و جاء يوم الإجتماع و كم كان قلقي كبيراً ، لقد كان اجتماعاً يمس الجميع على الوتر الحساس فلم يجتمع يوماً كل الحلفاء هكذا، لقد كانت دائماً اجتماعات منفصلة، و لكن لأهمية المهمة تقرر انهم يجب ان يجتمعوا جميعاً مع بعضهم البعض و يتواجهوا .
كنت أشعر بالإختناق و كأن أحدهم أحاط رقبتي بحبل المشنقه ، كان دودلر يرمقني بتكبر كان يشعر بالفخر من نفسه انه سيكون من الحاضرين في الإجتماع المهم ، كان دائماً يريد ان يثبت وجوده .
رحت اراجع خططي للمرة الأخيرة ، رأيت معلمي يدخل للمكتبة الكبيرة ، و راح يعلن بشكل واضح.
"اعتقد الآن ان جميعكم مستعدون للإجتماع، و انا ايضاً مستعد و اخترت شخصاً ليكون ممثلاً لنا و يحمل اسم جماعتنا شخصاً شغوفاً بعمله،و رأيت انه المناسب لعبقريته في هذا المجال"
كان الجميع يصفقون و يحوون دودلر الذي راح يرفع رأسه عالياً و بكل فخر و كأنه انهى حروب البلاد اجمع .
"و هذا الشخص المهم هو متدربتي دراقون و التي اليوم سترتقي في السلم عدة درجات لتكون باحث كامل المهام لا متدربه"
قال معلمي بفخر، وجدت القاعة و في لحظة غرقت في صمت و ذهول عجيبيين . و فجأء توجهت كل الأعين الي، شعرت و كأنني حشرة صغيرة و حقيرة.
وقف دودلر بإعتراض و صرخ بغضب:" معلمي هذا هراء"
رمقه معلمي بغضب و قال:" هل ستعترض على قراراتي يا دودلر؟!"
"معلمي مؤخراً قرارتك لم تعد حكيمة يبدو ان كبر السن راح يتحكم بعقلك" قال دودلر بجرأة
وقف خلفة البقية يأدونه بصمت لم يعترض احد و يدافع عن المعلم
" حقاً ، و ان كان كذلك في نهاية الأمر انا معلمكم و انتم تتبعونني و ستطبقون قراراتي و ستحترمونها و من لا يعجبه يستطيع ان يترك هذا المكان فجماعتنا لا تقف على شخص او عدد انما تقف على الأوفياء" قال معلمي بشدة و غلظه لم اعهدها فيه يوماً.
وجدت الجميع يصمتون بخوف لو كانوا رجالاً فعلاً لوقفوا في وجه معلمي ليدافعوا عن دودلر و لكن هشاشة موقفهم هذا بينت لي مدى بساطة العلاقة التي جمعتهم بمن يؤيدون ، لقد كانوا يتبعون مصالحهم و سيخونونه متى سنحت لهم الفرصة.و في نهاية الأمر لم يتغير شئ كنت انا من سيمثل الجماعه كانت هذه المسرحية بلا داعي.
لقد تمنى الجميع في جماعة الباحثيين موتي او حتى موت معلمي في اية لحظة او على الأقل ان اخطئ او افشل في المهمة ، حتى لو لم يفصحوا عن ذلك لقد رأيته في عينيهم تلك الأمنيات الخفية الشريرة.
اذكر اننا دخلنا لقاعة لم انتبه لوجودها ابداً لم اتعب نفسي لأهتم يوجودها كانت عملاقه حوت على طاولة مربعة الشكل ، كانوا الضيوف لم يصلوا بعد، كنت اعلم بأن الضيوف بوفودهم سيبيتون ليلة في المقر .
لم تكن جميع الوفود ستحضر الإجتماع لقد كانوا الرجال المهمين فقط هم من سيحضر الإجتماع ، وجدت ملعمي يتخذ له مقعداً بينما أنا رحت أنظر كالبلهاء ، لم أكن أشعر بالإنتماء لهذا المكان شعرت و كأنني الشخص الخطأ في المكان الخاطئ .أشار لي معلمي أن اتخذ الكرسي الذي إلى جانبه و بالفعل قمت بذلك .كان الأمر أكبر من حجمي بكثير لم يكن ذلك موجوداً حتى في أكبر أحلامي و أعلاها طموحاً .و لكن كنت اريد ان اساهم حتى عودة إيليوس!، هل كان سيفخر بي لو رآني جالسة على ذاك الكرسي؟! كنت أفكر، فكرت انني يجب ان ارسل له رسالة اخبره انني سأخرج في مهمة كباحثة رسمية للمرة الأولى.
و أنا في غمرة تفكيري سمعت الباب يفتح و هنا دخل مجموعة كبيرة من الرجال ، كان من بينهم السيد رولف و السيد واتكن و السيد بالدروف ، كانت هذه الوجوه التي ميزتها ، و من الذين ميزتهم كانوا اثنان من الكروتلانديين بثيابهم السوداء و بشراتهم الحنطية و عيونهم العشبيه اللون .كان الأصغر سناً بينهم هو الرجل الذي انقذني مرتاً حينما قام أطفال القرية بربطي بالشجرة، و الآخر كان الأكبر حمل الكثير من ملامح الأول الا ان شعره لم يكن طويلاً، انما قصير من الجوانب ، و اكتسى شعره و لحيته الكثه بعض البياض ، كانت بشرته حنطية و عيناه خضراوتين و بنيته قوية كبقية أبناء الجبال ،و لكنه حمل ملامح جامدة و عينان انانياتان اشعرتني بالرهبة الشديدة لم يكن كالكرولانديان اللذان قابلتهما في وقت سابق ابدا.
وجدت بقية الرجال يدخلون لم اعرف منهم أحد كان عددهم كبيراً، كنت الاحظ نظرات التعجب و الإزدراء التي كست ملامحهم .
لم تكن تلك النظرات لي انما لبعضهم البعض فهم ربما لم يلاحظوا وجودي حتى ،فكنت الاحظ ان الأطراف لا تتفق ابداً شعرت بثقل الجو ، و بدأت اتوتر و على الفور تذكرت كلمات معلمي "اشعري بالطبيعة" بالطبع كنت في غرفة مغلقة و لكن الطبيعة كانت من حولي فالجدران لن تفصلني عنها و لا صوت البشر ، فالطبيعة كانت مني و فيني، كنت اغلقت عيني و حينها شعرت بنسيم خفيف دخل من الشباك لم اكن اريد ان يسئ جو الغرفة المحقون بروحي التي التأمت جراحها منذ زمن بسيط .
جلس الجميع و بدأ السيد رولف حديثه :"أيها الجماعة ليبدأ اجتماعنا الأول بسلام ، من جميع الزعماء المتواجدين ان يشهروا سيوفهم و يضموها لسيفي"
رفع الأمراء الثلاثة سيوفهم و الذين خمنت مكانتهم من ازيائهم الفارهة و انظم لهم رجل بدين قصير و الذي شعرت انه من المستحيل ان يكون من قادة الجيش انه بالتأكيد الوزير و اخيراً الرجل الصامت ذو القامة الطويلة و ذلك من خمنت انه قائد الجيش و الكروتلاندي الأكبر بالعمر و اخيراً معلمي، ففعلياً فرقة الباحثيين منفصلة عن حركة حقوق الشعب و لكنها متصله في الوقت ذاته فصفوفهم موحدة و هي حليف مضمون ، ليس كالبقية.
لم افهم ما قاموا به من سيوفهم و لكني شعرت ان تلك الحركة خففت من ثقل الغرفه و اعطت شيئاً من الثقة للحضور.
و هنا أكمل السيد رولف بعدما أعاد الرجال سيوفهم لأماكنها :" حسناً نبدأ الآن لقد جمعناكم اليوم للمهمة الجديدة انها كبيرة و ذات اهمية، ففيها ينوي جنود الملك ان يقوموا بعملية مبادلة اسلحة كبيرة مع احد التجار الأجانب، و ان الأسلحة ليست هي الأهمية لا ينقصنا السلاح بل ان اسلحتنا المحلية اقوى بكثير ، و لكن الأرض التي هم عليها ستسمح لنا ان نتقدم عليهم خطوة و نكون اقرب للعاصمة و لكن تبقى معضلة النهر و صعوبة عبوره بكل هذا الجيش"
"اذاً ما هي خطتك بخصوص هذا النهر" قال احد الأمراء
" حسناً ما جعلنا متحمسين هو ان احد أعضاؤنا الصغار وجد حلاً بعدما عجز كبار رجالنا من ايجاده" قال السيد رولف و هو يرمقني بفخر
"حقاً و هل هذا المبتدئ يستطيع ان يساهم في قيادة جيوش" قال الأمير بغرور
"اني اثق برجالي كما يثق المعلم فاراقوس بطلابه" قال السيد رولف بثقة
"حقاً و اين طالبكم المنشود ليقف و يتحدث بما لديه" قال بسخريه
"قفي يا دراقون و اشرحي للجميع خطتكِ " قال السيد رولف و هو يشير لي بيده
وجدت الأمير و بعض الرجال يضحكون بشدة بينما طغى صوت الوزير على صوت الأمير و الذي غرق في ضحك مفرط.
"منذ البداية استغربت وجود طفلة بيننا ضننتها حفيدة العجوز الحكيم و لكن طفلة و باحثة ، يبدو ان عقلك اصابه شئ ايها الحكيم في ايامه الأخيرة " قال الأمير بسخرية و تهكم
"بل يبدو ان عقلك صغير بأساسه اذ لا يمكنه ان يتقبل ان الأنثى تستطيع ان تتغلب على الرجال في مجالاتهم، ان للصغيرة ارادة و حكمة و ذكاء لم ارها في اكبر رجالي و ذلك يعود لبياض قلبها" قال معلمي بهدوءه و حكمتة المعتاده
"و ما الذي سنفعله بقلبها نحن نريد الأفعال، انا لن اضحي بمنصبي لتأتي فتاة و تقضي على كل خططنا" قال الوزير البدين
وقفت هناك و انا هادئة تماماً ، اذ لم يزعجني كلامهم عني فأنا كنت قد اعتدت اموراً اسوأ ،و لكن صايقني ذلك الأمير و تشكيكه بحكمة معلمي.
" قفي يا دراقون و اريهم ما وجدت" كرر السيد رولف
وقفت و انا اشعر ببعض التوتر و لكن ثقتي بأنني قد احدث تغييراً و نظرة معلمي و التي رأيت فيها الأمل شجعتني .
" حاضر " قلت بجدية بعدما فتحت الخريطة امام الجميع و اكملت:" كما ترون امامكم ان النهر هو المشكلة فالنهر ليس عادياً فمناخ تلك المنطقة الجنوبية قاسي جداً فالارض هناك بالأساس وعرة و حجارة النهر قاسية و لا تستطيع الأحصنه ان تعبر ،و ذلك بالإضافة الى ان مياة النهر جارية جداً و نحن سنحتاج ربما لشهر او شهررين للوصول هناك اي سنكون في فصل الربيع اي ستكون الرياح هادئة و هذا سيهدئ مياة النهر ، و لذلك بناء جسر سيكون صعبٌ جداً خصوصاً انهم سيلاحظون حركة كبيرة كهذة و لكن ان نصنع جسراً مؤقت بدائي فهذا سيخدمنا"
"و ما هو هذا الجسر!؟" قال القائد بهدوء
"حسناً انها فكرة استخدمها القدماء و قد خدمتهم بشكل كبير، ماسنحتاجه هو ربط ألواح خشبية بحجارة ثقيلة لتتوارن تحت الماء، و لهذه المهمة سنحتاج ان نختار الحجارة بالحجم و الوضع المناسب و ايضاً سنحتاج ان تربطها باللوح الخشبي بشكل معين ، و لكن المشكلة الوحيدة هي ثقل الأفراد و لذلك سيرتجل الرجال عن احصنتهم ، و ايضاً يجب ان نخفف من المؤونه ، و شكراً لحصن اصغائكم"
وجدت الجميع يحدقون بي اخيراً بإنبهار .-----------------------------------
ما هي توقعاتكم للفصل التالي!؟
و ايضاً اريد ان اقوم بفعالية بسيطة لتغيير المعتاد، ما رأيكم ان تقوموا برسم احدى شخصيات او ربما حدث او اي شئ يعجبكم له علاقة بالرواية هذه و انا سأعرضها كلها في فصل لوحدة في الرواية بإسم رسماتكم تستطيعون ان ترسموا متى ما شئتم في اي وقت جائتكم فكرة و اردتم رسمها تستطيعون ذلك ، كل ما عليكم ان تقومو بإرسالها لي على ال kik لأضيفها للمجموعة، لا تشترط ان تكون الرسمات متقنه و تستطيعون ان تستخدموا اى اداة للرسم اي وسيلة تريحكم وشكراً
أنت تقرأ
النار التي لا تنطفئ
Ficção Históricaاللحظات الحلوة تمضي سريعاً ، و هذا درس قاسي تعلمته من الماضي ، ماضيي لم يكن الأفضل ، و لكني كنت احمل الأمل دائماً كالعقد في عنقي ، كان لي أخ كان هو كل عائلتي ، اصبح لي مستقبل و لكن لا احب ان اتحدث عن مستقبلي من دون ان اذكر ماضيي . #مسابقة_أفضل_كاتب_...