بعد مرور ١٠ سنوات...
انا أجلس هنا، في ال ٢٧ من عمري ربما لا أكون الأسعد و لكن بالي مرتاح، فالسلام الداخلي أصبح صديقي الجديد و الموت حسناً أخذ مني أعز من أملك و لكن هذه سنة الحياة، ربما لم ينتهي كل شئ بسلام ربما حاولت تحقيق السلام لوحدي و هذا شئ يستحيل على طفلة صغيرة مثلي، نجح انقلاب ألمر كوردل بالفعل، تدمرت كرووتيلان بالكامل و ما تبقى منها حكمه دوقال عيش الناس و لمدة سنة كاملة في ظلام و بؤس و ذلك فوق البؤس الذي قاسوه من الحرب، و لكن سرعان ما قبض عليه ألمر كوردل و اعدمه بتهمة الخيانة فهو كان يريد ان يتخلص منه أساساً و ضم كرووتيلان لمجموعة ممالكه، حكم ألمر كوردل جزء من المملكة و أعطو جزء صغير لبروم رولف و لمدة ثلاث سنوات حكموا الناس بظلم عانى الناس أسوء مما كانوا يعانونه في السابق من الملك، و لكن لم يستمر الحال طويلاً فجاك قران قريب الملك هرب منهم و عاد بعدها لينتقم و قلب الحكم عليهم و عمل محاكمة لكل المتسببين بإيذاء الناس فأعدموا و منهم كان بروم رولف و ألمر كوردل، كنت سعيدة لأنني شهدت ذلك الإعدام، فزوجي كان أحد المساهميين في الإنقلاب الأخير الذي جعل جاك قران ملكاً و قد كان شخصاً جيداً في الحقيقة، استطاع ان يغير حال المملكة للأفضل، فإلى اليوم لا تزال المملكة تتعافى من جراحها التي آلمت بها فإنقلابيين في أربع سنوات كان امراً صعباً.
اما بالنسبة لكرووتيلان فلم تعد هناك كرووتيلان تدمرت بالكامل و تشتت أهلها و تفرقوا في ارجاء المملكة منذ حكم دوقال، كنت لا ازال على اتصال بغربان الليل فقد تزوج بريندان اخيراً فالحرب الأخيرة سلبته حلمه هذا الى ان حققه اخيراً.
اما لونان فمن المضحك انه هو ايضاً تزوج و اصبح اباً منذ وقت ليس ببعيد.
ريجينالد بقي عازباً ليعيش بالقرب من والدته و ينتبه للونان فالبرغم من انه لم يعد صغيراً الا انه لا يزال طائشاً بعض الشئ.
اما روبارت فقد اصبح يعمل مع الملك الجديد و قد خطب فتاة نبيلة منذ وقت ليس ببعيد.
اما انا فقد تزوجت بالرغم من كل احلامي و آلامي السابقة فقد تزوجت، فدراقون الصغيزة الطائشة تزوجت بلرغم من انني خرت من الحرب الأخيرة بخسائر و لكن استطعت ان الملم نفسي من جديد كما ان زوجي استطاع ان يساعدني و يقف لجانبي، و وجوب اطفالي بقربي جعلني اكثر سعادة و راحة.
كنت انظر لطفلي بفخر و هما يلعبان أمام المدفئة، فلقد بلغا الخامسة اخيراً لقد كانا توأم غير متشابه فأحدهما كان بشعر أحمر و الآخر بشعر أشقر، كالدويل و إيليوس، و بينما بين يدي كانت ترقد إيلا الصغيرة و التي حملت الكثير من ملامح والدها الشعر الأسود و العينان الزرقاوتان ، الغريبتان اللتان أهيم بهما كثيراً.
فبعد المعركة الكبرى اصيب بلاك بجروح كبيرة لدرجة أنني ضننته ميتاً و لكنه لم يمت، فموت كالدويل الأخير جعلني يائسة في تلك اللحظة من نجاته، استطاعوا اسعافه سريعاً و تشافى من جروحة.
خرجنا من تلك المعركة منتصريين و لكن لم نكن بالفعل منتصريين فقد اختار مجلس الشيوخ دوقال حاكماً على ما تبقى من كروتييلان حاول ملاحقتنا و قتلنا انا و بلاك قام بسجننا بالفعل و لكن استطاعوا الغربان السود ان يخرجونا بالسر هربنا فكانت ذراعي جد بلاك السيد وايت، عشنا في تلك المقاطعة بهدوء و فتحناها للجميع و فقد انتقل اليها الكثير من الكرووتلانديين فقد كانت تشبه كرووتيلان الجديدة، حاولنا نصنع منها جنة للناس، كانت نبوءة تورا حقيقية، مات تورا و هو يظن ان نبوئته خاطئة و لكنها كانت حقيقية، فمن خلال مقاطعة وايت صنع بلاكسون ملاذ آمن للكرووتلانديين، و كما انه كان من المساهمين في الإنقلاب الأخير على ألمر كوردل لم أستطع ان اشارك في تلك المعركة فقد كان علي ان اعتني بأمور المقاطعة في غياب بلاك و ذلك بسبب كبر سن جده. لم أكت يوماً أنا الخائنة لقد كانت نانا هي من ساهمت في دمار كرووتيلان فهي في الحقيقة لم تكن دماؤها كرووتلاندية نقية، فتورا قد اختلط عليه الأمر هذا كل ما في الوضوع.
انتهى الأمر بخسائر مادية و بشرية لكل الأطراف و لكنه انتهى على خير ما يرام
فاليوم أعيش بسلام مع أبنائي و زوجي الذي لا يزال يعمل جاهداً ليحقق المزيد من السلام، فبلاك قد اعترف لي بحبه فمنذ المعركة الأخيرة قد ادركت حقيقة مشاعره، و اتمنى اخيراً في المستقبل ان يكون أبنائي كوالدهم يعملون بجد لحملون ليحققون السلام.
--------------------------
تمت بحمدلله في تاريخ ١٧/٦/٢٠١٧
انني سعيدة لأنني انهيت الرواية بطريقة اجدها مقنعة فالسعادة قد تأتي ببطئ و ليست بسرعة، و للعدالة ثمن باهض و لكن في النهاية الخير ينتصر و لو بعد حين.
كنتم سبباً في استمراري في الكتابة بعدما قررت ان اتوقف في لحظة ضعف و لكن الحاحكم و سؤالكم عني جعلني اعيد التفكير
فشكراً لكم لصبركم علي و تحملكم
ما رأيكم بالأحداث الأخيرة!؟
هل تجدوون النهاية مقنعة!؟
للتوضيح فقط::
لاحظت ان الأغلب قد اعترض على الجزء الأخير و شعروا بأنه كان مختصراً، و لتوضيح وجهة نظري و لكم حرية الموافقة او الإعتراض على وجهة نظري، فأنا لم اتسرع بالأحداث انما قصدت فعل ذلك، اخترت ان لا اقوم بحشو الرواية أكثر و التركيز على المضمون لا التفاصيل المحشوة فالتحدث عن الأحداث الماضية يعني ان اكتب عشرة فصول اخرى فيها الكثير من التفاصيل الغير مهمة، و ذلك لأن أغلبها لم تشهد عليها دراقون ، فقد ذكرت بأنها لم تشارك الإنقلاب الثاني مثلاً، و بالنسبة للزواج فهو لم يكن الحدث الأهم في الرواية لذلك لم اركز عليه فقد كانت مشاعر بلاكسون واضحة منذ البداية و اعترافه الأخير هو اكبر دليل دون ابتذال دون كلام كثير و بإختصار شديد، كنت قد ركزت على ابناء دراقون اكثر و الذين شعرت ان وجودهم اهم فهم على ما اعتقد يعبروون عن استقرار دراقون، فقد كان لا بد من وضع نهاية فالأهم قد انتهى من الأحداث ، فلو استمريت شعرت بأنني سأدور في حلقة لا متناهية و لذلك شعرت بأنني يجب ان اضع حداً بذلك الشكل، لم يكن مهماً كما شعرت مع الأحداث تفاصيل هروبها مع بلاكسون او زواجها انما الأهم من ذلك كله تفاصيل استقرارها و وصولها للسلام الذي كانت تحلم به.
اخبروني بآراؤكم و اقتراحاتكم في المستقبل
يمكنكم ان احببتم ان تعودوا لقراءة طفلتي الأولى تضحية
http://my.w.tt/UiNb/EZEcBxdB3D
و يمكنكم الإطلاع عل طفلتي الثالثة "نجمة و المخادع"
http://my.w.tt/UiNb/xmIK3n1F8D
أنت تقرأ
النار التي لا تنطفئ
Historical Fictionاللحظات الحلوة تمضي سريعاً ، و هذا درس قاسي تعلمته من الماضي ، ماضيي لم يكن الأفضل ، و لكني كنت احمل الأمل دائماً كالعقد في عنقي ، كان لي أخ كان هو كل عائلتي ، اصبح لي مستقبل و لكن لا احب ان اتحدث عن مستقبلي من دون ان اذكر ماضيي . #مسابقة_أفضل_كاتب_...