"ماذا؟!!!! كروتلاندي؟! لا يمكن!!" قلت بصدمة
"اجل عدونا من الداخل و منذ زمن بعيد بقيت اتهم جدي بتهم باطلة، اني اشعر بالعار" قال بحزن و اكمل و هو ينظر الي بشرود:" اننا
نشتبه بأحدهم"
"ماذا؟! من يكون؟"قلت بصدمة
"عمي نايجل"
أطلق كلمته كالرصاصة علي، كان نايجل و بالرغم من وقاحته و تصرفاته التي تشبه تصرفات الأطفال إلا انه لم يبد انه من النوع الذي قد يقتل المقربيين منه فقط من أجل السلطة، كان يبدوا متلهفاً للسلطة و لكن كان واثقاً تمام الثقة انه سيحصل على مراده و لكن ان يقتل اخاه او حتى اباه!
"و لكن ما الذي يجعلكم واثقين!؟" قلت بصدمة
"لقد كان هو من حرضني على جدي ، هو من اتهمه بتهمة القتل" قال بإنزعاج
كنت انظر اليه و اشعر ان قلبي يتقطع لعشرات القطع ففي الفترة القصيرة التي عرفت فيها بلاكسون لم اجده يوماً بهذا الإنكسار.
"ألا يجب ان نتأكد قبل ان نتهم اي شخص!؟" قلت بإنزعاج
"لا أعلم ان عقلي يكاد ينفجر و لا استطيع التفكير ان كل شئ يبدو مبعثر" قال و هو يطرق برأسه
كنت انظر اليه و انا لا أعرف كيف اواسيه فأنا كنت مصدومة مثله. بقينا هناك لساعات كلٌ منا يذهب بأفكاره و يقف أمام طريق مسدود.
في اليوم التالي استيقظت بعدما عشت ليلة سيئة جداً مليئة بالكوابيس السيئة، فقد حاربت في حلمي الأفاعي السامة و لكنهم نالوا مني في الحلم. كنت أعاني من آلام شديدة في رأسي، بسرعة اخترت أول ثوب وقع بين يدي، رحت أمشط و الذي بات لا يطاق من طولة كنت قد حسمت امري ان اقصه في اقرب فرصة بنفسي لن اطلب ذلك من أحد فبات شعري و لونه و وجوده يشبه اللعنة. قمت بجدله بشكل سريع، و قبل ذهابي لغرفة الإفطار ظننت انني يجب ان امر على غرفة اجتماع غربان الليل، و كما توقعت كان يجلس كالدويل و الذي بدى أفضل من البارحة بالقرب من النافذة بينما كان كالدويل قد أطرق رأسة بيأس و بدى عليه تعبٌ واضح، فالمتهم هو أخيه و في نفس الوقت قاتل اخيه و زوجة اخيه ، متآمر مع العدو و حاول قتل ابيه.
"صباح الخير" قلت بهدوء
جلست على أقرب كرسي و أنا اراقبهم بهدوء، فلم ينتبه احد منهم لوجودي ، فقد غلبت عليهما غمامة من من الصدمة التي لم يستفيقا منها تماماً، بقيا لفترة صامتين حتى ضقت ذرعاً من صمتهما هذا فصرخت بإنزعاج:" و هل هذا الصمت البائس سيحل هذه المشكلة التي أمامنا؟!"
وجدت كالدويل قد رفع رأسه و هو يرمقني بإستغراب بينما بقي بلاكسون ينظر من الشباك و لكنه بدى واضحاً انه سمع ما اقول.
" ان الصمت و الضيق لن يحلا المشكلة، يجب ان نفكر بحل، و اول ما نقوم به هو ان لا نقفز للتحليلات و إلقاء التهم مباشرتاً" قلت بثقة و اكملت:" يجب ان نبحث في الأمر أكثر! ما الذي يجعل السيد نايجل بأن يقوم بكل تلك الأمور!؟"
"و ماذا تقترحين؟!" قال كالدويل
"يجب ان نبحث أكثر و لا نعتمد فقط على توقعات وضعناها و لا نعتمد على كلام الحداد" قلت واكملت و انا افكر:" ارى في الوقت الراهن انه على بلاك ان يزور جده و يعتذر منه كخطوة اولى "
"و ما دخل..." قال كالدويل و لكن قاطعه بلاك و قال بسرعة و هو يتلفت بكامل جسده الينا:" استطيع ان اسأله ربما يدلنا على خيط"
تنهد كالدويل بشئ من الراحة و بعدها قال:" ما دمتم تروون انه الحل الأمثل و بينما نننتظر عودتك يا بلاكسون سأحاول ان ابحث في الموضوع أكثر"
"لدي فكرة و لكنها قد تكون صعبة التنفيذ" قلت بتفكير
"ما هي!؟" قال كالدويل
"لقد فكرت بالأمر كثيراً منذ البارحة، ما دام هذا الشخص حاول قتل الزعيم هذا يعني انه يختلف مع افكار الزعيم" قلت بتفكير و اكملت:" و لكن ان ادعى كالدويل كونه احد ابناء الزعيم انه يعارض افكار ابيه و انه يرى بأن حكمه يجب ان ينتهي فإن المتآمر قد يظ...." لم اكمل جملتي فقد اوقفني بلاك بسرعة:" ان هذا الجنون بأم عينه"
"توقف يا بلاك انها على حق" قال كالدويل بحكمه و بعدها اكمل:" نستطيع نشر هذه الشائعة عن طريق غربان الليل و بالأخص لونان"
"و لكن عواقب هذه الخطة قد تكون مؤذية بالنسبة لك" قال بلاك بقلق
"و لكننا يجب ان نحاول فالمحاولة هي أول النجاح" قال كالدويل بتشجييع
"انها ستكون مجرد شائعات لا أساس لها" قلت بتأييد
فكانت أول الخطة هو سفر بلاكسون لجده، و لكن بشكل سري فسفره هذا قد يضعه في قائمة الخيانة.
و في تلك الأثناء و بعدما اخبرنا بقية غربان الليل بخطتنا تلك تقسمت المجموعة على الحانات و اماكن تجمع الناس و في القلعة و ذلك لنشر الشائعة ان كالدويل منزعج من قرارات ابيه.
مضت ثلاثة أسابيع هادئة جداً فقد ارتاح بالي قليلاً لم تكن لدينا الكثير من الأعمال، كما ان ماك المزعج كان لاهياً مع اصحابه و بينما تورا كان مصاباً بنزلة برد فلم اصادفه كثيراً. و لكن في يومٍ معتاد ككل يوم بينما كنت اتدرب على سيفي في ساحة القصر، تقدم مني كالدويل بهدوء و كانت على وجهه تجهيمة واضحة و لكن فوقها وجه مصدوم
" تعالي لنذهب لغرفة الإجتماعات لدي حديثٌ مهم معكِ" قال بهدوء
لحقته لغرفة الإجتماعات دخلت خلفه بعدما تأكدت بأن الباب مقفل بشكل جيد، جلس بسرعة بعدمة اسند رأسهع بتعب على الطاولة، و قال لي:" لقد كنت اليوم اتجول في المدينة و تقدمت مني امرأة كانت قد غطت وجهها"
"ماذا قالت لك!؟" قلت بترقب
" حسناً لا أعرف كيف اصيغ لكِ الأمر، لقد كانت تلك المرأة نانا زوجة أخي نايجل"
"ماذا؟!" قلت بصدمة و اكملت:" هل هذا يعني ان السيد نايجل..."و لكني وجدته يستوقفني و يقول:"كلا"
"اذاً ماذا!؟" قلت بإستغراب
"نايجل لا دخل له انه مجرد دمية تحركه زوجته، فقد صرحت لي عن مخططاتها لتغيير كرووتيلان، و ان ابي لا يدير المدينة بشكل صحيح و انه يقع في الكثير من الأخطاء" و اكمل:" كانت تحدثني عن كرووتيلان المملكة العظمى"
"مملكة عظمى!؟"
"اجل ، كانت تقول انها تطمح لأن تكون من كرووتيلاند مملكة عظمى تضم كل المناطق المجاورة التابعة للملك، و لكن تبقى كرووتيلان هي مدينة الكرووتلانديين الخالصيين و كأننا العرق المقدس و غير مسموح لأي احد غير كرووتيلاندي خالص الدخول لها، و ما اثار استغرابي انها تحدثت بتلك الصورة مع انها ليست كرووتلاندية خالصة على حد تعبيرها"
"ماذا تقصد!؟"
"في الحقيقة ان الجميع يعرف ان والد نانا ليس كرووتلاندياً، و لكن قام خالها بتبنيها و هذا جعلها كرووتلاندية"
كانت صدمتي كبرى فقد كانت نانا المغرورة المتباهية بأصلها و نبل دمها لم تكن يوماً كرووتلاندية كاملة.
"قامت بدعوتي لأنظم لحلفها ما دمت اريد ان اغير في كرووتيلان" قال كالدويل بهدوء
"ماذا!؟ و بماذا اجبتها!؟"
"وافقت طبعاً سأجاريها لأعرف مخططاتها و اجمع الأدلة الكافية لفضح مخططاتها" قال بهدوء
"و لكن ماذا عن مقتل والدي بلاكسون و ايضاً محاولة اغتيال الزعيم!؟"
"اعترفت لي ان حلفها هو من خطط لقتل والدي بلاكسوون و ذلك بسبب خيانتهم المشروعة لكرووتيلان فقد كانوا يتواصلون مع العدو"
"و لكن هذا صرب من الخيال" قلت بأنزعاج
"و لكنها نفت ارتباط حلفها بأي شكل في محاولة اغتيال ابي" قال بتجهم و أكمل:" قال لي انني يجب ان احذر من بلاكسون فهو يخطط لأمرٍ ما و انه يخطط منذ زمن بعيد مع جده لينتقم من قتلة أبيه و هو يعتقد ان الزعيم سيقار هو المتسبب في هذه الحادثة" قال بشئ من خيبة الأمل
كانت صدمتي هذه قد اخرستني، كان عقلي قد رفض التصديق فمنذ عدة أسابيع كان بلاكسون يحدثني عن انه ظلم جده و قاطعه لفترة طويلة، بدى صادقاً تماماً عوضاً عن هذا لماذا قد يخبرني بتلك الحكاية و يكذب علي!؟
كان وجهة كالدويل متجهماً كانت لديه شكوك حيال بلاكسون زرع الشك في قلبه فقد قال بيأس:" ربيت بلاكسون كإبن لي، فقد تزوجت في سنٍ صغيرة و ماتت زوجتي و هل تلد طفلنا الأول و لكن في ذلك اليوم كلاهما فارقا الحياة، و لم يكن امامي سوى بلاكسون الذي عوضني هاذان الفقدان فكنت له عمٌ و أخٌ و صديقٌ و أب و لكن الآن؟!"
"ان هذا هراء بنفسك تقول انك ربيته لماذا تشك فيه الآن !؟ هل لاحظت عليه يوماً انه حاول ان يخونك او يخدعك!؟" صرخت فيه
وجدته ينظر الي بإستغراب و بعدها اكملت بصراخ:" و هل تصدق كل ما قد تقوله لك نانا و انت تعرف بنواياها، عوضاً من ان تشكك في ولا بلاكسون عليك ان تبحث عن يعاون نانا فحديثها المستمر عن حلفها يعني ان هناك المزيد "
كنت اشعر و كأنه اهانني شخصياً بتشكيكه في ولا بلاكسون، لا اعلم ما الذي اغضبني بتلك الطريقة كل ما اعرفه انني لم استطع ان اسيطر على نفسي.
وجدته ينظر الي بصدمة و بدى و كأن الكلمات قد خانته كان يحاول الحديث و لكنه شعر بأنه عاجز عن ذلك.
"انتِ على حق!" قال بإنزعاج و صدمة و اكمل:" لا اعلم كيف انجرفت ان لنانا قدرة عجيبة عاى الإقناع جعلتني اصدق كل ما تقوله"
وجدته ينظر الي و يبتسم:" لا اعرف ماذا كنا سنفعل لولا وجودكِ يا دراقون لقد اتخذت القرار الصحيح بتبنيكِ"
في ذلك اليوم كانت فرحتي لا توصف فكلماته تلك كانت اغلى من اية هدية فيها الكثير من الصدق.
و بعد اسبوع عاد بلاكسون حاملاً بعض الأخبار في جعبته، و لكن عند عودته استقبله كالدويل بالأحضان
"أنا آسف" قال كالدويل معتذراً
"على ماذا!؟ ما الذي يجري!؟" قال بلاكسون بإستغراب
قمنا بإخباره بكل شئ، لم يعلق على تصرف كالدويل و اعتبر الأمر و كأنه لم يسمع شيئاً
"لقد ذهبت لجدي، و وجدته يسامحني بسرعة، لقد طلب مني ان اعيش عنده و رفضت و لكني وعدته ان ازورة عندما تستقر الأوضاع و سأعبر عن رغبتي هذه عند جدي سيقار عن استقرار الأوضاع"
بدى سعيداً و هو يصرح بهذا الشئ، وجدت ان كالدويل ايضاًلم يمانع فوجهه بدى مرتاحاً
و اكمل:"سألته بشكل غير مباشر عن مقتل والدي و اخبرني انه يشتبه بأحد أعمامي"
نظرنا له بصدمة و سأله كالدويل:" بأي منا يشتبه!؟"
"بعمي دوقال" قال بهدوء
-------------------------
اتمنى لكم قراءة ممتعة أصدقائي، اشعر بأن هذا الفصل فيه القليل من اللخبطة و ذلك لكثرة الحقائق
ما رأيكم بالفصل!؟
ما رأيكم بالخطة التي وضعت!؟
هل نانا فعلاً هي المسؤولة عن كل ما يحصل!؟
هل تصرف كالدويل بمجاراة نانا صحيح!؟
و ماذا عن ادعائاتها ضد بلاكسون!؟ هل هي حقيقية!؟
و هل كل هذا يجعل نايجل برئ!؟
و ماذا عن دوقال!؟
و في اعتقادكم ما هو الحلف الذي كانت تتحدث عنه نانا!؟
و ما هي توقعاتكم للأحداث القادمة!؟
أنت تقرأ
النار التي لا تنطفئ
Tiểu thuyết Lịch sửاللحظات الحلوة تمضي سريعاً ، و هذا درس قاسي تعلمته من الماضي ، ماضيي لم يكن الأفضل ، و لكني كنت احمل الأمل دائماً كالعقد في عنقي ، كان لي أخ كان هو كل عائلتي ، اصبح لي مستقبل و لكن لا احب ان اتحدث عن مستقبلي من دون ان اذكر ماضيي . #مسابقة_أفضل_كاتب_...