49 |أقرب من جراحك إليك|

9K 1K 99
                                    

"كيف حالك ؟" 

قال دين متحدثاً على الهاتف ، تنهدت وقد علمت أنه يتكلم مع محامية شركته ، نهض وخرج نحو الشرفة لأزفر بضيقٍ واضح ، ابتسم جاكسون وقال "ستكون الأمور بخير ..!" 

"آمل ذلك ، دين مجنون ، وقد يقوم بافتعال مشكلة يطرد بها مدير المدرسة ." 

ابتسم ساخراً وقال "إنه يستحق ." 

تجاهلته وأمسكت هاتفي ، كنت قد عزمت أن أرسل لأسيل اليوم وأن أكتب لها ، كان عليها أن تفهم كل شيء ، يحق لها هذا ، لكني كنت أتخذ طريقةً صعبة .. 

إلى أسيل [يقول فهد العودة في كتابه مدينة لا تنام : 

وأحبك حتى الملل
وفي وحشة الليل ..
أحبك حتى البكاء

صباحك أحبك 
ومساؤك أحبك
وحين أنام ..
أحبك في الأحلام

حبك منارة
فحين تنكسر بوصلة قلبي 
أراك في المساء 
كبريق ضوءٍ عند حافة الظلام

فإنك تولدين ألف مرة 
في الطريق والرصيف
وعمود الإنارة وشبابيك الانتظار
وفي عتمة الليل وبزوغ الفجر 

وحتى حين أقول لك أحبك 
تولدين من رحم الكلمات 

ولأنك جئت في العمر مرة 
فإني أحببتك ألف مرة 
مرةً حين جئت .. 
ومراتٍ حين غبت 

ولأن عينيك (مجرة) 
إني أحبك حتى الغرق 
ولأن الحياة بعدك موتُ جميل 
فإني أحبك حتى الممات ..]

أرسلت لها وتركت هاتفي ، في النص الأصلي كان القسم الأخير يحوي (ولأن عينيك بحر)  كنت قد غيرت كلمة عينيك بحر ، لأني لم أرسل لها اصطفاف كلام ، كل ما اقتبسته كان من قلبي ، ومعبراً عني .. 

أستغرب أحياناً كيف ننجح في إيجاد أمورٍ نعجز عن التعبير عنها قد عبر عنها غيرنا بسلاسة ، أظن أني بدأت أفكر مثل أسيل ، لكني عشت ما عاشته هي ، وشعرت بشعورها .. فقدان الكلمات ، واستراقها من غيرنا ..

لحظات فقط حتى سمعت صوت تكسر في المطبخ ، قفزت أنا وجاكسون بينما دين مازال يتحدث هلى هاتفه في الشرفة .

فتحت باب المطبخ ودخلت لأجد أسيل ترتجف وهي تمسك هاتفها ، راشيل وضعت يدها على كتفها وقالت "ما بك ؟"

"لا شيء .."

اقتربت منها وسألت مدعيا الغباء "ماذا حصل ؟"

سمر أجابت وهي تحضر المكنسة من وراء الباب "لا أعلم ، وصلتها رسالة فتوترت ووقع الصحن من يدها. "

اقتربت منها ووضعت يدي على كتفيها وقلت "انظري لعيني.. "

هي نظرت لي بارتجاف ، لأضيع بمجرة عينيها
"كل شيء سيكون بخير حسناً..؟ "

Addicted | مدمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن