6 |وحيدة|

18.5K 1.6K 447
                                    

[أنا وحدي
دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافير..
تفتش -بعد- عن بيدر

هكذا قال نزار..كم كان عطوفاً هو.

أن يصف وحدته بأسطر قليلة..  هل يدرك نزار بعد موته أني أغار منه ؟
لا أملك موهبته..  يصعب علي أن أصف وحدتي ، هو يسترق من الأبجدية كلماتٍ سهلة ، يريني أنه قادرٌ على حكاية قصته بأحرف .. شعرت أنه يغيظيني .

حين تقتلني الوحدة أنا حقاً لا أقدرعلى كتابتها ، وكأن الوحدة لا تكتب مع الغارقين بها ، وهل يستطيع السمك أن يصف جمال شروق الشمس على شاطئ البحر ؟؟
لذا.. أضطر آسفةً أن أبحث في كلمات الشعراء ليصفوني.

تسألني لم اخترت نزار دون سواه ؟ لست مهووسة القبانيات ، لكني حين قرأت أبياته بكيت ، نزار كان يكتبني ، يحكي عني بكل أحرفه التي أغار منها.

ربما تستغرب كلامي ، لكني صرت مثله..  أنا الآن أدخن ، بل إني مدمنة ، لن أكذب عليك..  صرت لا أطاق ، يبتعد الجميع عني ، ويتجنبونني تماماً .

البارحة كنت في محطة القطار الساعة الرابعة صباحاً ، كان المكان فارغاً ومظلماً ، لا شيء به.. سوى الدخان المنبعث من سيجارتي والمقعد الذي أجلس به 

لا صوت به..  سوى أنفاسي وأنا أستنشق السم الذي بيدي..
لا شعور به..  سوى كومة من الأحزان والأشواق تقتل بي فرحتي..

استغربت كيف وصفني نزار بدقة كأنه يراني..!  أظنها أنانية مني أن أشعر بالغيرة منه.

كنت أرتجف ربما برداً فالجو كان متجمد..  وكنزتي ذات الأكمام القصيرة لم تكن لتدفئني.

ربما خوفاً .. لم أكن أستغرب لو قتلت أوخطفت من أي عصابة في المنطقة.

وربما شوقا.. تستغرب صحيح!  هل يرتجف الشخص شوقاً ؟!
أنا أفعل !!
أرتجف دوما كلما تذكرت وأغرق في حزني أكثر

أشتاقك..]

حين أنهيت قراءة رسالتها ارتجفت كما فعلت هي ربما ، لكن ليس بنفس الطريقة ، لا برداً ولا خوفاً ولا شوقاً ، لنقل إني ارتجفت رهبة.

كلماتها كانت عميقة تتحدث من أعماق تحطمها بدت محاطةً بالكثير من الأوجاع وأن السهل الممتنع الذي تقرأه قد أثار أشجانها للحد الأبعد.

كتبت لها "من أنت ؟"

لكني لم أرسلها..  فكرت طويلاً ، هي ترسل الرسالة لشخصٍ تعشقه ، ويعرفها أكثر من اسمها.

لو كتب لها هذه الكلمات قد تحطمها ، لكني أكاد أجن..  أريد أن أعلم لم تخلى عنها ؟ لم يترك فتاة تكن له كل هذا الحب ويرمي رقمه مع دين ؟

في البداية كنت أملك شعوراً قوياً أن الرقم لدين ، لكني تراجعت ، هو لم يرتبط بأي فتاة منذ مدة ، قبل أن أسافر ربما ، يمكنني أن أعرف دون أن أسأله حتى .

Addicted | مدمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن