20 |مركزٌ رياضي|

11.8K 1.2K 250
                                    

كنت قد اتفقت مع جاكسون أن نلتقي بعد ساعة قضيتها في غرفتي ، كنت مازلت بملابسي التي أرتديها صباحاً.

لبست سترتي للوقاية من برودة الجو الذي ينذر بشتاء قارص، ونزلت لأجد آدم جالساً على وضعه السابق ، لم تكن أي سمة من سمات الندم واضحة عليه ، تنهدت وسحبت مفاتيح سيارتي وخرجت دون أن أسلم عليه ، وجدت دين في الحديقة يركن سيارته .

"كيف حالك ؟"

نظر لي وخرج من السيارة ليقول بانزعاج "هل يمكنك أن تعد كم مخالفة سببت لي ؟"

هو قال يذكرني بأخذ  سيارته ريثما يرمي لي ورقة وصلته من إدارة المرور ، نظرت للرقم النهائي ، لا أنكر أنه كان كبيراً..

تنهدت وقلت "أنا سأعوضك. "

"أنا لا تهمني النقود ، فلتذهب النقود والمخالفات وحتى السيارة للجحيم ، أنت لا تتخيل مدى سعادتي بعد أن رأيت تلك الورقة وأنت عدت على قيد الحياة ، بتلك السرعة حادث واحد كفيل بإنهاء حياتك. "

"هي ليست شيئاً مهماً على أي حال. "

تمتمت بصوتٍ خافت لكنه سمعني لأشعر بقبضته القوية تضرب وجهي بلكمةٍ غاضبة وصوته كهزيم الرعد يهز أركان المكان "لا تعامل حياتك باستصغارٍ أبداً ، أنت مهم ليونارد ، مهمٌ جداً ، وأنا لن أسامحك إن قلت هذه الكلمة مجدداً أبدا ..."

قال ودخل للمنزل ، انتبهت أن دين قال أن تذهب سيارته للجحيم في سبيل أن أكون بخير ، انتبهت أنه غضب لأني تكلمت عن حياتي وكأنها حياته ، وفي النهاية لاحظت أنه ناداني ليونارد.

صورة ليونارد توأم دين قفزت لذهني مجدداً ، ربما بعد ذهابه ، أنا الوحيد ااذي أستطيع تعويضه ، أنا لا أشارك دين الدم ولا الوجه ، لكني أشاركه كل الروابط الأخرى.

شعرت مجدداً بانقباض قلبي ، ذلك الشعور الأليم أنك تتذكر أحدهم ، تسترجع الذكريات ، تراها كفيلم تتمنى أن تحياه مرة أخرى ، أتمنى لو أستطيع العودة لتلك الأيام ، تلك اللحظات في أول أيام مراهقتي وآخر طفولتي التي كنت أجلس فيها مع دين وليونارد لتأخذنا الأحاديث.

وأعود للمنزل مرهقا ، أنام في حضن أبي ، أغفو على احلامي ، أستيقظ بابتسامة أكبر من التي نمت بها. 

تراءت لي صورة ليونارد بالأنحاء ، لا أنكر أنها حفزت دموعي على الانهمار ، لكني أوقفتها ، أنا عزمت مسبقاً ألا أبكي أبداً عند تذكر ليونارد لأجل توأمه ، ربما هو قد مات ، لكن أنا يجب أن أكون قوياً لأجل نصفه الآخر الذي مازال على قيد الحياة . 

غادرت المنزل بسيارتي التي أهداني إياها دين والتي أزداد عشقاً لها يوماً بعد يوم ، لا أدري لم طلبت رؤية جاكسون ، لكني لم أكن مستعداً لأبقى دقيقةً أخرى برفقة آدم . 

أنا لم أخطئ بالحكم على آدم ، أنا لم أخطئ يوماً بقراءة إنسان وأملك ثقةً حادةً بنفسي بهذا الأمر ! هو أناني للحد البعيد ، حين كان يناقشني لم يكن يمثل أنه سيء ، لم يكن يكذب ، كل ما قاله كان حقيقة ، هو لم يكن يعنيه أي شيء له علاقة بجاكسون ، ولم يشعر بالذنب قط ! 

Addicted | مدمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن