29 |تفتح قلبها لحبٍ جديد|

10.6K 1.1K 111
                                    

أتعلم ذلك الشعور ؟ شعورٌ مختلطٌ قاسٍ بين السعادة والحزن ، يميل بك نحو البكاء ، دون أن تدرك السبب في الغالب ، دون أن تعلم إن كانت دموعك دموع حزنٍ أم فرح !

كنت أعرف أن أسيل لن ترسل مرةً أخرى أبداً ، هي شخصٌ يتخذ قراراتٍ لا يتراجع عنها البتة ، لا أدري ما سر تلك الرعشة التي راودتتي ، كوني لن أقرأ كلماتها مجدداً ، ولن أعرف المزيد عنها -إلا بلغة جسدها- كان أمراً مزعجاً وسيئاً لي ، لكن قرارها ذاك له أبعاد كثيرة ، كثيرةٌ جداً ، تفكيري أنها قررت التوقف عن مراسلة ريكاردو يوصلني لفكرةٍ واحدة أنها نسته ، وهذا لم يكن وارداً أبداً ..

لم أفهم سبب ذلك ، كنت أحتاج لرؤيتها ، فقط نظرة واحدة لعينيها لأعرف السبب ، بدلت ملابسي وأخذت بعض الملابس الرياضية بحقيبتي لأتجه للنادي ، سيجارتي الثانية اليوم توضعت بين شفتي لأعلم أني فعلياً عدت للإدمان ، ها أنا أدمن التدخين بدل المخدرات ، ولا مجال للمقارنة بأي حال ..!!

منذ علمت بموت ريكاردو أدخن كل يوم أكثر من سابقه ، أعلم في قرارة نفسي كم هي مرعبة فكرة إدماني على شيء جديد.

لكني أعلم أيضاً وأومن تماماً أني سعيدٌ جداً بإدماني ذاك ، لست مستعداً أن يكسرني ضعفي وأعيش مقتاتاً على وجود بشرٍ محددين بجانبي .. أهمهم دين

في الفترة الأخيرة علاقة دين معي طبيعية ، لكن علاقتي معه باتت جافة ، أسمع دوما ما يقوله دين ، أنفذ طلباته فهي دوماً لمصلحتي ، لكن كوني افتعلت شجاراً كبيرا جدا يوم علمت بوفاة ريكاردو ، كوني صرخت بوجهه وكأنه المذنب وكأنه قتله هذا يشعرني بالذنب حقاً.

أغلقت باب سيارتي ووضعت حقيبتي على ظهري وقد اتخذت قراري "أنا يجب أن أعتذر اليوم لدين وأعيد الأمور إلى وضعها التي يفترض أن تكون به."

دخلت للنادي ، أخذت نفساً عميقاً قبل مقابلتي لأسيل ثم اقتربت أسجل حضوري.

"مرحبا أسيل.. "

رفعت نظرها إلي وابتسامة جذابة ارتسمت على شفتيها "ليونارو.. أنت عدت مجدداً ."

"أنا هنا دوماً ."

"أنت لم تأتِ في الآونة الأخيرة.. "

ابتسمت لها وقلت "لست بعيداً جداً.. بقربك دوماً. "

ضيقت عينيها وقالت "لا أفهم.. "

ابتسمت لها وضحكت قائلاً "أنا سأذهب لأسبح ."

"ستشارك بالمسابقة ؟"

"أجل.. في الغالب سأفعل."

"سأكون موجودة لتشجيعك. "

هي قالت لي ريثما أذهب ، وقد عقدت العزم أن أشارك حتماً.

بدلت ملابسي وقفزت حتى غطت المياه جسدي ، صعدت لأبعثر شعري المبتل وأطلق تنهيدة ، نزلت بجسدي مجدداً أسبح دون الصعود للسطح ، أحاول رمي كل طاقتي السلبية وأبعثرها في أجزاء هذا المسبح الذي غرقت به مرة ، وأنقذتني هي.

Addicted | مدمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن