ريكاردو..
هو لم يكن مجرد اسم في حياتي ، ولا زميل زنزانة سجن قذرة ، ولا رجل عبر ومر..
في الأيام التي ابتعد بها دين عني ، لم نتواصل إلا عبر أسلاك الهاتف رميت بالسجن ، رميت لأجد ريكاردو أمامه ، شخصٌ بقلبِ صافِ وضحكة جميلة تجبرك أن تبتسم..
لم أتوقف عن كوني مدمن بعد أن عرفت ريكاردو ، لكنه غير الكثير من الأشياء بداخلي ، حين كنت أراسله ويحدثني عن معشوقته كنت أحسدها ، لأني كنت أشعر بكمية حب ريكاردو لها..
أتمنى لو أستطيع رؤيته الآن ، لو قلت له "وقعت بحب حبيبتك.. "
ماذا ستكون ردة فعله..
هو لم يكن مجرد شخص عابر ، وفكرة أنه قد مات ، لا أعلم كم مزقتني بالضبط..!
دخنت أكثر من نصف علبة السجائر بيدي ، أنفث الدخان لعلي أخرج كل شيء من عقلي..
هل كنت أحاول أن أخرج الفتاة التي راسلتني وجعلتني أحبها ، الجميلة التي أنقذتني من الموت البارحة ، أسيل التي جعلتني أعيش شعورا لم أجربه مع ستيلا.
أم كنت أحاول إخراج ستيلا وكلماتها من علقي ، ستيلا الفتاة الوحيدة التي تجعلني في لحظة واحدة أغير كل مشاعري ، وكلمة واحدة منها جعلتني أمقتها ، إذ علمت كم هي استغلالية لعينة فعلت كل شيء لأجل نفسها..!
وربما كنت أحاول أن أطرد أمي من عقلي ، أمي وزواجها الثاني ، فما ذنبي أنا إن مات والدي وأمي لا تحبني.. ؟؟
بقيت وحدي حتى حل الظلام ، مشيت صوب الطريق العام مبتعداً عن الغابة المعتمة ، ثم اتجهت صوب سيارتي ، قدت ببطءٍ شديد نحو المنزل .
فتحت الباب بمفتاحي ودخلت لأجد دين جالساً ، حالما دخلت هو انتفض واقفاً وقال بغضب "أين أنت بحق الله ؟"
نظرت لهاتفي لأجد أكثر من عشرين اتصالاً فائتاً ، تنهدت وقلت "في الأنحاء .."
كان صوتي خافتاً جداً وغير واضح ، عيناي محمرتان ومنتفختان .. اقترب مني ووضع يده على كتفي وقال "ما بك ؟"
"لا شيء مهم .."
أبعدت يده وجلست على الأريكة ، حين أكون متعباً أنا لا أستطيع التحدث مع دين أو مع غيره ، بعد كل ما حصل اليوم أردت فقط أن أصمت .
أرجعت رأسي للوراء لأتأمل سقف الغرفة ، تنهد وقال "أنت لست على طبيعتك .."
"لأن الحياة لا تحاول أن تكون طبيعيةً معي .."
قلت بسخرية ، وأنا مؤمنٌ بهذا ، عانيت بسبب سفري وابتعادي عن أصدقائي ، موت أبي ، ابتعاد أمي عني ، تعاطي المخدرات ، حبيبتي التي لا تحبني ، حتى حين عدت للوطن محاولاً إنهاء كل شيء فلحقت بي ستيلا ، وظهرت أسيل من العدم ، تعبت حقاً .. في الفترة الأخيرة أنا بحاجة لألتقط أنفاسي ، وألملم شتات نفسي ، خصوصاً بعد أن عرفت بموت ريكاردو .
أنت تقرأ
Addicted | مدمن
Romanceهي سقطت كورقة خريفٍ ميتة لا يراها أحد ولا يلتفت للونها أحد..! "أحبك بحجم قذارة هذا العالم ." مدمن.. "ليوناردو رادكليف" R.M