4 |الصديق الأقرب|

20.6K 1.7K 431
                                    

منعتني رسالة الواحدة ليلاً أن أكمل نومي ، من المؤكد أن تلك الفتاة أخطأت بالرقم ، لكن شعوري القوي أنها لن تخطئه أبداً حين ترسل رسالة كهذه..

ربما تكون مجرد عابثة ، لكن هناك بعض الصدق بكلماتها ، ربما تكون موجهة لدين لكنه أعطاني هذا الرقم بقوله أن صاحبه لا يحتاجه ،  ودين ليس من النوع الذي يتخلى عن أحد أرقامه من أجل فتاةٍ ما.

قذفت تلك الرسالة إلى مؤخرة رأسي ، تناسيتها أو ظننت أني أفعل.. لكن لا فائدة..  تقلبت مئة مرة على سريري ، أطلقت تنهيدة عميقة ونزلت للاسفل ، بدا المنزل ككتلة من الظلام لذا أظن أن دين نائم أيضاً.

خرجت للحديقة ، السماء صافية وبرودة الهواء تلفح جسدي ، الماء البارد في المسبح لسعني حالما لمسته ، استلقيت على الأرجوحة وبصري نحو السماء ، أنا أحد أولئك المجانين الذين يعدون النجوم...

ولأنسى تلك الرسالة ومحتواها بدأت أعدها واصطنع أشكالا بها ، لم أشعر لنفسي إلا وقد غفوت..

حلمت الكثير من الأحلام ،أغربها أني في صحراء ثلجية ، كان اللون الأبيض يكسو المكان وملابسي سوداء بالكامل.

حين استيقظت فكرت بكمية الأحلام وتفسيرها ، لم يكن الأمر يحتاج كثيراً ، تلك الأضغاث تراودني لأني أنام نومة متقطعة ، أما حلم الثلج ذاك لأني نائم في الحديقة في الجو البارد.

جررت جسدي نحو الأعلى بصعوبة ، أطرافي متجمدة تقريباً ، كانت السادسة صباحاً لذا لا فائدة من النوم ، استحممت وغيرت ملا بسي وقررت إعداد الفطور ، أنا لست متأكداً أن دين سعيد كونه لا يأكل بالمنزل أبداً.

وضعت الفطور على الطاولة  ، جلست في الصالة أنتظر استيقاظ دين ، يدي أخذت هاتفي لأقرأ ما كتبته مجدداً.

كانت غامضة..  بعض كلمات درويش التي تسلب العقل وترهقك باللامعنى التي تحمله ، وتشعرك بالغباء أمام ثقل معانيها ، أنا فقط لم أفهمها..  قرأتها مراتٍ عدة في مدة قليلة ، حاولت تحليل أحرفها !  فهم الشيفرة التي بها لكن لم أصل لنتيجة.

قاطعني صوت خطوات دين وهو ينزل على الدرج ، كنت قد قررت ألا أخبره لذا دسست هاتفي في جيبي وقلت "صباح الخير. "

"صباح الخير، أنت مستيقظ ؟"

"مازلت نائما. "

"جوابٌ سخيف. "

قال بينما يقلب عينيه لأقول بسخرية "سؤالٌ غبي .. وكما يقولون إن لم ترد أجوبة جارحة فلا تسأل أسئلة غبية. "

"أفضل الأجوبة الجارحة على أجوبتك السخيفة ليوناردو.. "

قال وهو يتجه للمطبخ ، لحقت به لأتناول فطوري ، كانت تعبيرات الصدمة واضحة على وجهه وتمتم باستغراب "أنا لم أتناول فطورا منزليا منذ زمن. "

Addicted | مدمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن