في قصر الملك

5.7K 502 47
                                    

بينما انا انظر للخارج و بعد مرور نصف ساعة كاملة شعرت بيد تلامس كتفي، قفزت من مكاني بفزع
"لقد أخفتني" قلت بفزع و انا انظر لبلاك الذي بدى مستعجلاً
"هيا نذهب وجدت مكان اجتماعهم لم يبدأ بعد،ولكن يجب ان نختبأ في تلك الغرفة" قال بلاكسون
"و لكن كيف سنختبئ هناك!؟" قلت بقلق
"ان الحراسة ضعيفة على الغرفة فهم على يبدو لا يريدون لفت الأنظار، وجدت هناك خزانة ارضيه اشيه بالقبو يمكننا ان نختبئ هناك" قال بلاكسون
رحت انظر إليه ببلاهة وجدته ينهرني:" هيا قبل ان يصل احد للغرفة قبلنا"
"حسناً" قلت بتوتر
خرجنا بهدوء من القاعة، بالتأكيد لن يلحق بنا أحد و لن يتعرف علينا أحد اساساً. وصلنا أخيراً للقاعة ، كانت متواضعة و تعتبر صغيرة نسبياً و مظلمة بعض الشئ، اختبأنا بسرعة في الخزانة او القبو بالأحرى فالمكان كان فسيحاً رحت انظر لمحتوياته.
"انها اسلحة" قلت بصدمة
"ان هذا طبيعي ان هذا هو مخططهم الحرب و الدمار"قال بلاكسون بإنزعاج
كنت انظر للأسلحة حولي و أنا أشعر بالإختناق و الإشمئزاز، المزيد من القتل المزيد من الموت و المزيد من الدماء ان هذا ليس عادلاً.
بعد مرور ساعة تقريباً من بقاؤنا هناك ، سمعنا أصوات ارجل في القاعة و اصوات اشخاص متداخلة ببعضها البعض، لم يكن عددهم كبيراً .
"اهلاً بالجميع ليبدأ إجتماعنا الرابع و الثلاثيين" قال أحد الأصوات و الذي خمنت انها تعود لكبيرهم ألمر كوردل ، أكمل:" اليوم بتنا بخطوات عديدة اقرب لهدفنا اننا مستعدون للإنقلاب الكبير"
انقلاب كبير كان مجرد سماعي لهذة الكلمة سرت في جسدي رعشة مباغته، وجدت بلاكسون يمسكني من كتفي ليهدئني
"لا تقلقي" قال بهمس
"لا زال الأمر صعب مع ظهور ذلك الطفل المزعج" صرخ احدهم بغضب لم اكن اعرف من هو
"هدئ من روعك أيها الخفاش" قال احدٌ آخر فقد بدى انهم يستخدمون أسماءٌ سرية لكي لا يتعرف عليهم أحد
"ان الغراب على حق لا تقلق أيها الخفاش لقد بحثت جيداً في نواياه اخبرهم أيها التابع"
"جاك قران و هو ابن عم الملك و هو بقي أغلب عمره خارج البلاد فقد كان يدرس هناك عاد مؤخراً بعد ان انهى دراسته يبلغ من العمر ٢٦ عاماً، و لا يبدو انه لديه اي طمع بالعرش كل همه هو ان يصلح المملكة" قال التابع و الذي كان بكل وضوح لوكي
"و ما يدريك بهمومه!؟" صرخ الخفاش
"أيها الخفاش أيها الخفاش استمع إلي انت لا تستمع الى الحديث لآخره سيقوم رجال الذئب بقتله بعدما نستولي على كل شئ و سيكون موته و كإنه حادثة شنيعة" قال ألمر كوردل
لقد كانوا يتحدثون عن قريب الملك و الذي ظهر لهم فجأة و بات يشكل تهديداً بالنسبة لهم
"و ما يدرينا انك ستفعل شئ كهذا!؟ انه قريبك في نهاية الأمر" صرخ المدعو الخفاش
"لا تقلق أنا من سيقوم بالمهمة" قال احدهم و كان المدعو الذئب و الذي ميزته من صوته انه بروم رولف زعيم حركة حقوق الشعب
"و ماذا عن الإنقلاب الكبير؟!" سأل أحدهم و كانت إمراءة
" حسناً سنبدأ قريباً و ستكون البداية في القرى سنجعل أهالي القرى يصدقون ان زعيمنا هو الذي سيغير حياتهم و ان الملك الحالي لا فائدة منه و سنجعلهم يبايعوون زعيمنا على انه الملك الشرعي، و حنى نصل للعاصمة و نقتل الملك ان خطتنا تسير بشكل جيد، و ان احتجنا لإستخدام العنف سنفعل ذلك بالتأكيد يجب ان يقبل الجميع بالزعيم" قال التابع أو لوكي
"لقد بدأنا فعلاً بذلك و سنحرك جيوشنا للعاصمة و للإقطاعيات المؤيدة للملك بأسرع فرصة" صرح ألمر كوردل
"ماذا عن الهمج؟!" سأل الخفاش
"اخبره أيها الغراب" قال الزعيم ألمر كوردل بخبث
"اننا نعمل على هذا الأمر و قريباً جداً ستعم الفوضى بينهم، ان سادتي قد عملوا بشكل جيد بالرغم من وجود بعض المنغصات و لكن سيتم كل شئ بحسب الخطة" قال الغراب
لم يكن غامضاً علي بأن أفهم بأن "الهمج" يقصدون بها كرووتيلان ، انهم كانوا يرغبون بدمارها، تحدثوا عن سادتهم كنت أتسأل ان كانوا يقصدون نايجل و نانا؟!
كنت أستمع لخططهم و أنا أشعر بالإشمئزاز كنت اتمنى ان يهلكوا جميعهم في يوم واحد على ان تنجح خطتهم .
بقوا يتحدثون عن هذه الخطة لبعض الوقت و عن الإقطاعيات التي يرغبون بالهجوم عليها لم يكونوا يذكرون الإقطاعيات بالإسم انما كانوا يضعون لها وصفاً، بيقينا هناك حتى شعرنا ان الوضع هدء قليلاً وجدت بلاكسون يراقب من خلف الباب الأرضي، و كانت القاعة بالفعل فارغة، خرجنا من القبو اخيراً.
"تباً لهم" قلت بغضب
"انهم يتخيلون انفسهم حكام العالم" قال بلاكسون بضيق و بعدها أكمل:" انتِ اذهبي للقاعة الآن و انتبهي لا يجب ان يشعر بكِ أحد ، انا سأبحث هنا ربما أجد امراً مهماً"
"و لكن!" قلت بإنزعاج
"كما أطلب منكِ " قال بحزم و هو يمسكني من كتفي
"حاضر"
خرجت من القاعة بهدوء و انا اتسلل و اخيراً مشيت عدة خطوات و بعدها شعرت بأنني بأمان اخيراً اكملت سيري بشكل طبيعي
"من الرائع ان القاكِ هنا"
سمعت ذلك الصوت و مباشرتاً شعرت بالإشمئزاز ، التفت إليه منزعجة.
"ماذا تريد؟!" قلت بغضب
"ألا تخافين على نفسكِ ربما أشكوك لبروم رولف او حتى للملك و جنوده" قال لوكي بخبث و هو يقترب مني
"اشكوني لهم لا يستطيع احدٌ الإقتراب مني" قلت بحزم
"و لكن انا استطيع" قال بخبث بعدما أصبح قريباً مني جداً
"ماذا تريد مني الآن؟!" قلت بإنزعاج
" لا أعرف كيف هربتي منهم و قمتي بتحديهم بتلك الصورة انه امر مذهل، و لكن لم اتوقع ان تجدي لنفسكِ مكان آخر"
"أجل وجدت لنفسي مكانٌ آخر لست مجنونة لألجأ إليك و الآن ابتعد عني" قلت بغضب و انا احاول ان اكمل طريقي
"انتظري" قال لوكي و هو يمسك بي
"اتركني أيها المزعج" قلت و انا ابعد يدي من قبضته
"ابتعد عنها"
رفعت رأسي اذا هو بلاكسون
"من تكون؟! لا شأن لك انصرف من هنا" قال لوكي بوقاحة
"قلت لك ابتعد عنها" قال بلاكسون بحزم
"ما شأنك؟!" قال لوكي بإستغراب
ابعدت نفسي من قبضته و اتجهت ناحية بلاكسون بسرعة
"لا تشغل بالك بلاك هيا نذهب" قلت بسرعة
انصرفنا من أمام لوكي الذي بدا عليه الإستغراب.
رحلنا من أمامه بسرعة، كان علينا ان ننصرف من القصر في الحال و الا سينكشف امرنا بعد لقائي بلوكي. خرجنا من باب خلفي فقد كان القصر بأبواب كثيرة عدنا للنزل مشياً على الأقدام، جمعنا أشياؤنا و خرجنا بتسلل و كأننا لم نكن هناك يوماً. كان علينا ان نتسلل من المدينة بسرية تامة و بحكم انشغال الأغلبية بحفلة الملك هذا سمح لنا بالفرار. اكملنا على الفور طريقنا لكرووتيلان فالمعلومات التي معنا كانت مهمة و قيمة و يجب ان يعرف بها كالدويل و بقية جماعة غربان الليل.
كان الليل قد حل لم اكن متعبه انما فقط قلقة، قلقة جداً ، حاولت ان اهدئ من روعي اغلقت عيني و تذكرت نصيحة معلمي تمعنت جيداً في الأصوات من حولي، صوت خطوات الأحصنة صوت خشخشة اوراق الشجر و التي ضربتها النسمات برقة و صوت البوم الرقيق.
"لم تخبريني عن بالكثير عن ذلك المدعو لوكي!" سألني بلاكسون و هو ينظر للأمام
"ماذا تريد ان تعرف ان ذكره يجلب الشؤم" قلت بإنزعاج
"ما قصته؟! معكِ" سألني بفضول
"الكثير" قلت و انا اتنهد، قررت بأن احكي له كلما حدث معي مع لوكي منذ ان كنا في القرية و حتى رؤتي له مجدداً حينما قتل الفلاح و حديث اخي عنه، و اخيراً آخر لقاء بيننا.
وجدت بلاكسون ينظر الي بشئ من الغضب
"كان علي قتله حينما سنحت لي الفرصة" قال بغضب
" انه قذر لا يستحق حتى ان ترفع سيفك في وجهه " قلت بإنزعاج
"و لكن؟!" قال بلاكسون
" لا تهتم " قلت و انا احاول ان امتص غضبه ، فقد بدى غاضباً جداً لقد استغربت من غضبه هذا فهو شأن يعنيني انا في نهاية المطاف
"كيف استطاع ان يفكر بطلب الزواج منكِ هذا القذر بعدما فعل ما فعله معكِ؟! كيف تجرأ؟!" قال بلاكسون بغضب شديد
"لأنه مغرور و يعتقد ان العالم يمشي تحت قدميه و تحت قدمي سيده" قلت بإنزعاج
"استمعي الي جيداً في المرة القادمة ان رأيته سأقتله و لن تمنعيني" قال بلاكسون بحزم و هو ينظر الي مباشرتاً
كنت انظر اليه بإستغراب و لم افهم سبب ردة فعله كل ما فهمته انه يهتم لأمري و هذا جعلني اطير فرحاً،وجدته يشيح بنظره بعد فترة.
"هل تعرفين يا دراقون اغرب شئٌ فيكِ؟!" قال بلاكسون بعدما هدأ
"ما هو!؟" سألته بترقب
"عينيكِ، قد يتحدث الجميع عن شعركِ و لونه و لكن اغرب ما فيكِ عينيكِ فيها بريق لا ينطفئ ابداً، كما انها كالمرأة تعكسان كل شئ بشكل مذهل"
كنت انظر اليه بشئ من السعادة فقد كان يمتدحني، و هذا جعلني اشعر و كأنني ملكة لم اتجرأ بأن اخبره بأنني ايضاً انني اجد عينيه الغربتيين بلونهما الأزرق انهما اجمل ما رأيت في حياتي. كنت اشعر بالخجل لمجرد تفكيري بتلك الأمور لم اكن اريد ان اقر بكل هذا، و لكني تلك الليلة ادركت تماماً ان ما اشعر به ناحية بلاكسون يفوق الإعجاب او بالأحرى فاق الإعجاب درجات عدة و وصل للحب!
أجل فقد كان بلاكسون اول شخص من اعتبرني فتاة لا صبي صغير، كان يدافع عني و ينتقدني ان وجد انني اخطأت، كنت اكره هذا الأمر فيه و لكني ادركت مع الوقت ان الأمر لصالحي، كان يمتدحني ان لزم الأمر، فقد وجدته بذلك يدللني كثيراً و بالنسبة لفتاة بائسة مثلي كان هذا دلال كبير، و لكن وقفت امامي المشكلة الكبرى! كنت اعتبره امرٌ كبير لدرجة انني استخسرت نفسي له، فهو يستحق فتاة كرووتلاندية بدماء نبيلة فتاة ناظجة، لا طفلة بلهاء لا تعرف كيف تفرق بين الحب و الإعجاب، فقد كنت خائفة ان ارفع سقف آمالي و انصدم ربما اكون بالنسبة له مجرد اختٌ صغرى او حتى صديقة مقربة اذكر انني سخرت سابقاً من مشاعر جولي لورز لأخي و اليوم وقعت في شئ فاق مشاعرها لأخي على ما اعتقد، في تلك الليلة عاهدت نفسي ان ابقي مشاعري لنفسي فقد كانت تكفيني سعادته ان كان سعيداً مرتاحاً سأكون سعيدتاً مرتاحة.
--------------------------
اتمنى لكم قراءة سعيدة اصدقائي
ما رأيكم بالإجتماع؟!
ماذا عن خطة الإنقلاب الكبير هل تعتقدون انها ستنجح؟!
ماذا عن خطط هؤلاء الأشرار لكرووتيلان؟!
ما رأيكم بموقف لوكي مع دراقون ؟!
ماذا عن غضب بلاكسون من تصرفات لوكي؟! هل هي غيرة ام مجرد اهتمام عادي؟!
ماذا عن مشاعر دراقون و التي اعترفت بها أخيراً؟! هل هي تتصرف بشكل صحيح مع مشاعرها؟!
هل تعتقدون انها ستبقي مشاعرها لنفسها؟!
و ماذا تعتقدون انه سيحدث فيما بعد؟!

النار التي لا تنطفئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن