إلى حيث مقر حركة حقوق الشعب

8.2K 679 51
                                    

السلام عليكم
اولاً اود ان اقول لكم عيدٌ سعيد و اتمنى لكم التوفيق، ثانياً اتمنى لكم قراءة ممتعه .
---------------------
بالرغم من انني هيأت نفسي للأسوأ و لكن في نفس الوقت رحت أحلم أحلاماً وردية تكمن في لقائي بأخي أخيراً، بأن أراه أمامي سالماً معافى ، كنت اتوق لرؤيتة ابتسامته .
في طريقي لمقر "حركة حقوق الشعب"، حدثت الرجلان عن الرجل المخادع و أريتهم خريطتي العظيمه. لا أعلم لماذا حتى تلك المرحلة لم أتخلص من تلك الخريطة الغبيه. وجدت كاتشر يطلق ضحكة زلزلت الأنحاء ، اما ألدرمان راح يلكزه بخفه ليتوقف بينما هو يحبس ضحكته ، لم يكن يريد أن يحرجني و لكن كاتشر كان قد اراني بالفعل مدى سذاجتي.
"توقف يا كاتشر، عزيزتي ان المقر في الطريق المعاكس تماماً يجب ان تكوني إلى حيث الغابة السوداء" قال ألدرمان بلطف
اضطربت حواسي حينما ذكرت غابتي العزيزه، فلقد شعرت بالحنين إليها و إلى القريه، و لكن اضطربت ملاحي ايضاً لأن الجنود كانوا يبحثون عني.
لاحظ ألدرمان اضطراب ملامحي و راح يسألني بجديه:"هل أنت بخير؟!"
ترددت بين أن اخبره بالحقيقه او اخفيها؟! فأنا كنت لا أعرف اذا كانوا الجنود يبحثون عني ام يأسوا و اعتقدوا ان الغابة ابتلعتني!؟
و لكني قررت ان اصمت و ادعي بعدم علمي بشئ.
اجبته بهدوء:"لا شئ فقط ارعبني اسمها"
"حقاً لا تقلقي لقد زرتها آلاف المرات انها ليست مرعبه ابداً"قال لي كاتشر بتباهي
"آلاف المرات ؟!لا تبالغ انك لا زلت تضيع ان اخذت طريقاً جانبي" قال له ألدرمان
نظرت لهما و ظننت ان الغابة السوداء هي لعبتي ، فمهما سلكت فيها فأنا لا اتوه . اكملنا طريقنا للعودة للقرية البائسة التي زرتها مرتين و تعرضت للنحس. تمنيت لو اقابل ذلك المخادع مجدداً و القنه درساً قاسياً .
"حسناً سنقف عند اسطبل الرجل الذي اعرفه لترتاح الأحصنه، و قد نجد لكِ حصاناً هل تعرفين كيفية امتطاؤها؟!"قال ألدرمان
"لا لا أعرف و لكني اتعلم سريعا"اجبت بثقه
وقفنا عند الإسطبل ، و قابلنا صاحب ألدرمان بدا رجلاً ودوداً و طيباً، أما ألدرمان فقد ذهب للحانه و طلب من كاتشر تعليمي امتطاء الخيل .
لم يكن أمراً صعباً تعلمت سريعاً فلقد كان بسيطاً ما دمت سأمتطيه بشكل بسيط ، و بينما كنت اتدرب مع كاتشر لمحت من طرف عيني شخصاً، و حينما التفت ، كان هو الرجل المخادع.
تركت الحصان بسرعه حملت سيفي و ركضت ناحية الرجل بغضب ، و امسكت السيف بالمعكوس و ضربته على رأسه بمقبض السيف، وجدته يجلس ارضاً و هو يتأوه.اشهرت سيفي في وجهه و صرخت:"اعد الي مالي أيها القذر، هذه خريطتك المزيفه "رميت الخريطة عليه.
"آآآخ أيتها هالمتوحشة المتصابيه، ما دخلي لو كنتِ انتي حمقاء و تخدعين بسهوله"قال و هو يحك رأسه .
"استمع الي ان لم تعد الي مالي سأقطع قدمك و انا أعني ما اقول"قلت بتهديد
"حقاً لقد خفت كثيراً"قال بسخريه
تذكرت حادثتي مع ماتي الأحمق لقد تحداني و سخر مني فخربشت وجهه،وجدت كاتشر يركض ناحيتي بسرعة يحاول تهدئتي
"اهدئي أيتها الصغيرة " قال كاتشر و هو يمسك بكتفي
أبعدت كتفي بعنف .و هنا قررت ان اتخذ اجراءً سريع.رحت و خدشت ساقه بسيفي ، كانت ساقه قد ادميت على الفور كان جرحاً بسيطاً و لكن الرجل راح يصرخ بألم:" أيتها الشيطانة الحقيرة"
"دراقون توقفي انه ابله لا يستحق كل هذا العناء" صرخ كاتشر بقلق و هو يحاول تهدئتي
" ابتعد عني يجب أن ألقنه درسه الذي يستحقه" قلت بغضب و حنق مغلف ببرود.
لا أعرف ما الذي جعلني اربط الماضي بالحاضر و كل الغضب الذي كان في داخلي و كل الحزن و القلق تفجر في هذه اللحظات و كأن قنبلتاً انفجرت في قلبي.أشهرت بسيفي مجدداً و لكنه صرخ بخوف:"توقفي هذا مالكِ فقط ابتعدي عني"
وجدته يركض بترنح بسبب ضربة الرأس لا جرح الساق، فلقد كان جرحاً بسيطاً جداً.
بقي كاتشر واقفاً خلفي مذهولاً. اما أنا شعرت و كأن شياطين العالم كلها استلبستني و راحت تتحكم بي . كان ذلك نتيجة مشاعري المكبوتة أما قلبي فلقد كان يدق بسرعة عالية ، جلست على الأرض و أنا أتنفس بعنف و خوف.
كنت أريد أن أطلق العنان لدموعي بالهروب بحريه من مقلتي و لكن كان الموقف لا يحتمل، منذ قليل كنت كالذئب القوي و ها أنا الآن خائرة القوة كالحمل الصغير البائس.
لم يتفوه كاتشر بالكثير و لكنه ادعى بأنه لم يرى شيئاً و لكن نظراته المستهجنه اشعرتني بالعار و كأنني قمت بشئ خاطئ، اكملنا التدريب على الخيل لم يكن هناك الكثير من الجهد ليبذله .
"لماذا تنظر الي هكذا و كأنني ارتكتبت خطيئه لا تغتفر؟!" قلت فجأة بينما كنت اربت على رأس الحصان ليعتاد علي و يتقبلني.
وجدته يضحك بخفه كعادته "لم أقصد ذلك و لكن صدمت لم ارى في حياتي فتاة بقوتكِ بإستثناء جدتي ليرحمها الله"
ضحكت بالمقابل و اجبته:"ليرحمها الله"
"يبدو بأنكِ جاهزه الآن، لأذهب و ابحث عن ألدرمان أعتقد بأنه قضى على شراب الحانه"قال بمرح.
ذهب و تركني مع أفكاري الحائره ، حل الغروب و كان وقت الرحيل ،لقد كان اختيارهم الترحال في ربوع الغابة السوداء ليلاً يعني انهم فعلاً يعرفون الطريق.
منذ ان دخلنا الغابه باغتني ذلك الحنين و هاجمتني كل الذكريات بحلوها و مرها ، تذكرت الجنود الذين يبحثون عني و اضطربت ملامحي مجدداً كنت أدعو أن لا يباغتونا خلستاً.
"لا تبدين خائفةٌ كثيراً يا دراقون!"قال ألدرمان
"و لماذا أخاف!؟" قلت بإستغراب
"قبل ساعات ارتعتي من اسم الغابه و الآن تدعين الشجاعه"قال كاتشر
"ألم تقل لي بأن لا أقلق!؟" اجبت بسرعة بديهة
"اوه صحيح ، انها ليست بذلك السوء"قال بمرح
"انها ليست كذلك"قلت بهدوء
مررنا من الغابه و كنا دخلنا في أماكن لم ارها من قبل مبهره و رائعه من الغابه ، و كان الأمر الذي أذهلني اننا مررنا من الجبل الذي يقطنه الكرووتلانديين ، كان غموض الكروتلانديين يبهرني و لكن شعبهم يثيرون الرهبة على قلبي أكثر من جنود الملك انفسهم ، فلقد كانوا يقولون ان الكروتلانديين يقتلون الرجل و يقطون رأسه و أطرافه بدم بارد.لقد رأيت ذلك متمثلاً في لوكي، و لكن ان يكون هناك المزيد من لوكي كان ذلك يرعبني و يجعلني انظر لكل شئ بسوداوية . بالرغم من ان لقائي مرتان بالكروتلانديين صدفتاً لم اجد منهم اي سوء بل على العكس كانوا قد ساعدوني.
لم نتوقف ابداً بل واصلنا الطريق حتى طلوع الفجر .
"يجب ان نواصل الطريق فالمبيت في الغابه خطر لا نعرف متى قد يضهر قطاع الطرق او حتى جنود الملك" قال ألدرمان
بالرغم من انني تجولت في هذه الغابه مرات عديده لم يصادفني اي نوع من أنواع الخطر و لكنه على حق ففي رحلتي مع ابي ظهر قطاع الطرق و حاولوا خطفي و فيما بعد لاحقوني جنود الملك ، كل ذلك وقع لي في هذه الغابة ،بل المزيد فلقد تعرضت للإهانة في هذه الغابة أيضاً.
كنا قد خرجنا من الغابة السوداء ودخلنا غابة أخرى و علمت من كاتشر انها تسمى غابة الحسناء و ذلك يعود لأسطوره قديمة تتحدث عن حسناء كانت تقطن الغابه فتن الجميع بحسنها لدرجة أن جنيات الغابه كن يترقبن خروجها من كوخها وهي تدندن بصوتها العذب فتقبلن جبهتها ليزداد حسنها و جمالها و لكنها رفضت كل متقدمينها فلقد كانت تنتظر عودة زوجها من الحرب و الذي كان يقسم لها الجميع انه مات و لكنها لم تقتنع ابداً حتى جاء اليوم و الذي جاء احد المغرمين بها و حاول التودد لها فصدته فغضب غضباً شديداً و في غمرة غضبه أمسك بحجر كبيرة و ضربها على جبهتها فهوت ميته "ان لم تكن لي لن تكون لغيري " كان ذلك المبدأ الأناني قد صنع هذه الأسطورة و تقول الأسطورة أن جميع جنيات الغابه أجهشن بالبكاء لموت الحسناء لدرجة أن بحيرة عملاقة تكونت في موقعة موتها و كأنها دفنت هناك. أما العاشق القاتل فندم على فعلته و اصيب بالجنون و اصبح يمشي في الغابة وحيداً يهذي حتى مات من الجوع ، فتكمل الأسطور لتحقق العداله فلقد كن الجنيات الحزينات لموت الحسناء قررن الإنتقام فرحن يبصقن على جثة الرجل حتى تكون مستنقعاً نتناً في مكان موته.
كنت في حاجة ماسة للنوم و لكن كنت أقاوم ثباتي على ضهر الحصان بصعوبه ، حتى توقفنا .
"لقد وصلنا أخيراً"قال ألدرمان
"اوه ما أجمل العوده للبيت "قال كاتشر
حينما سما هذا المكان بالبيت شعرت بشئ من الراحة، فإن كان كالبيت هذا يعني أن هذا المكان دافئ و الجميع هنا كالإخوة ، بالطبع هم كذلك فلقد اجتمع هؤلاء تحت مظلة هدف واحد ،هدف سامي!.
نظرت للمبنى لقد حصناً منيعاً مبنياً في قلب الغابه ، لم يكن يبدو و كأنه مقر انما بدى و كأنه قصر أحد النبلاء او الأمراء.
فالمكان لم يحمل علم المنظمه او شئ من هذا القبيل ، و لم يكن هناك حراس ، فقط رجل يجلس خلف الباب يسأل عن الزائر من فتحة العينين الصغيرة.
"من الزائر!؟" سأل الرجل بعينيه الثاقبتين من خلف الباب العملاق
"نحن مجموعة من الفقراء نطلب منك ان تكون كريماً و تعطينا بعض الطعام"قال كاتشر بتهكم و أكمل"جي بالله عليك انهم نحن ام انك اصبت بالعمى !؟" قال كاتشر بقلة صبر للرجل العجوز
"انه عملي يا سيد روبرت"اجاب الرجل و هو يفتح الباب.
"بالمناسبه يمكنك ان تناديني بإسمي الأول نحن لسنا في الجيش"قال كاتشر بتهكم.
"انه عملي با سيد روبرت" اجاب العجوز مجدداً
فتح الباب ،كان السيد جي رجلاً كهلاً ذا ضهر مقوس وعينان صغيرتان ثاقبتان بلون أزرق ونظرة جادة .
راح الرجل يتفحصني بعيناه الصغيرتين، و صرخ بشك و غضب :"انتظر يا سيد واتكن من الآنسه الصغيرة غير مسموح بدخول الغرباء ، ان تعليمات السيد رولف واضحة"
"لا تقلق يا سيد جي ان الفتاة ضيفتنا سآخذها الآن لتقابل السيد رولف "قال ألدرمان بابتسامه.
رحنا نسير في هذا القصر الصديق و هنا اتضحت لي الرؤيا كان هناك ساحة عملاقه و الكثير من الناس اغلبهم من الرجال ،كان البعض منهم يقاتل قي الساحة الأمامية بينما البعض الآخر راحوا يرسمون الخرائط و يرتبون الرسائل السريه ليفكوا شفرتها ، لقد كان ترتيباً منظماً لم اتخيل هذه الحركة ان تكون بهذا التنظيم.
"من هو السيد رولف!؟"قلت بإستفهام
"اوه صحيح لم نخبركِ " قال كاتشر
"بروم رولف، مؤسس هذه الحركة و المنظمه التي ترينها"قال ألدرمان بفخر.
لقد كان هذا اللقاء كالأحلام ، فلقد رأيت أخي يتحدث عن الحركة و يتباهى بها و بقوتها ، فلقد كان شرفاً عظيماً لي أن اقابل هذا الرجل العبقري العظيم الشجاع و الذي بالتأكيد اسس هذه الحركة تكون اهدافه ساميه .

النار التي لا تنطفئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن