الأحمق الذي ظنَّ نفسه حكيماً

6.2K 558 59
                                    

اتجهت ناحية خيمة السيد واتكن وقفت بتوتر و انا اجر قدمي جر لأقوم بذلك. وقفت بتوتر فأنا أريد ان اتحدث و هذه فرصتي فمعلمي يغط في النوم.
كنت سأنادي السيد واتكن من الخارج و لكني وجدته يخرج مستعجلاً.
"سيد واتكن" قلت بتردد
"ما الأمر يا آنسة مارسي" قال بإبتسامته
اتذكر جيداً الدرمان واتكن و كاتشر روبرت ، كانا الشخصان اللذان اوصلاني لحركة حقوق الشعب الشخصان اللذان انقذاني في اللحظة التي خدعت فيها ، فلقد كنت أعتقد انني مدينة بحياتي لهما ، مع الأسف لم يكن السيد كاتشر موجوداً و لكن وجود السيد واتكن كان يشعرني بالأمان و كونه القائد كان يجعلني مرتاحة، فقد كنت اثق فيه ثقةً عمياء.
فلقد ثبت نفسي و وضعت ثقتي كلها في حركة حقوق الشعب، و اجبت بقليل من الثبات:" اريد ان اتحدث معك على انفراد"
"ادخلي خيمتي" قال بجدية
ذهلت الخمية و جلست على المقعد القريب لي و كانت هناك طاولة أمامي ، وجدته يجلس أمامي مباشرتاً .
"ما هو الموضوع؟!" قال بجدية
"في الحقيقة ان معلمي يرغب بتغيير الخطة" قلت بحذر
"حقاً؟!"
"أجل" قلت و انا افتح امامه الخريطة ، رحت اشرح له الخطة الجديدة بحماسة .
وجدته يرمقني و يرمق الخريطة و هو يفكر، كنت انتظر منه رداً يخفف قلقي، فلقد كنت مترددة و لا أعلم ان كان ما افعله هو الصواب، كل ما كنت اريده مان حماية معلمي .
"و لكن ما الذي يفكر فيه السيد فاراقوس" قال بتفكير
"لقد تخدث عن خيانه" قلت بهدوء
وجدت وجهه تبدلت ملامحه من الإسترخاء للصدمة و القلق
"خيانة تقولين؟!" قال بصدمة
كنت سأخبره أنني اشك بالكروتلانديين و لكن لم أرد ان اتسرع بإلقاء الإتهامات دون دليل.
"ما العمل بنظرك سيد واتكن!؟"
وجدته يفكر بعمق و بعد صمت دام خمس دقائق و انا اترقب بحماس و توجس قال بجدية:" اما بشأن الخطة لا تقلقي امشي على خطة المعلم ام انكِ لا تثقين بحكمته"
"بل اثق به تماماً و لكني قلقة عليه جداً ان يقع في المشاكل  بسبب خطأ صغير في الخطك" قلت بقلق و انا افرغ له بعض همي.
"لا تقلقي، امشي على الخطة ، اما بخصوص الخيانة لا تقلقي فأنا سأتصرف" قال و هو يطمئنني
"حسناً" قلت بقلق
انصرفت من خيمة السيد واتكن و انا قلقة جداً، رحت اتجول في الأنحاء و انا افكر ، وجدت معلمي يقف امامي بصمت، و بعدها قال أخيراً:" دراقون اريدكِ بقية الرحلة ان تكوني في مؤخرة كتيبتنا"
"ماذا ؟! و لكن لماذا!؟"قلت بصدمة.
كنت قد شعرت بالإهانة في تلك اللحظة، فقد شعرت ان معلمي لا يثق بي ابداً، كنت قلقة من انه رآني اخرج من خيمة السيد واتكن او يكون سمعني و انا اشي به عند السيد واتكن، و لكني فعلت ذلك لأجله.
"هل ما زلتِ تشككين بحكمي!؟" قال بغضب و هو يرمقني
"و لكن معلمي" صرخت بغضب
"دراقون مارسي " صرخ معلمي و هو ينهرني و اكمل"انا رئيسكِ و انا من يقرر هل فهمتي"
نظرت له بصدمة فقد بدأ يستخدم معي الشدة كثيراً ، و قد كان اسلوباً لم اعهده منه بهذه الصورة .
"حسناً" قلت و انا اشيح بنظري عنه بعدما استسلمت للأمر الواقع
كنت اظن ان خبراً كهذا سيزعج حصاني بيتر ، فهو حصان فخورٌ بنفسه جداً ، و بقائه في الخلف تعد إهانة لكبريائه.
ابتعدت عن معلمي و انا غاضبة جداً و مستاءة كنت ان استنشفىق بعض الهواء و اهدء من غضبي ، كنت ارى من حولي الجنود يستعدون لإكمال الطريق. و لكني وجدت الجنود الكروتلانديين كانوا بالفعل مستعديين للتحرك فقد وقفوا في كتيبة واحدة ، و اخيراً وجدت قائدهم السيد نايجل و أخيه المدعو كالدويل و نايجل كانوا قد خرجوا من خيمة القيادة و خرج خلفهم بقية الزعماء و معلمي، و قد علا وجوه الزعماء غضب واضح. بينما وجه معلمي كان عبارة عن همٌ صِرف. فبعد صدامي معه قبل فليل بدى أكثر هماً و قد زاد همي عليه مع زيادة همه.
"اذاً الشائعات صحيحة!" قال احدى الجنود الذين يقفون بجانبي
"ماهي تلك الشائعات؟؟" سألت بإهتمام
"لقد قرر الكروتلانديين الإنسحاب من هذه المهمة !" قال جندي آخر
"ماذا انسحاب!؟" قلت بإستفهام و استغراب
"ليس فقط انسحاب من المهمة ، انهم لا يريدون ان يكونوا جزئاً من مخططات حركة حقوق الشعب" قال الجندي
نظرت لهم و هم يغادرون و يتركوننا خلفهم هكذا! لم أفهم ما الذي دعاهم للإنسحاب هكذا بهدوء! ، لقد كانوا دائماً غريبيين و يلفهم الغموض و لكنهم اليوم اثبتوا مدى غرابتهم فعلاً، لم اكن اعتقد ان انسحابهم جبناً و خوف! كنت اخمن ان انسحابهم هو كان عدم توافقهم مع القيادات.
"هذا يحصل في الحروب احياناً ، انسحاب الحلفاء!" قال الجندي الثاني
ربما بالنسبة له هو أمر طبيعي و لكن انا كنت اظنه غريباً فهم حتى الغد كانوا موافقون للبقاء و لكن اليوم يسحبون أنفسهم بكل هدوء و بشكل كلي دون أن يتركوا خلفهم أثر.
نظرت لمعلمي و هو يشير لي من البعيد ان استعد و امتطي حصاني، فلقد كان موعد رحيلنا نحن ايضاً. ذهبت إلى بيتر و ربت عليه بعدما أطعمته بعض التفاح، فركبت عليه و اتجهت ناحية تجمع كتبتي، ترتب الجميع كما هو خطط القائد الأعلى السيد واتكن و الذي أخذ مكانه خلف معلمي، أما أنا فكنت في المؤخرة و قد لاحظت استغرب البعض و شماتة البعض الآخر. و لمن لن أهتم فأنا لم آتي إلى هنا لأقلق من سخرية بعض الحمقى مني. و لكن بيتر كان منزعجاً ، كان يود لو يكون في المقدمة ، و لكني كنت احاول ان اسيطر عليه لأبقيه في الخلف.
تحركنا أخيراً وسط الغابات و كان الجد و الترقب هو سيد الموقف،فلقد كنا نتخيل ان يقفز علينا أي شئ في اي لحظة ليهاجمنا.
أغلقت عيني استسلمت للطريق لأتأكد من عدم وجود شئ من حولنا ، كنت أستمع جيداً للسلام الذي يحيط الغابة، و لكن ايضاً كنت استمع لأنفاس الجنود الثقيلة ، و هذا حعلني اتوتر نوعاً ما مثلهم.و ما وترني هو تصرف حصاني المجنون الذي راح يخالف القواعد يتقدم للصفوف الأمامية بينما أنا أعيده للخلف.
مرت عدة ساعات حتى نصل للمفترق الذي سيأخذنا للجبال، كنا على مقربة منه . كان معلمي هو من يتقدم الجميع كنت اراه من مكاني بصعوبة مع الأعداد تغطي عليه ، فقد انقسمت الجيوش لكتائب و كتيبة المقدمة كان عددها أقل فلقد كانت دفاع و ما انها استكشافيه اكثر من كونها مقاتلة.
أغلقت عيني لأتأكد من سلامة الطريق، و كان كل ما اسمعه هو صوت تحرك الأحصنة و ضرب الحديد في دروعنا و صهيل بعض الأحصنة و القليل من الأحاديث الجانبية، اما الغابة فكانت هادئة الجو كان غائماً و لكن كانت هناك خشخشة غريبة، كمنت اظن انها تعود لحيوان ما و لكن ازديادها و تغير سرعتها جعلني اقلق فررت ان اتقرب لمعلمي و انبهه و لكن سمعته بوضوح و كأنني كنت أنا من قام بذلك، انطلاق السهم الأول، أجل لقد تمت مهاجمتنا و على مكان مفترق الطريق تماماً! من كان يتخيل ذلك!؟ هذا الطريق الذي لا يسلكه الا قلة من المستخيل ان يسلكه جنود او يفكروا فيه، لقد كان معلمي متأكداً من ان احداً لن يشك بالوضع، معلمي ! ركضب بسرعة وجدته سقط ارضاً و السهم! السهم اخترق جسده نزلت بسرعة عن حصاني و ركضت كالمجنونة ناحيته ، و في هذه اللحظة سمعت صراخ الجنود، هجم العدو و كات أعدادهم تفوق أعدادنا مع اننا كنا عبارة عن ٥ قوات مجتمعه مع فقدان حليف واحد.
لم أهتم للجنود و لا للقتال و لا للصراخو لا لأصوات السيوف و هي تخترق الأجساد مع ان لها صوتاً مزعجاً يصم الآذان، و لا لوائحك الدماء، ركضت ناحية معلمي، كنت قلقة انه قد يكون قدفارق الحياة ولكن حينما وصلت نزلت ارضاً وجدته يتنفس و لكن بصعوبة، حاولت و بجسدي الضئيل ان انقله لمكان آمن ، و لكني سمعته يتمتم بصوت منخفض:" توقفي يا صغيرتي"
"معلمي" قلت الدموع كانت قد اخذت مجراها
" ألم أقل لكِ سابقاً لا تهلعي؟!" قال بصعوبة و بإبتسامة مشرقة لم تتناسب مع صعوبة الموقف
"معلمي ارجوك دعني اساعدك" قلت بيأس و انا ابكي
"لم يعد هناك سبيل لمساعدتي فأنا هالك لا محالة" قال بصعوبة
"لكن ، انا ... لماذا يحدث هذا لماذا؟!" قلت و انا انتحب
"لولا المصاعب لما عشنا، فهي تعبمنا الدروس و تكشف لنا الحقائق"
"اية حقائق يا معلمي؟! ارجوك توقف دعني اساعدك"
كنت اعلم انه هالك لا محالة و لكني كنت اريد ان اتمسك بالأمل لأخير المتبقي ، كنت اريد ان يكون كل شئ بخير
" دراقون ، استمعي الي جيداً، لا تندمي على اي شئ قمتي به" قال و هو يتنفس بصعوبة
"لماذا ؟! لمذا قد اندم"قلت بصراخ
"ان جميعهم خونة... خون...ة" قال كلمته الأخيرة بعدما أغلق عينيه بسلام و كأنه راح في سبات عميق.
----------------------------
لماذا قرر الكرووتلانديين الإنسحاب!؟
هل حقاً هناك من دبر مكيدة !؟
ومن هو الخائن يا ترى!؟
توقعاتكم؟!
شكركم اصدقائي لحماسكم و تعليقاتكم
و اتمنى ان ينال هذا الجزء على استحسانكم

النار التي لا تنطفئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن