48 |حية بداخله|

8.8K 1K 138
                                    

كانت الساعة السادسة صباحاً هو الوقت الذي عدت به لشقتي ، الإرهاق والتعب، والحزن ربما استولوا علي لأقصى حد ..

خرجت من المصعد ووضعت سيجارة في فمي ، أشعلتها ليتسلل الدخان لرئتي ، عبثت بمفاتيحي أبحث عن مفتاح المنزل ، حالما وضعته في القفل وهممت بالدخول فتحت أسيل شقتها وقالت "ليوناردو .."

نظرت لها فقالت بلهفة "كيف حال ستيلا ؟ تركتها في المستشفى ؟"

"ستيلا بخير ، هي في مكان أفضل الآن .."

لم تفهم ما نطقت به ، اتسعت عيناها بعد لحظات وتمتمت "لا تقل هذا .."

لم أجبها ، فقط أحدق ببرود داخل عينيها ، تلك المجرة السوداء الممتدة للانهاية ، اقتربت مني واحتضنتني للمرة الثانية اليوم وهمست "أنا آسفة ، عزائي لك ."

لم أبدي أي ردة فعل ، شدت على عناقي بقوة لأحيط بها بيدي وأعانقها بدوري ، أحاول إخراج كل المشاعر السلبية من ذهني ، أحاول فقط أن أعيش هذه اللحظة بين ذراعيها وأنسى كل شيء.

ابتعدت عني ونظرت لعيني لتقول بشفقة "أنت لم تبكِ حتى!"

كانت صادقة بحق ، منذ غنيت كلماتي الأخيرة لستيلا لم أستطع ذرف دمعة واحدة ، فقط تحركت كجسد ميت وطلبت من الممرضين نقلها للبراد.

أومأت صامتاً فتنهدت وتابعت "أنت تظلم نفسك. "

"أنا سأدخل ، أنا مرهق حقاً. "

أومأت وتركتني ، فتحت باب منزلي ودخلت لأجد جاكسون نائما بغرفته ، ودين مستند على الأريكة ونائم بإرهاق.

كنت قد نسيت تماما أني طلبت منه المجيء لرؤيتي مساء ، هو أتى وظل ينتظرني حتى أرهق تماماً ونام جالساً!

سحبت غطاء من غرفتي ووضعته عليه ثم رميت بجسدي على سريري .

فتحت هاتفي لأجد رسالة من أسيل إلى رقمي السري .

من أسيل [لا تمزح معي..]

ابتسمت وسحبت وردة من الزهرية في الصالة ووضعتها أمام باب منزلها ، ثم دخلت ورددت

إلى أسيل [أنا لا اعبث ، أنا أعلم الكثير عنك حقا ، أعلم انك بقيت ساهرة البارحة حتى الصباح ، السهر لا يليق بك يا جميلة.]

من أسيل [قلت لك أن تتوقف عن مراقبتي بحق الله. ]

إلى أسيل [بالمناسبة ، تملكين شقة جميلة وتعيشين في بناء رائع ، الطابق الخامس والسبعون مبالغ به ، لكن مدخل منزلك جذاب. ]

حالما كتبت ذلك هي فتحت باب شقتها ، انتظرت للحظات ، حتى أرسلت
من أسيل [أنت تتغزل بمنزلي الآن ؟]

كتبت ساخرة ولم تلمح لوجود تلك الوردة ، ابتسمت ورددت

إلى أسيل [وما حب الديار شغفن قلبي ، ولكن حب من سكن الديارا]

Addicted | مدمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن