Addicted | مدمن

39 |عادت إليه|

يزعجني جداً عندما يحاول أحدهم أن يضايقني ، أو أن يعاقبني على أمورٍ لم أقوم بها ، أن يبني حياتي القادمة على استنتاجات استخرجها بنفسه ، مع ثقةٍ مبالغة بذكائه الشديد .

كان هذا تماماً ما فعله مدير جامعتنا ، هذا الشيء الذي جعلني أتركهم لوحدهم على العشاء وأجلس على شرفة المطعم ، حكيت لدين بعض حديثنا ، لم أخبره بالتفاصيل ، دين يخاف علي جداً ، ولو عرف كل ما قاله المدير لتوجس كثيراً ، ليس من فكرة طردي وحسب ، بل أنني من الممكن أن أسجن أيضاً .

لذا أخبرته أن المدير يعرف بعض الأشياء ضدي ، وأنه من الحتمل أن يطردني من الجامعة ، كانت في عينيه نظرةٌ غريبة ، جعلتني أدرك أنه يخاف علي ، لكن بنفس الوقت مستعد أن يدفع من ثروته ليضعني في جامعةٍ أفضل بكثير .

تنهد وقال "ستكون الأمور بخير ."

"لندخل صديقي .."

دخلنا معاً ، نظرت لي أسيل وقالت "بحق الله ، أنت أتيت لتجلس وحدك ؟"

"كنت أدخن ، أعلم أن سمر مصابةٌ بالربو ."

كذبت في نصف الكلام ، في الحقيقة أردت أن أكون وحدي ، لم أخرج لأجل سمر فأنا أدخن منذ اجتمعنا ، لكنه كان سبباً بأي حال .

نظرت لي سمر وقالت " أعلم أنك تدخن لكن لم أعلم أنك مدمن."

"ليس من الضروري أن تعلمي ."

هززت كتفي بغير اكتراث ، فقالت باستنكار "كيف علمت أني مصابةٌ بالربو ؟"

"أنا أعلم وحسب، أنا دائماً أعلم ."

ضحك جاكسون وقال "هو فقط يعرف ، دائماً يعرف ، ولا يمكنني أن أعرف كيف يعرف ."

نظرت لدين وابتسم كلانا فقالت راشيل "بحق الله ، ماذا تخبؤون ؟"

استئذنت أسيل وذهبت لدورة المياه بينما سمعت رنين هاتفي فأظهرت تعبيرات استغراب ، لا أحد من الممكن أن يراسلني إلا جاكسون أو راشيل أو دين ، وثلاثتهم معي ، توقعت أن تكون أسيل لكني تذكرت أني أنهيت صلاحية رقم ريكاردو وأن هاتفها على الطاولة بأي حال .

فتحت هاتفي لأجد رسالة من البنك تعلن أن رصيدي متناقصٌ بشكلٍ كبير جداً ، كان هذا بسبب شرائي للمنزل ثم القيام ببعض التصليحات لسيارتي ، تنهدت وتجاهلت الرسالة لأفتح محادثة أسيل وأكتب لها ..

إلى أسيل [ليتك تعلمين كم أحب اللون الرمادي ، والآن أحببته أكثر ، إنه يليق بك .]

أغلقت هاتفي وقالت سمر بسخرية "لا بد أنها رسالة مزعجة ."

"إنها من البنك ، هم ينبهوني لأني سحبت الكثير من الأموال من رصيدي ."

عادت أسيل وجلست معنا ، واصلنا سهرةً ممتعة كنت فيها شارداً قليلاً ، أنا لا أريد أن أخسرهم فقط لأن شخصاً أحمقاً يظن بي أشياء ربما فعلتها ، لكن ليس الآن بل منذ زمنٍ بعيدٍ جداً .