هدية كالدويل

6.4K 531 49
                                    

و هنا فقط عملت حواسي و قالت انه آن الأوان لي ان انصرف فتصرفات هذا الرجل زرعت في قلبي الرعب.
بعدما تركته لوحده في الإصطبل و هربت بعيداً عنه، عدت لغرفتي بقيت أتقلب لساعات و انا أفكر في كلام الكهل الغريب، كنت احاول ابعاد عقلي عن كل هذا.
استيقظت صباحاً و انا اشعر بالبرد الشديد، فقد بات الشتاء على الأبواب .
فتحت خزنتي فوجدت الكثير من الملابس ، تذكرت ما قالته لي الخادمة، اخترت لنفسي و بشكل سريع أول ثوب وقعت يداي علي، لم أكن اريد ان امتع ناظري، بجمال هذه الفساتين كنت أعلم اني سأشعر بمدى بشاعتي في هذه الثياب الجميلة، ارتديت ثوبي سريعاً، رحت أمشط شعري فقد زاد طوله مع مرور الأيام أصبح يصل لأسفل ركبتي و لذلك ارفعه دائماً او اجدله لأرتاح منه، و مع مرور الزمن كنت اجد ان شعري يزيد احمراراً و تجعداً ، بعدما فرغت من تمشيطه ، اصبحت مرغمةً على تأمل ملامحي مجدداً ملامحي التي طالما كرهتها بالإضافة للون شعري الشاذ، فعيني الرماديتين كانتا تعكسان كل ما وقعت عيناي عليه فأغدوا كل يوم بلون عينين جديدين لا أستقر على لون محدد، بياض بشرتي المستفز فإني به أشبه القطنة لم يكن بياض بشرتي كبياض الحسناوات في القصص ، حاجبي الخفيفيين، و اكثر ما كان يزعجني هو تضارب احمرار خدي مع بشرتي، و اخيراً انفي المستدير تماماً و فمي الصغير كفم السمكة.
نفضت رأسي من الأفكار السلبية، لم يكن مقياس المرء يوماً مظهره و لكن الواقع هو ان كلام كهذا ينطبق على الرجال فقط، فنرى دائماً الرجل مهما كان قبيح المظهر ام جميلاً يتزوج و يجد من تشاركه الحياة ، حتى ان كانت روحه من ابشع ما يكون، اما الفتاة لو كانت قبيحة او فيها نقص بسيط في جمالها عابوا عليها ذلك و نسوا جمال روحها، فتبقى بلا زواج و بلا شريك حياة. و لكن لم تهمني أمور كتلك ان اجد شريك حياة او ابني اسرة ، فدراقون البائسة لا تستحق شئ كهذا، الحياة لم تكن كريمة دائماً معي و لذلك رميت احلامي القديمة، و اصبح جل همي كيف سأعيش غدا!؟ هل مسكني الجديد مضمونٌ على المدى البعيد؟
فتحت الدرج الصغير للتسريحة و صدمت لكمية الحلي الموجودة، فتحت الدرج الذي يليه كان هناك مساحيق للتجميل، امور لم احلم بها حتى بعد موتي، ابعدت فكرة مساحيق التجميل، فلا شئ قد يحسن بشاعة ملامحي و لكن ، اخترت ان ارتدي عقداً، كنت اشعر بأنني جريئة بهذا التصرف و لكنه امامي و هو لي، و لذلك اخترت عقداً ياقوتي مستدير كان صغيرٌ و بسيط. ربطت شعري سريعاً على شكل ذيل حصان و قمت بتجديله لكي لا أعاني معه. كنت ارغب بقصه و لكني هنا لم أعرف من يجب ان أسأل ليساعدني في هذه المهمة.
خرجت لأتجه لطاولة الطعام، كنت اول الحضور جلست على الكرسي الذي جلست فيه سابقاً.
"عفواً"ناديت احدى الخادمات و اكملت:" هل تستطيعيين ان تساعديني لاحقاً بقص شعري انه طويل جداً و يصعب علي قصه"
قلت ذلك فوجدت على وجهها نظرة رعب و ازدراء، ردة فعل طبيعيه، فالجميع كان يستهجن من لونه و الآن انا اطلب منها ان تقوم بلمسه.تنهدت بضييق و فكرت ان اتصرف بنفسي في هذا الشأن، و قلت بإنزعاج:" لا بأس لا أحتاج لمساعدتكِ" مع انها لم ترفض و لكن تغير ملامحها كان كافياً لأدرك انها لم ترغب بذلك.
"ان كنتِ لا تمانعيين سأكون مسروراً لمساعدتكِ في قصه، مع انني اؤكد لكِ انه يبدوا الآن رائعاً و لو تركتيه دون ربطه سيسرق قلوب الرجال"
سمعت ذلك الصوت من خلفي و التفت كان هذا ماك كرووتيلان ابن نايجل كرووتيلان الإبن الأكبر للزعيم سيقار. كان شاباً هزيلاً و لكنه يتمتع بوسامة بسيطة بحيث ان امه نانا كانت تتمتع بجمال أخاذ.
"لا شكراً" قلت بإنزعاج
"انت مبكرةٌ اليوم"
التفت للخلف وجدت بلاكسون يدلف للقاعة، فاتجه للكرسي الذي جلس عليه البارحة كان يجلس بجانبي من ناحية اليميين بينما كان يجلس كالدويل في الجانب الآخر و لكن اليوم وجدت المدعو ماك هو من يجلس لجانبي.
"و هل ذلك سئ؟!" سألت بلاكسون بقلق
وجدته يضحك و بعدها قال:" لا تقلقي انكِ تبليين حسناً حتى الآن"
كان يعلم بأنني أريد ان اظهر افضل ما لدي لأثبت بأنني جديرة للمكانة التي اعطيت لي فقد كان جل همي الجديد هو ان اثبت للزعيم سيقار و لكالدويل الذي تحدى الجميع و تبناني انني جديرة بأن اكون كرووتلاندية.
وجدت الجميع يدلف للقاعة وحداً تلو الآخر و حينما وصلت نانا زوجة نايجل رمقتني بإحتقار و بإبتسامة شامته و قالت:" ماذا الحمراء الغريبة لا زالت هنا؟!" ، بالطبع ادعيت بأنني لم أسمع شيئاً ، فقد كنت احترم جمال المرأة هذا كل ما في الأمر، كنت اتمنى لو كنت بربع جمالها و فقد كانت ببشرتها الحنطية الصافية و بعينيها الخضراوتين الناعستين و بشعرها الأسود المنسدل على كتفيها و بوجهها الضعيف و انفها الدجيج و شفاهها الممتلئة و قوامها الممشوق ، فالبرغم من كبرسنها و الذي خمنت انها قد تكون في منتصف الأربعيين الا انها كانت تتمتع بجمال تحسد عليه .لكن لم أكن اريد ان اتصف بأخلاقها فقد بدت مغرورة و متعالية وكنت استطيع ان اشعر بتسلطها و بعصبيتها الظاهرة.
كان الجميع هناك ، دخل الزعيم أخيراً فحييناه كما فعلنا سابقاً، و شرعنا بتناول فطورنا و اليوم كان الفطور عبارة عن ارزٌ و صلصة غريبة بالأعشاب، كل ما اعرفه ان تلك الصلصة كانت لذيذة فعلاً، بينما كنت اتلذذ بما اتناوله من طعام جديد علي كنت اشعر بيد تلامس يدي اليسرى التي ارحتها على طرف الطاولة، كان ذلك ماك هو من يفعل ذلك، في المرة الأولى تركت الأمر يمضي فقد اعتقد انه حدث بالخطأ فأبعدت يدي سريعاً ، و لكن  في المرة الثانية تكرر الأمر فقد تمادى و راح يلمس يدي بشكل غريب، فسحبتها سريعاً و رحت ارمقه بغضب، وجدته يبتسم لي ، و لذلك ابعدت يدي و وضعتها على فخذي، اخيراً تجرأ و راح يسحب يدي من تحت الطاولة بشكل سريع دون ان يلحظ احدٌ ذلك ، كنت سأقف لأصرخ فيه و لكني تمالكت اعصابي، و بكل هدوء رحت ابعد كرسيي عنه ، حتى التصقت تماماً ببلاكسون الذي كان يجلس بالجانب الآخر.
"ماذا هناك !؟" همس بلاكسون و هو يرمقني بإستغراب
"لا شئ" قلت و انا اشعر بإنزعاج كبير من تصرفات القابع الى جانبي.
بالرغم من انني كنت قليلة الخبرة في امور الحب و الغزل و لكن كانت غريزتي حاضرة و كما كانت ماريام تحذرني في السابق من تصرفات الرجال الحقيريين على حد تعبيرها و انني يجب ان احذر منهم، فقد ابديت عدم رغبتي من لمساته المزعجه منذ البدء و لذلك لم يكن عليه ان يتمادى. هذا الموقف جعلني افقد الرغبة بإكمال طعامي كان كل ما تناولته عدة لقمات، استأذنت بعدها، و اخترت ان اجلس في الحديقة القابعة أمام غرفة الطعام، جلست هناك أسفل الشمس الدافئة لأدفئ نفسي من برودة الأجواء، كنت قد أغلقت عيني بإستمتاع و انا استمع لصوت الطيور، كانت الطيور هنا مختلفة عما اسمعها في الغابات لها صوتٌ غريب. صوت نافورة المياه الفاتنة و التي كانت تحمل تمثالاً لغراب، و اخيراً اشجار اللوز و التي فقدت جميع أوراقها.
"لم يكن تصرفكِ لطيف معي بالداخل"
كنت اعرف صاحب الصوت تماماً ، التفت سريعاً لأبتعد من المكان بأكمله. و لكنه امسك بيدي مجدداً، لا ادري ما قصته مع يدي.
"لم ارى في حياتي بشرةٌ بهذا البياض" قال بذهول
سحبت يدي منه بغضب، و فقط في اللحظة المناسبة خرج كالدويل من قاعة الطعام، لا اعلم ان كان قد شهد ما حصل قبل قليل ام لا كل ما اعرفه انه كان واقفاً هناك فجأة فوجدت على وجهه علامة انزعاج شديد و هو ينظر ناحيتنا.
" ماك يمكنكَ ان تذهب لعملك الآن" قال كالدويل و الغضب بدى واضحاً على ملامحه.
"تعلم يا عمي ان عملي لا يبدأ الآن" قال ماك بوقاحة
"انه لا يبدأ ابداً ، فقط اذهب لأصدقائك اينما كانوا" قال كالدويل بإنزعاج
"دراقون"
"نعم!" قلت بفزع و انا استجيب لكالدويل
"تعالي هناك أمرٌ مهم يجب ان اسلمه لكِ لتبدأي فعلياً بعملكِ، فإن كان غيركِ غير مهتم للعمل فبالتأكيد انتِ مهتمة به" قال و هو يرمق ماك
"حاضر" قلت و انا اتبعه
"استمعي الي يا دراقون، اي شئ او اي احد مهما يكن ضايقكِ لو بكلمة تعالي الي و اخبريني، حتى ان كنت انا من ضايقكِ اخبريني" قال كالدويل
"اجل"قلت
" او على الأقل اخبري بلاكسون فأنا أثق به مثلما أثق بنفسي" 
"حاضر" قلت بإستغراب، كنت اعي انه انتبه لما حدث في الحديقة ، لقد كان يأخذ مهمته على محمل الجد، كنت اظن انه سيتبناني فقط من اجل خططه لكرووتيلان و من اجل قدراتي على حد قوله، و لكن من حديثه ذاك شعرت و لو كان شعوراً بسيطا بذلك الوقت انه كان يعتبرني كإبنة له. كنت سعيدة بذلك الشعور في داخلي كثيراً.
وصلنا للغرفة السابقة التي اجتمعنا فيها، وجدته يقدم لي صندوق غريب، فتحته، اذا بي اجد فيه اغرب سيف بل و اجمل سيف وقعت عيناي عليه، كان بمقبض اسود و عليه رسومات غريبة، حملته، و قد كان ثقيلاً علي قليلاً و لكن لا بأس سأعتاد عليه.
"لقد طلبت من الحداديين ان يصنعوه لكِ سريعاً ، انه مؤقت يمكنكِ ان تطلبي سيفاً آخر يتناسب مع ذوقكِ"
"و لكنه .. و لكنه رائع انه متقن الصنع" قلت و أنا أنظر اليه بإنبهار
"حقاً" قال كالدويل بإستغراب
"أجل لم أرى مقبضاً بهذا التصميم الغريب، و لكن الغريب هو النصل له انه رشيق جداً ، كيف يتم عمله بهذه الرشاقة!؟ أعتقد انه يتم تذويبه أكثر من مره" قلت بشغف
"و من أين لكِ خبرة في الحدادة!؟" سألني بإستغراب
"اوه اجل، ان ابي كان حداداً ماهراً و لذلك اصبحت لدي الخبرة الكافية لأساعد في اي مشغل حدادة" قلت بشئ من الحزن و انا اتذكر ابي
" لم أكن أعلم بذلك"
وجدته ينظر الي لفترة طويلة و بعدها وجدت ابتسامة شقت شفتيه، لن اره يبتسم من قبل، و لم افهم ما المضحك في وجهي
"العقد" قال كالدويل بسعادة
نظرت للعقد الياقوتي و الذي احببته منذ ان وقعت عيناي عليه
"لقد كان هذا العقد هو الشئ الوحيد الذي اخترته من بين الأشياء التي طلبت ان تكون في غرفتكِ"
نظرت للعقد مجدداً كنت سعيدتاً جداً بهذا كانت هديتان لم اتخيلهما ابداً آخر هدية حصلت عليها كانت الفستان الذي جلبه لي اخي و الذي لا اعلم ما الذي حصل له الآن.
"شكراً" قلت بسعادة قد ارتسمت على وجهي ابتسامة سعيدة لا شعورياً، كنت قد قررت ان ارتدي هذا العقد دائماً.
و فجأة دخل بلاكسون للقاعة من دون سابق انذار
"عمي يجب ان نذهب بسرعة" قال بلاكسون بشئٍ من القلق
"ماذا حصل!؟"
"وصلنا رسولٌ قبل قليل، ان امير مقاطعة ويستيليا قام بقطع طريق بعض النساء الكرووتلانديات كن عائدات من رحلة تجارة في الجنوب، قطع طويقهن بتهمة السرقة و التجارة الغير مشروعة"
"و لكن كيف تكون غير مشروعة اننا لم نوقع معاهدة تجارة مع مقاطعة ويستيليا؟!" قال كالدويل بإنزعاج
"أجل هذه هي المشكلة لقد كن يعبرن من المنطقة للوصول لكرووتيلان"
"و لكن بيننا معاهدة سلم ان لا تقطع طرق الكرووتلانديين " و أكمل " هل أخبرت أخي نايجل بذلك!؟" سأل كالدويل
"لا لم أفعل و لكن الأمر وصل اليهم و أشار عليهم عمي دوقال ان نخفي الأمر عن جدي فهو في غنى عن المشاكل الخارجية و ان الأمر ليس من شأن كرووتيلان"
"ماذا!؟"صرخ كالدويل بإستغراب و أكمل بغضب و يصر على أسنانه:"تباً لهم، ان لم يكن شأن كرووتيلان فهو شأن غربان الليل"
شيئاً فشيئاً بت أتعرف على دور غربان الليل المهم ، فقد كانوا ينصرون من لا صوت له، ربما لو لم يكن كالدويل موجود لن يحاول احد ان يلتفت لهؤلاء النسوة المستضعفات
"هيا استعدا لرحلة ستكون بعض الشئ طويلة" قال كالدويل
