"اسمح لي ، أنا يجب أن أغادر ."
قلتها للمحاضر الذي نظر لي بصدمة لا تقل عن صدمة جاكسون وبقية الطلاب ، أنا لم أنتظر رده لأخرج من القاعة ،استقليت سيارة أجرة لأعود للمنزل لأجلب سيارتي ركبتها وقدت بأقصى سرعة نحو الجسر قرب الجامعة ، لأجدها هناك ، شعرها الأسود يتطاير بحرية مع الهواء العليل ..
تمنيت من أعماقي لو أقترب منها وأخبرها بكل شيء ، لو أقول لها أني أقع بحبها يوماً وراء يوم ، وأني خائفٌ من هذا الحب ، خائفٌ منه فلا أعلم من أين أتى.. !!
لكني لا أريد أن أحطمها ، كونها ذكرت اسمي في رسالتها حطمني أنا أكثر ..
فتحت هاتفي وقرأت مجدداً لأشعر بارتجافٍ شديد ، كيف لها أن تكون قاسية وتقول لها هذا ، كيف لها أن تقول أني كلما أبتسم تزداد هي به عشقاً ..
وما ذنبي أنا ؟ ما ذنبي سوى أني أحمق كبير لا يعرف إلا أن يكون دوماً الحب الثاني !
كان الجو بارداً للغاية ، فكنا في أوائل ديسمبر ، ديسمبر حيث تنتهي كل الأحلام كما تقول أثير .
استجمعت شجاعتي واقتربت منها ..
وضعت سترتي الجلدية على كتفها وهمست "الجو بارد ."
انتفضت ونظرت لي وقالت "ليوناردو .. لقد أرعبتني ."
ابتسمت لها ، كانت ابتسامةً مؤلمة لم تكن لتشعر بها بأي حال .
"آسف ، لم أكن أقصد ."
شدت السترة على جسدها وهي ترتجف وقالت "ما الذي جاء بك إلى هنا ؟"
"أدرس قريباً من هنا ، توقعت أنها أنت من بعيد ، الجو بارد ، البسي أسمك في المرة القادمة ."
هي أومأت وقالت "أنت محق .. "
"أنت ماذا تفعلين هنا ؟"
نظرت لي ، بعينيها السوداوتين اللتان تحملان بداخلهما جمال كل النجوم التي أعدها كل يوم ، والتي لا أفهم عنها شيئاً ، عرفت الكثير من نظرتها ، الكثير جداً ..
"لا شيء .."
هي قالت ، لأعلم أنها تفعل هنا كل شيء ، تتذكر ، تتحسر ، تبكي ، وكل الأمور المؤلمة الأخرى التي يقوم بها أولئك المشتاقون ..
وضعت قبعتي الصوفية الرمادية على رأسها لتخبئ مقدمة شعرها الأسود وقلت "عيناكِ مجرة .." همست
رميت كلمتي ومضيت نحو سيارتي والبرد يلفح جسدي ، وأستقبله بصدرٍ رحب ، لا أعلم لم قلت لها ، لم أخبرتها عن عشقي لعينيها .. لا أعرف حقاً .
نطقت تلك الكلمة سابقاً حين كانت هي في حالة اللاوعي ، ركبت سيارتي وقدت بأقصى سرعة ، نحو مكانٍ بعيد لا أعرف أين هو ، ولا يهمني في الواقع ..
أنت تقرأ
Addicted | مدمن
Romanceهي سقطت كورقة خريفٍ ميتة لا يراها أحد ولا يلتفت للونها أحد..! "أحبك بحجم قذارة هذا العالم ." مدمن.. "ليوناردو رادكليف" R.M