35 |نجمتان.. وربما أكثر|

9.6K 1.1K 153
                                    

بعد مرور شهر
Leonardo's P.O.V

يصعب على شخص مثلي التأقلم مع حياة جديدة بعيدة عن دين ، أو بطريقة مختلفة عما اعتدت عليه.

أستيقظ كل يوم صباحا لأعد الفطور ، آكل مع جاكسون ثم نتوجه أنا وهو للجامعة ، ونوصل أسيل بطريقنا لعملها الأول.

نعود في الظهيرة ليعد جاكسون الغداء ، ثم يخرج ثلاثتنا مجددا نحو النادي الرياضي ، أتدرب أنا وأسبح سباحة حرة ، وجاكسون سباحة الفراشة ، على الرغم أن كلانا لم يتأهل بالمسابقة.

أعود من النادي لأوصل أسيل لمنزلها ثم جاكسون لعمله في شركة دين ، وأذهب لعملي.

مساء كل يوم يعود جاكسون ودين ، نسهر معا حتى ننام نحن ويرجع دين لمنزله ، ليبدأ يوم جديد بالروتين نفسه.

عرفت عن أسيل في شهر أكثر مما كنت أعرف ، عرفت الكثير حقا ، واليوم بعد مرور شهر أفتح عيناي على قرار توجب علي اتخاذه منذ مدة.. أن أكون من يتقرب!

أمسكت هاتفي ونقرت بيدي كاتبا رسالتي الأولى

[يقولون أن لكل وجهٍ شاردٍ قلبا يحن..
وأنت يا سيدتي شاردة الوجه دوما باهتة الملامح ، أعلم أنك تحنين ، أعلم كم تحنين لأشياء مضت.
تؤمنين أن ما مضى لن يعود ، وتبكين على أشياء لن تعود.
تؤمنين أنه سيمر كل مر..
لكن حتى وإن مر ، لا تستطيعين نسيانه أو تجاوزه.
وأنا أقول كما يقول محمود درويش "أما رأيتم شاردا عيناه نجمتان؟"

تشردين كثيرا ، وعيناك تلمع ببريق حزن مؤلم.
عيناك السوداوتين قصيدة أنا لا أقوى على كتابتها ، وأخاف منها.

عيناك كما قال درويش ، نجمتان.. أو ربما أكثر.]

فكرت عدة مرات للمرة الأخيرة قبل أن أرسل رسالتي من رقمي السري الذي طلبته من الشركة خصيصا حتى لا يعرف أحد أني مالكه.

ابتسمت وضغطت زر الإرسال ، لا مجال للتراجع الآن ، إن اعترفت لأسيل لن تقبل بي ، وأنا لن أبني علاقتي على كذب ، سأخبرها بكل شيء عرفته وكيف عرفته.
لكن كوني ليوناردو رادكليف الفتى المهووس بالاختلاف ومتقن لغة الجسد للحد الذي لم يصل به احد بعمري ، أنا قررت أني سأجعل الأمر مميزا.

أسيل ستعلم كل شيء ، لكن بطريقتي الخاصة!!

ستعرفني بنفس طريقة معرفتي بها، هذا كل ما أملكه لها..

قرأت رسالتي من جديد وأنا أهمس "عيناك نجمتان أو ربما أكثر ، عيناك مجرة بأكملها! "

ضحكت بسخافة على نفسي ، ها أنا أصنع نقطة تحول في حياتي بلا عودة ، ثم نهضت وصنعت لنا الفطور ، كنت أعبث بهاتفي ريثما استيقظ جاكسون ، نظر لي وقال "كيف حالك ؟"

"صباح الخير جاكسون ، كنت أنتظرك لنتناول الفطور معا. "

كنا نتناول فطوراً صامتاً ، بدا لي شارداً ، ويفكر بشيء بعيد ، تنهدت وقلت "أنت تفتقد عائلتك. "

Addicted | مدمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن