"صباح الخير جاكسون .."
قلتها لجاكسون بعد أن ارتديت ملابس عملي وحملت الكعكة لأوصلها لهم قبل ذهابي للعمل ، هو نظر لي وقال "صباح الخير أسيل ."
"هذه .. أعدتها أمي لكم ، كونكم انتقلتم حديثاً ."
هو أخذها مني وقال "شكراً لك حقاً ، أنت تعيشين مع أمك ؟ لم أرها !"
"أعيش وحدي ، كانت في زيارةٍ عندي لعدة أيام وصنعت الكعكة لكم ، هي غادرت اليوم ."
أومأ بتفهم وسمعت صوت ليوناردو يقول من الداخل "من على الباب دين ؟"
استغربت اسم دين ، لم أعلم أن هناك شخصاً ثالثاً يعيش معهم ، هو اقترب منا وقال ريثما يحك رأسه "من هناك جاكسون ؟"
انبته لي فابتسم وقال "أوه.. صباح الخير أسيل ."
"صباح الخير ليوناردو ، كيف حالك ؟"
"بأحسن حال ، أنت مغادرة ؟"
أومأت بملل وقلت "لدي عملٌ قبل الظهر ، في مدرسة وسط المدينة ."
هو لاحظ الملل على وجهي وابتسم ، ليوناردو يملك نظرةً غريبة للناس ، حين أتحدث معه لا أشعر أني أناقشه ، بل أشعر وكأني في منافسة ، لا أنكر أني أخاف من الحديث معه ، أشعر أحياناً وكأنه ينظر لأعماق روحي وهذا يوترني .
أحاول أن أتماسك ، أن أبدو صلبة ، كي لا يفهم توتري بطريقةٍ خاطئة ، ويظن أني معجبةٌ به.. رغم أني لا أنكر أن شخصيته مثيرة للإعجاب وبشدة!
فتح الباب وقال "ادخلي ، سنذهب للجامعة ، وسأوصلك بطريقي للمدرسة التي تعملين بها ."
"أنت تتبرع بسيارتك دوماً ؟"
"أتمنى أن تقبليها كدعوةٍ من جار ، كوننا نتجه كل يوم للمكان نفسه لذا ليس من الطبيعي أن تستقلي القطار دوماً ."
صمتت للحظة محاولةً التفكير بالأمر وأومأت بتفهم ، ابتسم جاكسون وأشار لي لأدخل لأرى شقتهما ، كانت مشابهةً لشقتي من حيث الحجم والتصميم ، لكن أثاثها أبسط ، كوني أحب التحف فأنا لدي الكثير منها وتعطي للشقة رونقاً فخماً .
دخلت المطبخ لأجد ليوناردو يعد الفطور ، ابتسمت للفكرة ، أنا لم أرَ شاباً يطبخ من قبل .
جاكسون وضع الكعكة على الطاولة وناولني سكيناً وثلاث صحون وقال وهو يشعل الموقد "أنا سأعد الشاي ."
وضعت قطعةً في صحن كل واحدٍ منا وفتحت أول حديث خطر ببالي كوني فتاةٌ فضولية أجلس مع شابين صامتين "إذاً .. منذ متى تعيشان معاً ؟"
"من البارحة .."
أجاب جاكسون وهو يضحك ليردف ليوناردو "كنت أعيش في منزل صديقي دين ، وجاكسون كان مع اعائلته ، ثم قررت الاستقرار لوحدي ..
لكن تعلمين .. كوني معتادٌ أن هناك شخصٌ معي دوماً لم أستطع أن أبقى وحدي ."
"بربك ليوناردو ، أنت من البارحة تناديني دين .."
قالها جاكسون ليرد الآخر "بربك جاكسون ، مرتان وحسب ."
"اسمي هو جاك ، أكره اسمي الكامل ."
"وأنا أكره اختصارات الأسماء ."
انفجرت ضاحكةً على جدالهما وقلت "في الواقع ليوناردو أنا أجد اسمك صعباً وطويلاً .."
نظر لي بطرف عينه وقال بابتسامة "يمكنك أن تختصريه .."
رفع جاكسون حاجبيه باستنكار وقال "حقاً ؟!! أنت لا تسمح لأحد ، ولا حتى راشيل ودين .."
وضع الطعام على الطاولة وقال "أنا سأعطي استثناءً لأسيل ، هل لديك مانع جاكسون ؟"
مجدداً لم أستطع أن أمنع ضحكتي ، وأخبئ بها استغرابي وقليلٌ من فرحتي ، استغربت كونه يتكلم بتلك الطريقة ، لكني فرحت كونه ميزني ، أحب دوماً أن يميزني الآخرون .!
"هل أنت مرتبط جاكسون ؟"
سألت أول ماقفز لذهني ليقول وهو يجلس أيضاً ويصب لي فنجاناً من الشاي "أجل .. اسمها راشيل وهي معنا في الجامعة .
تفضلي الشاي ، وابدأي بالأكل .""شكراً لكما ، سأكتفي بالشاي والكعك ، تناولت فطوري قبل الخروج ."
سألتهما كل سؤالٍ خطر ببالي عن حياتهما ، علمت أن جاكسون كان مع عائلته ، لكنه غادر المنزل بسبب الكثير من المشاكل ، يدرس الإحصاء ، يواعد فتاةً تدعى راشيل ، لديه أخ أكبر منه لكنه مسافر ، ولم يقل المزيد عنه .
أما ليوناردو كان في فرنسا وتأخر عن دراسته ، لذا هو أكبر عمراً من جاكسون وراشيل ، أنه يدرس الإحصاء ويعمل بالدعم النفسي ، كان يعيش مع صديقٍ له حتى استقر هنا ، وبالنسبة للعائلة فلا عائلة لديه ، والده متوفي ، وأمه تخلت عنه ..
استغربت كيف تتخلى أم عن ابنها ، سألته عن التفاصيل لكنه قال أن الأمر مر وحسب ، ولا داعي للتحدث عن الماضي .
أوصلني ليوناردو لعملي بسيارته ، وكلماته لم تغادر رأسي أبداً ..
"يمكنني أن أجيبك على سؤالك ، لكنه مجرد فتحٍ لصفحات الماضي ، الأمر لا فائدة منه ، آلام الماضي يجب أن تبقى به !"
To be continued
R.M
أنت تقرأ
Addicted | مدمن
Romanceهي سقطت كورقة خريفٍ ميتة لا يراها أحد ولا يلتفت للونها أحد..! "أحبك بحجم قذارة هذا العالم ." مدمن.. "ليوناردو رادكليف" R.M