و نحن خارجون من القاعة صادفنا في طريقنا دوقال
"هل ستهب لنجدة الصعاليك مجدداً يا كالدويل" قال دوقال بإستهزاءو اكمل بنفس النبرة:" اتركهن يتعفن في سجن الغرباء، تجدهن قمن بأمرٌ سئ و الا لماذا قد يقطع طريقهن احد بالرغم من معاهدة السلام"
"لهذا سأذهب يا دوقال لن اقف مكتوف الأيدي ما دام في يدي الحل و سأرى بعيني ما يحصل هناك، و ان اخطأن فهن نساء قبيلتنا سيكملن فترة عقوبتهن هنا" قال كالدويل بغضب
"افعل ما يحلوا لك، فقط لا تقحم اسم ابي في كل تلك التفاهات" قال دوقال بحقد
"لا تقلق سأرفع اسم ابي و اشرفه عند الغرباء كما افعل دائماً" قال كالدويل
ابتعدنا عنه و اتجهت لغرفتي مباشرة، حملت معي ما استطيع حمله للرحلة، تزودنا بالطعام، ودعت بيتر سريعاً بدأنا رحلتنا لم نكن سوى نحن الثلاثة اما البقية فقد بقوا في كرووتيلان ليعتنوا بالأمور الداخلية، لم آخذ بيتر معي فمن هادة الكرووتيلانديين ان يتنقلوا على اقدامهم و لذلك اخترت ان التزم بذلك.
كنت اعرف جيداً اين اعرف جيداً اين تقع مقاطعة ويستيليا ، فلقد كان امريها احد الأمراء الذين قاتلوا معنا في المهمة الكبرى و ايضاً و رأيتها مئة مرة على الخرائط التي كانت معي سابقاً.
"هل سنقطع الطريق العام ام طريق الغابات!؟" سألت بإستفهام و نحن ننزل من الجبل
"ان طريق الغابات صعبة لمقاطعة ويستيليا، و لذلك ليس امامنا سوى الطريق العام" قال كالدويل
"و لكن الرحلة ستستغرق خمسة أيام لو قطنا الطريق العام و مع طريق الغابات أعرف طريقاً مختصراً سيوصلنا لها في يوميين فقط، فقط سأحتاج للخريطة لأتأكد" قلت بثقة
"أجل بالطبع لنظل طريقنا و نتوه في الغابات" قال بلاكسون بسخرية
رمقته بغضب
"اصمت انت يا بلاك" قال كالدويل و اكمل و هو يخاطبني بإهتمام:" اريني الطريق الذي تعتزمين على سلكه يا دراقون"
" انظر جيداً يا سيد كالدويل، لو أخذنا طريق الغابة سيكون مختصراً من هنا، و ما دام لدينا طعامٌ و شراي يكفي لخمسة أيام ، لذلك لن نضطر لأن نبحث عن مصادر كهذه، و لذلك لو أخذنا الطريق الجنوبي سيكون افضل، قد تزعجنا منطقك الأشواك و لكن نستطيع ان نتخطاها من الشمال"
"جيد جيد خطة جيدة" قال كالدويل بإعجاب
بدأنا نمشي على الطريق الذي اخبرتهم به، لم نضطر في تلك الرحلة الا ان نتوقف عند محطة واحدة للنوم و لتناول الطعام، استطعنا ان تخطى الأشواك، فوصلنا اخيراً لمشارف المقاطعة.
" راقون اذهبي لتلك السيدة هناك و تطقسي عن الأوضاع" قال كالدويل و هو يشير لسيدة بدينة كانت تجلس اما منزلها بضجر و أكمل:" سنكون في الحانة القريبة "
كنت قد فهمت دوري على الفور، كوني لا اشبه الكرووتلانديين و كما انني فتاة كان ذلك سيجعل السيدة تعطيني الأخبار عما حدث ففي جعبة النساء كانت تختبئ كل الشائعات التي يرغبنا بنشرها.
"مرحباً سيدتي هل بشربة ماء" قلت بعدما اقتربت من السيدة
"اوه مرحباً أيتها الآنسة ارجوكِ تفضلي" قالت لي و هي تدعوني للجلوس ففعلت على الفور
اخضرت لي كوب الماء شربته و بعدها راحت تسألني:" هل تسافريين وحدكِ !؟"
"كلا أسافر مع اهلي "
"من من أهلكِ!؟"
كنت احاول ان اجاري السيدة لأحصل منها على المعلومات
"أبي و أخي"
لم أكذب تماماً ان لم يكن بلاكسون اخي فقد كان كالدويل ابي بالتبني
"اوه حقاً و ما الذي يدعوكم للسفر!؟"
" لقد هجم بعض قطاع الطرق الهمج على قريتنا و هدموا منزلنا و لذلك اضطررنا للرحيل من اجل لقمة العيش " قلت بكذب
لا أعرف كيف استطعت تأليف تلك الحكاية الخيالية و لكن كنت قد افعل اي شئ من اجل المعلومة
"اوه انهم فضيعوون بالحديث عن قطاع الطرق اتعلمين منذ يوميين رأيت جنوداً يقتادوون نساءً كرووتيلانديات لقصر الأمير، لقد قيل بأنهن اخترقن قانون التجارة، و لكن السيدة ميليا احدى جاراتي و هي مقربة من احدى خادمات قصر الأمير قالت لي انهم امسكوهن عنوةً لم تكن حتى بالقرب من المقاطعة لقد كن مجرد عابرات سبيل"
"حقاً!" قلت بصدمة كاذبة
"أجل و لكن الحقيقة كان الأمير قد رآهن حينما كان عائداً من رحلة الصيد اعجبته احداهن و حينما رفضت عروضه المغربة لتأتي لقصره راح و قبض عليهن"
"يا إلهي انه فضيع!"
" ان اميرنا هكذا كلما اعجبته فتاة يصنع المستحيل ليحصل عليها، انه لن يحترم عمره الكبير و لا وجود زوجته حتى و لا ابناءه اللذين اصبح كل واحدٌ منهم أطول من الجدار" قالت بإنزعاج
"يا له من رجلٌ فضيع!" و اكملت بكذب"يجب ان اذهب الآن بالتأكيد اهلي يبحثون عني الآن"
و توجهت مباشرتاً ناحية الحانة لأخبرهم بما توصلت له، لم اته سريعاً فقد وجدت الحانة سريعاً كان بلاكسون يقف خارجها، اتجهت اليه مباشرتاً.
" اين السيد كالدويل!؟" سألته
"انه بالداخل"
وجدت السيد كالدويل خارج و على وجهه امارات الإنزعاج
"لم يفصح اي واحدٌ منهم لي بشئ" قال كالدويل بإنزعاج
"لأنهم يعرفون بأنك كرووتلاندي بالتأكيد لن يخبروكَ بشئ" قال بلاكسون
"و لكن انا معي الخبر الأكيد" قلت بحماس
"حقاً!؟" سأل كالدويل
فأخبرته بما اخبرتني به السيدة
"حسناً آن الأوان ان نقوم بزيارة أمير هذه المقاطعة" قال كالدويل بحزم
-------------------------
ما رأيكم بالأحداث الجديدة!؟
ما الذي يريده ماك من دراقون!؟
ما رأيكم بنانا زوجة نايجل!؟
ما رأيكم بكالدويل و بتصرفه!؟ هل ينوي خيراً لدراقون كما يدعي!؟
و ما رأيكم بدوقال!؟
و ماذا تتوقعون سيحدث مستقبلاً!؟
و اتمنى لكم قراءة ممتعة

النار التي لا تنطفئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن