25 |مدمنٌ مجدداً|

10.6K 1.2K 248
                                    

"أهلاً أمي .."

قلتها بجمود لتقول ساخرة "استغرقت وقتاً طويلاً لترد .."

صوتها أعاد لي الكثير والكثير من الذكريات لأقول بصراحة "كوني ممتنة أني فعلت ، لم أكن أنوي أن أرد على أي حال ."

"أنت حقودٌ جداً ليوناردو .."

"أوه حقاً .. ؟ أنت من رباني بأي حال ."

من أي ناحية نظرت للأمر أنا كنت أستفزها بشكلٍ كبير ، لا أدري كيف امتلكت القوة على فعل هذا في وضعي المتعب الذي كنت به ، لكني لم أكن أريد أن أضعف أبداً ..

"سمعت أنك توقفت عن التعاطي .."

"أجل ..؟"

"ألن تعود لفرنسا ..؟"

"أنت تطلبين عودتي بعد أن توقفت ؟ أنت تخليتِ عني حين كنت هناك .. وتسمين نفسك أماً؟"

شددت على حروف كلمتي الأخيرة ، أمي لم تعتبرني يوماً كعائلةٍ لها ، هي من أنجبني ، لكني بالنسبة لها كنت ابن زوجها الذي تعشقه ، وبموت زوجها أظن أني لم أعد أعني الكثير ربما ..!

ضحكت وأجابت "أنا أمك فعلاً .."

"أجل ، في هويتي وأوراقي الثبوتية وليس في مكانٍ آخر ."

"أنا سأتزوج .."

هي نطقت لتهز بداخلي بنيان صمودٍ كنت أحاول المحافظة عليه ، هي نطقت لتدمرني لأبعد الحدود .

"مباركٌ لك .."

أجبتها مدعياً الثبات لتتابع "أردت إخبارك إن كنت تنوي أن تأتي لتحضر زفافي ."

"لا .. لدي امتحانات في الواقع ، وبأي حال لم آكن سآتي ."

ضحكت مجدداً وقالت "لا يهم .. سأدعوك ، بالمناسبة أخذت رقمك من حبيبتك ستيلا ."

"هي حبيبتي السابقة ، وشكراً لاتصالك ، إن احتجتِ لي بأي شيء فرقمي معك الآن ."

صمتت للحظة ثم قالت "بالمناسبة .. حين أخذت رقمك من ستيلا استغربت أنك تستعمل رقم شخصٍ آخر ."

"لم أفهم .."

"الرقم مدونٌ لدي سابقاً ، لا أذكر من هو صاحبه بالضبط ."

(يعني هي أخدت الرقم الجديد من ستيلا ولقتو مسجل باسم عندها عالجوال ، بالتالي هي بتعرف صاحبو)

تسارعت ضربات قلبي وسألت "من هو ؟"

كنت أنتظر بفارغ الصبر أن تنطق الاسم ، كنت أنتظرها أن تخبرني ، وليتها لم تفعل ، هي حطمت قلبي لمئة جزء ، كسرتني تماماً ، لم أشعر أن قلبي زجاجياً حتى اللحظة التي نطقت بها تلك الكلمة ..!

"ريكاردو ريد."

"لنتحدث من وقتٍ لآخر .."

أغلقت الخط بوجهها لأشعر بانقباضٍ حادٍ في قلبي ، شعرت أنه يتمزق لأشلاء ، وأني لا أستطيع السيطرة على تنفسي ، رميت برأسي على المقود وصرخت بأعلى صوتي ، صرخت حتى تقطعت حبالي الصوتية .

Addicted | مدمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن