47 |جراح|

9K 1K 155
                                    

ماذا أفعل ، وقد حكيت لها معظم الذكريات التي تشاركناها ، حكيت لها الكثير من الأمور ، ستيلا بنظر أي شخص مجرد مهربة مخدرات لعينة كانت تعطيني حبوبي ، لكننا تشاركنا كل الذكريات التي تشاركها الأحباء !

كنت أشعر بتلك الغصة بداخلي تخنقني يوماً وراء يوم ، أطلقت تنهيدة في تلك اللحظة التي شعرت بها أني لم أعد قادراً على التنفس ، كنت أتمنى لو أفتح النافذة وأجعل الهواء البارد يصطدم بوجهي ، أدخن حتى أموت ربما ، لكني لم أفعل ، لم أرد أن أترك يدها ولا لحظة ..

مسحت بإبهامي على يدها ، لم تستجب لي أبداً ، الساعة قاربت على الرابعة صباحاً ، الشمس ستشرق قريباً ، ستيلا لم تستيقط ، ذلك الصوت الذي يصدر من الجهاز هو الوحيد الدال أنها على قيد الحياة ، أنا بجانبها منذ ساعاتٍ طويلة ، التعب استولى على جسدي الذي لم ينل قسطاً من النوم ولا من الطعام ، لكني لا أستطيع النهوض أبداً ..

"كان برج إيفل أحد الأماكن المفضلة لدي في فرنسا ، لكنك كنت تكرهينه ، كنت ترين بأن الناس تذهب إليه للاسبب ، وأذكر حين شتمتي بصوتٍ عالٍ "برج إيفل ليس سوى كومة من الخردة فوق بعضها البعض."

يومها لفتي أنظار الجميع إلينا ، نظروا لك بازدراء فبرأيهم لا يحق لك قول هذا ، وبرأيك لك حرية قول ما تريدين ، سحبتك من يدك ومشينا ، كنت حاداً معك لأني لاحظت أحد الشرطة ينظر لك ولم يكن ينوي أن يمرر أمر شتم آثار وطنه على خير ، صرختِ بوجهي لأني فعلت ذلك ، لم تعتادي حدتي معك ، لم تعتادي قسوتي ، أنا شخصٌ باردٌ بطبيعتي وأحياناً هادئٌ وصامت بشكلٍ مستفز ، ولكني لست حاداً ، لذا حين تعاملت معك بحدة تشاجرنا بصوتٍ عالٍ جداً حتى أن بعض الأشخاص في الأبنية المجاورة نظروا لنا من نوافذهم ..

في النهاية أنا فكرت ماذا لو كنتِ مع دين ؟ ماذا لو كان دين مكاني وأنت حبيبته ؟ التفكير بحد ذاته غبي فدين مهما ساءت به الحياة لن يكون مدمناً لعيناً مثلي ، لكني فكرت بذلك فقط ، لو بدأت تتواعدين مع دين ودخلتم في علاقة جدية لا أظنها ستسمر لأكثر من يوم ..

كونه يتحمل مسؤولية دوماً ، وكونه في منصبٍ عالٍ وقائد لكثير من الأموال في سنٍ صغير جعل هذا منه شخصاً حاداً ، وأنت لا تطيقين أي أحدٍ يتعامل معك بحدة ..

أنا آسف حقاً ستيلا ، آسف حقاً لأني كنت حاداً معك يومها .."

قلتها وتساقطت دموعي لأول مرة هذا اليوم ، حين نتعامل مع الأشخاص بطريقة لعينة يغيب عن ذهننا تماماً أننا قد نفقدهم في أي لحظة ، نرمي بكلماتنا بقسوة ، نصنع شجارات كبيرة على أشياء تافهة ونتركها معلقةً لأيام ، ولا نفكر أن ذلك الشخص قد يموت بأي لحظة ..

وحين نشعر بأنه سيفارق الحياة ، تفتح أعيننا فجأة ، نفهم بأن كل شيء ليس سوى سخافة ، أن هذه الحياة قصيرة جداً ، وأنهم سيموتون بأي وقت ..

Addicted | مدمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن