و وضعت يدي و رحت اقسم بها انني لست كاذبه، و جاء دور الأطفال و الذين اصروا على رأيهم بأنهم لم يأذوني أبداً و لم يقربوا مني ،راحوا بخوف ينظرون لأهل القرية لقد كان اكثرهم خوفاً هو لو بورت و الذي كان يرجف من الخوف وابتدأ الأمر بماتي و الذي كاد يضع يده على الشجره حتى صرخ لو و راح يبكي كالطفل :" لقد فعلنا ذلك و لكن كل ما اردناه هو ان نتسلى "
"لو أيها الغبي لقد فضحتنا"صرخ ماتي فيه.
نظر الجميع للأطفال بغضب ، لقد فضحوا أنفسهم بأنفسهم و هنا راح الناس يتهامسون بصدمه اما اباء الأطفال فلقد شعروا بالخيبه و الخجل ، و لقد كانت والدة ماتي اولهم.
و هنا تحدث ابي و قال :"كنت ستعاقبون ابنتي لأنها دافعت عن نفسها انا الآن اريد ان تعاقبوا هؤلاء الأطفال "
نظر الجميع لأبي بصدمه خصوصاً آباء الأبناء و انا كذلك لقد دافع عني بشكل مباشر لقد كنت سعيده، و هنا قال العمده:"حسناً من حقه هذا الأمر انه العرف و القانون"
اجاب ابي:"كما علقوا ابنتي على الشجرة اريدكم ان تعلقوهم على هذه الشجره ليوم كامل ليكونوا عبرة ، و لا يعترضوا طريق ابنة الحداد المرعب مجدداً"
اعترض الكثيريين و حدث هرج و مرج في المكان، كانوا سيسمحون لصبي في ال١٢ من عمره بأن يخربش وجهي بسكين امام الجميع و عند هذا العقاب البسيط اعترضوا. و لكن العمده كان صارماً و نفذ هذا العقاب.
أنت تقرأ
النار التي لا تنطفئ
Historical Fictionاللحظات الحلوة تمضي سريعاً ، و هذا درس قاسي تعلمته من الماضي ، ماضيي لم يكن الأفضل ، و لكني كنت احمل الأمل دائماً كالعقد في عنقي ، كان لي أخ كان هو كل عائلتي ، اصبح لي مستقبل و لكن لا احب ان اتحدث عن مستقبلي من دون ان اذكر ماضيي . #مسابقة_أفضل_كاتب_...