41 |شيءٌ ما يتغير|

8.6K 1K 47
                                    

"وضعنا لها خافض حرارة ووضعناها تحت المراقبة ." 

قالها الطبيب بهدوء وشكرته أسيل ليمضي متابعاً عمله ، نظرت لي وقالت "أنت مجنون حقاً ." 

"أنا أكره الأطباء أسيل ، لا يمكنني التعامل معهم ." 

قلبت عينيها وتمتمت بملل "أعلم.. محتالون في معاطف بيضاء يظنون أنهم الأذكى في المكان دوماً وهم فعلياً ليسوا كذلك ." (مقتبس)

كررت جملتي بشكلٍ آني ، هي حفظتها لأني كررتها كثيراً ، ابتسمت وأومأت بهدوء فضحكت . 

رنين هاتفي أعلن اتصالاً من جاكسون ، رددت عليه فأتاني صوته "أين أنت ؟ لم تعد للآن ؟" 

"أنا في المستشفى ، سأرسل لك العنوان ، أيمكنك أن تأتي ؟" 

"هل أنت بخير؟ أسيل بخير ؟" 

سأل بقلق فأجبته "كلانا بخير ، تعال وسأشرح كل شيء حسناً ؟" 

نظرت لي وقالت "لم طلبت قدومه ؟" 

"ليعيدك للمنزل ." 

أرادت أن تعترض لكنها صمتت لأن نظراتي الجدية لم تكن توحي أني في مزاج جيد لسماع اعتراضها ، جلسنا في الممر بصمت ، كان المكان هادئاً ، لكنه لا يبعث على الراحة أبداً . 

بعد أقل من ربع ساعة وصل جاكسون ، رأيته يركض نحونا ويقول بقلق  "بحق الله ما الأمر ؟" 

"آسف جاكسون ، هل يمكنك أن تأخذ سيارتي وتعيد أسيل للمنزل ؟" 

"من المريض ؟" 

"ستيلا .." 

عبس عندما قلتها ، صمت لحظة يتذكر الاسم ثم أظهر تعبيراً مقيتاً على وجهه وقال "تلك الفتاة الجامحة صاحبة الوشوم ." 

"أجل .." 

أجابته أسيل فأطلق (أوه) بسيطة بين شفتيه ثم قال لي بحدة "أنا أكرهها ، هي أرعبت راشيل جداً ." 

عبثت بشعري بعصبية وقلت "كون حبيبتك حمقاء وتخاف من نظرة فقط لا يعني أنها آذتها أو أرعبتها ." 

"أنت تدافع عنها الآن ؟" 

"جاكسون .. لا تتكلم عن شخصٍ لا تعرفه ، وأنا لا أدافع عنها ، أنا لا أطيقها حسناً ؟" 

بدأت نبرة صوتي تعلو ، يمكنني القول بنفسي أن تلك علامة لا إرادية للكذب ، مما يجعلني أتساءل هل أنا لا أطيقها فعلا ، سحبت أسيل حقيبتها من على الكرسي متداركةً الوضع قبل أن يشب شجار بيني وبين جاكسون وقالت "إذاً .. هيا لتوصلني جاك ، لدي عمل في الغد وعلي أن أستيقظ باكراً ." 

رميت له المفتاح ليلتقطه ويغادر ، دخلت غرفة ستيلا المستلقية على السرير ، رميت بجسدي على الأريكة وبقيت معها  .. 

صحيح أني أكره الأطباء ، وأكره المستشفيات ، وفعلياً بت أكره ستيلا قليلاً .  

لكن حين أدخل غرفة مريض وأجده مستلقٍ لوحده دون أن يكون أحدهم بجانبه أنا أشتم كل معارفه لا إرادياً ، كنت أعلم أني الوحيد الذي تعرفه ستيلا في فرنسا ، بالتالي علي أن أكون معها ، وأبقى بجانبها . 

Addicted | مدمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن