تائهةٌ وحيدة

7.8K 690 50
                                    

و من هنا خرجت من الحانه و انا انظر للسماء بأمل و كأن أملي تجدد و رغبتي بالعيش انتعشت ، سأقابل اخي اخيراً بعد طول فراق .
نظرت لخريطتي المعقدة، و رحت أقلب فيها ، لقد كانت لدي خبرة بسيطة في قرائة الخرائط فلقد رأيت الكثير من الشروحات حولها في كتب الخطط الحربية الممله التي كنت أقرأها .
غزمت على التحرك سريعاً فلقد كنت بلا مال او طعام او شراب و الأهم لقد كنت بلا مأوى ، كما انني كنت اتوق للقاء أخي و رؤيته و هو يحقق حلمه و طموحه في اعادة السلام لحياة الناس.
دخلت لتلك الغابة التي تحدث عنها الرجل الخبيث، كنت أسمع الجميع يتحدث عن الغابة السوداء بأنها خطرة و وعره ولكن هذه الغابة كانت اكثر وعورتاً ، لقد كان الطريق شاقاً جداً، رحت أدور في حلقات حول نفسي فلقد كنت ضائعة على ما يبدو ، لم اكن اعرف ان كنت انا من لم اعرف قراءة الخريطه بشكل جيد ام ان ذلك الرجل الخبيث قام بخداعي؟!.
تملكني التعب و الجوع باغتني فقررت ان ابحث عن مكان للشرب، و في تلك الغابة الشائكة لم أجد سوى بئرٌ قديمة،لم تكن جافه و لكن مياهها كانت قذرة، قررت بأن أشرب منها بحيث انه لا مفر لي سوى هذه المياه ، تحاملت على نفسي و اخذت رشفه ما ان اخذ تلك الرشفه حتى استفرغت كل ما في بطني، لقد كان طعمه كالجحيم.
جلست على الأرض حائرة و تعبه ، فكرت ربما لو نمت الآن أفضل، لكي ابحث في الغد مجدداً، نظرت للسماء و بيأس شديد كنت لا زلنا في وضح النهار .هل تراني أجد أخي؟!، في تلك اللحظه تمنيت لو التقيه حتى لو احلامي، نمت نومة متعبة جداً ، حيث ان الجوع كان قد لازمني و العطش ازعجني و لكن ما ايقظني كان صوت ذئب قريب، لم يكن ذلك الصوت غريباً ، لأن المنطقه كانت قريبه من الجبال.
وقفت بسرعه على طولي، و بخوف رحت اتلفت يميناً و يساراً، كنت افكر انني حتى لا أمتلك ناراً لأخيف بها الذئب ، و كان أول ما تبادر في ذهني، الشجرة!
أجل تسلقت الشجرة بصعوبة و بقيت فوقها، لم أجد الذئب بالرغم من انني كنت قد سمعت صوته بوضوح، قررت أن أنام فوق الشجرة لأحمي نفسي من الذئاب .كان الأمر كالكابوس و لكن كان علي أن أتحمل لأعيش ، دائماً هناك أملٌ في مكان ما و في أبسط الأشياء فشروق الشمس أمل و غروبها أمل .
استيقظت باكراً في الصباح و انا لا زلت اشعر بألم في بطني بسبب المياة القذرة التي شربتها و بسبب الجوع، فتحت الخريطه و رحت أحاول ان اتبين مكاني من الخريطه، لكن كان صعباً، و هنا شعرت بأن ذلك الرجل خدعني!!!
تمنيت أن أعود للقرية تلك و أحطم رأس ذلك المخادع بسيفي و لكن لا أستطيع أن أعرف أين أنا تماماً !!، كم كنت حمقاء حينما صدقت هذا المحتال، ضعطت على يدي بغضب و رحت أضرب الشجرة بقبضتي و أكتم غيضي، فلقد خفت ظهور وحش مفترس اذا صرخت.
كنت لا زلت أحاول ان أجد مصدر للمياه، قررت أن اذهب ناحية الجبال، فلقد قررت عدم اتباع هذه الخريطه.
لا أعرف كم من ساعة احتملت المشي في ذلك الطريق، فلقد كنت أشعر بالدوار بسبب الجوع و العطش، لقد كنت غبيه فأنا لم أعمل احتياطي لأصطحب معي ماءٌ على الأقل قبل أن اضحي بكل مالي مقابل تلك الخريطه المزيفه.
و بينما انا أمشي سمعت صوت صهيل حصان تلقائياً اختبأت خلف احدى الشجرات ، و هناك وجدت رجلان على احصنه و كما بدى من لباسهما انها مجرد مدنيين عاديين ، و لكن كان هناك أمرٌ جعلني أشك بالأمر قليلاً ، فلقد كانت هناك قطعة قماش تتدلى من حقيبة أحدهما لقد كنت أستطيع أن أرى تلك القطعه بوضوح تام ، ذلك اللون الأزرق الغامق، و ذلك الشعار الذي حمل مفتاحيين متعاكسيين فوق بعضهما البعض، لقد كان أخي في زيارته الأخيرة يحمل معه هذا العلم بكل فخر ، كان ذلك علم "حركة حقوق الشعب".

و بينما انا أمشي سمعت صوت صهيل حصان تلقائياً اختبأت خلف احدى الشجرات ، و هناك وجدت رجلان على احصنه و كما بدى من لباسهما انها مجرد مدنيين عاديين ، و لكن كان هناك أمرٌ جعلني أشك بالأمر قليلاً ، فلقد كانت هناك قطعة قماش تتدلى من حقيبة أحدهما لقد كنت ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

علم حركة حقوق الشعب
لقد كان هذا العلم يرمز بلونه الأزرق للمصداقيه، و المفتاحيين كانا يرمزان للحماية و وجودهما فوق بعضيهما البعض كان يرمز للتعاون و وجودهما داخل دائرة بيضاء كان يرمز للحق.
لم أفهم معنى ذلك العلم في ذلك الوقت ، و لكن في تلك اللحظه و رؤيتي للعلم جعلتني أشعر براحة كبيرة ، ركضت ناحية الرجلان بتهور و من دون تفكير و صرخت "أرجوكم ساعدوني" و هنا اسودت الدنيا في عيني و شعرت بالدوار و وقعت أرضاً.
استيقضت و انا لا زلت أشعربألم في بطني، وجدت الرجلان ينظران إلي بقلق. نظرت لهما بتعب كان الأول يبدو كبيراً قليلاً ربما في نهاية الثلاثين من عمره اما الآخر فلقد كان في العشرين من عمره ربما.
"لقد فتحت عينيها"قال الرجل الاصغر
"هل انتي بخير يا آنسه"قال الرجل الأكبر و هو يحاول رفعي و مساعدتي
"أنا.... أين أنا!؟ ما الذي حدث لي!؟" قلت و أنا انظر حولي بإستغراب .
"لقد صرختي و طلبتي مساعدتنا"قال الشاب
"اصمت يا كاتشر انك تخيف الآنسه" قال الآخر و هو يعاتب الأول و التفت ناحيتي وأكمل بلطف:"ما الذي حدث أيتها الآنسه و كيف نستطيع أن نخدمكِ"
" أرجوكم خذوني معكم انتم من حركة حقوق الشعب صحيح؟!" قلت بتعب و إصرار
نظرا إلي بصدمه و أجابني الرجل بصدمه:" ما الذي جعلكِ تظنين ذلك!؟"
"الدرمان لنتركها هنا انها بالتأكيد جاسوسه" قال الشاب ببرود و شك
"قلت لك اصمت"قال الدرمان
"العلم رأيته متدلي من حقيبة الشاب "قلت بإصرار
نظر الدرمان الي بإستغراب و راح يرمق كاتشر بغضب:"مجدداً يا كاتشر!! هل تريد ان توقعنا في المشاكل"
اشاح كاتشر برأسه بخجل و راح يخبئ علمه جيداً.
"و لكن لماذا تريدين ان تأتي معنا؟!" سألني ألدرمان بإبتسامة خفيفه ارتسمت على وجهه.
"اريد ان أقابل أخي انه معكم" قلت بسرعه
"حقاً و من يكون أخيكِ ربما أعرفه؟!"
"إيليوس ... إيليوس مارسي" قلت بلهفه
وجدت الصدمة تعلو وجه الرجلان ، و هنا فز قلبي رعباً كنت قلقتاً من هذا المصير أنه قد يكون أصاب أخي مكروه.
"هل أصاب أخي مكروه هل هو بخير!؟"قلت بخوف
"لا تقلقي ، سنأخذكِ معنا و هناك ستعرفين كل شئ" قال بغموض.
قدموا لي الشراب و الطعام و ركبت معهم ، و اكملت معهم الطريق، و في تلك الأثناء رحت أتصارع مع نفسي ففي قرارة نفسي كنت أعرف بأن أخي ليس بخير لقد كانت إحتمالية موته تغصصني، و لكن كنت أحاول أن أعتاد عليها لكي لا أصدم بما سيخبروني به فيما ، كنت قد هيأت نفسي للأسوأ.
و أيضاً لا أعرف أي قدر غامض رماني أمام هاذين الرجلين الطيبيين بالرغم من وقاحة ذلك المدعو كاتشر. كنت لا أعرف إن كان ذلك الرجل الخبيث قد خدعني فعلاً و غشني بالخريطه أم أنني كنت أسير بالطريق الصحيح بحسب الخريطه، كل ما أعرفه بأن القدر قد ابتسم في وجهي قليلاً و وجدت هاذيين الرجليين.
بالرغم من انني هيأت نفسي للأسوأ و لكن في نفس الوقت رحت أحلم أحلاماً وردية تكمن في لقائي بأخي أخيراً، بأن أراه أمامي سالماً معافى ، كنت اتوق لرؤيتة ابتسامته .

النار التي لا تنطفئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن