1 |الصديق القديم|

52.6K 2.5K 913
                                    

"الرجاء من ركاب الطائرة السابعة المتجهة للندن أن ينهوا أوراقهم الأخيرة ، تنطلق الرحلة بعد خمس عشرة دقيقة."

الصوت الذي انتشر في أرجاء المطار أيقظني من شرودي الطويل ، كنت قد أنهيت كافة الإجراءات مسبقاً ، سلمت حقيبتي وأغراضي ولم يتبق إلا جواز سفري بيدي.

طبعت رقمه واتصل به منتظراً الإجابة، انتظرت فترةً أفقدتني الأمل وهممت لأغلق الخط لكن صوته الحاد أتاني "هل علي أن أسجل تاريخ اليوم أن صديقي القديم اتصل بي ؟"

"لماذا تلقي علي اللوم دائماً أني لا أتصل ، أولست لا تفعل ؟"

سألته ساخراً وشعرت بابتسامته عبر الهاتف لأبتسم وأتابع "أنا قادم .. نحو لندن ."

"ستعود للوطن؟"

"لم أكن يوماً شخصاً متعلقاً بفكرة الوطن أو العودة له، لكني أظنه السبيل الوحيد للهرب من واقعي هنا.."

"أمازلت.. ؟"

صمت ولم يتابع كلامه، لم يكن سؤاله كاملاً لكني فهمته وأجبت على الفور "لقد توقفت عن التعاطي ، لكني سئمت كوني ذلك المدمن! أريد بدايةً جديدة ، طائرتي بعد ربع ساعة. "

تنهد وسأل "توقفت عن التعاطي.. فجأة أم بشكلٍ تدريجي؟"

"في الواقع فجأة.. "

كنت أعرف أنه سيغضب علي لضرر هذا الأمر، بل سينفجر غضباً ويبدأ بمحاضرته التي لا أريد أن أصدع رأسي بها فقلت سريعاً "أريدك أن تؤمن لي مكاناً أنام به في الأسبوع الأول . "

"سيكون منزلي موجوداً لأجلك في أي وقتٍ تريده ، آسفٌ يا صاح ، لن أكون قادراً على اصطحابك من المطار فلدي اجتماع مهم في الشركة وقد قطعته لاتصالك المفاجئ بي، سأرسل لك من يأخذك ، بالطبع سيارات شركتنا حمراء اللون ستكون مميزة بالنسبة لك.. "

"آسف لتعطيلك ، شكراً دين "

"سأتطلع لأسمع ما لديك من حكايات. "

هو قال وشعرت بابتسامته مجدداً، ودعته إلى لقاءٍ قريب وأغلقنا الخط ، وما لبثت أن تنفست الصعداء كوني حللت المشكلة الأكبر.

يظن دين أني عائدٌ للوطن، لكني أشعر أني مغادرٌ إلى المجهول، لا أعلم ما ستحمله لي المدينة القديمة ، ولا أستطيع البقاء هنا فقد سئمت كوني ذلك الشخص المدمن... المؤذي لكل من حوله ، ذهابي الآن قد يغير الكثير ، وربما .. فقط ربما .. قد يجعلني شخصا أفضل .

رنين هاتفي مجدداً قاطع شرودي المطول ، نظرت للرقم أفكر إن كان علي أن أجيب ، ولكني لم أكن مستعداً لجلب المزيد من المشاكل لنفسي ، أنا قد قطعت وعداً ألا أكون الشخص الذي كنته سابقاً.

سأعود للمدينة القديمة، وسأعود الشخص القديم.. يجب أن يحدث هذا..

حين توقف هاتفي عن الرنين كان علي أن اتخذ خطوةً صعبة ، نزعت رقمي من الهاتف وكسرته ، في طريقي نحو طائرتي كنت قد رميت بطاقة الرقم المكسورة في سلة القمامة.

Addicted | مدمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن