40 |نقطة من اللاعودة|

9K 1K 70
                                    

"بحق الله ، احملها ليوناردو ." 

صرخت أسيل بوجهي لتوقظني من شرودي ، لتقطع نظرتي لستيلا الساقطة على الأرض ، وأنا لم أرها هكذا أبداً !! 

حملتها بذراعين مرتجفين ، بينما أسيل فتحت باب شقتها ، أشارت لي لأضعها على السرير وغطتها جيداً ، لمست رأسها وهمست "ساخنة ، لا بد أنها حمى قوية ."

رمت سترتها الجلدية على الأريكة وانطلقت نحو المطبخ ، لحظات فقط وعادت وهي تحمل بيدها مياه باردة وقطعة قماشية ، وبدأت تضع لها الكمادات ، وتعتني بها ، وكأنها تهمها حقا.

أشارت لي وقالت "اجلس .." 

شابكت أصابع يدي وحدقت بستيلا المستلقية على السرير ، أو ربما كنت أحدق في الفراغ الذي يرسم لي صور الماضي ، وصورةً لنفسي ، لشخصٍ لا أعرفه أنا الآن. .

أريد الابتعاد عن ستيلا ، ألا أقترب منها ، ولا أساعدها أبداً ، لا أريد أن أكون حبيباً أو صديقاً سابقاً وفياً ، لم أرد أن أكون لها كتفاً تستند عليه ، ولا ملجأً تلتجئ له  . 

لكن بنفس الوقت لم أستطع ، لم أستطع تركها مرميةٌ أمامي دون أن ٍأساعدها ، ربما هي إنسانيتي التي حركتني ، فلم أستطع ترك جريح دون أن أساعده . 
وربما لأن أسيل أيقظتني من شرودي وحسب.

نظرت لها وقلت "لم تساعدينها ؟ أنت لا تعرفينها ." 

"هذا لا يهم .." 

قالت وهي تضع القماشة البيضاء المبللة بالماء البارد على وجهها الأحمر ، ابتسمت وقلت ساخراً "أنا أعرفها ، ولم أساعدها .." 

"لكنك لم تتركها ، كنت خائفاً عليها .." 

نظرت لي وقالت "أنت كاذبٌ فاشل ، فقط كنت تقول لها أنك لن تساعدها أبداً مهما فعلت ، لكن حين وقعت ارتجفت تماماً ." 

"لا تحاولي قراءتي أسيل، لن تستطيعي فعل ذلك أبداً." 

"آسفة ليو .." 

تنهدت وقالت "إن لم تنخفض حرارتها في نصف ساعة سننقلها للمستشفى ." 

"أسيل .." 

نظرت لي وقالت "ما الأمر ؟" 

لم أتكلم ، فقط شردت مجدداً ، عيناها تلمع ، في منزلها الشبه مظلم ، شعرت أن ذلك السواد بعينيها يمتد إلى أفقٍ بعيدة ، وأنها عميقة للغاية ، عند الكون ، والمجرات كلها ! 

"ما الأمر ليو ؟" 

تنهدت وقلت "شكراً لأنك توقعين نفسك بمشاكلي ." 

"مشاكلك ؟ بحق الله لا تمزح .." 

صمتت لحظة ثم قالت "من هي ؟" 

توقعت سؤالاً كهذا ، فهي فضوليةٌ جداً ، تنهدت وأنا أنظر من النافذة وقلت "كانت أحد أصدقائي في فرنسا ." 

Addicted | مدمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن