البارت:12
هل الصباح افاقت هازان سريعا جهزت الطفل و تجهزت للخروج من اجل الدراسة،وصلت الى المعهد فاستقبلتها بتول لاهثة و قالت:هازان اخبريني ماذا جرى البارحة؟لقد اختفيت بعد رقصك مع الأغا؟ و ما هي علاقتك به؟
هازان:انا...ثم سكتت وواصلت:بتول هل استطيع ان أأتمنك على سر؟
بتول:أكيد. انت صديقتي.
أخذتها هازان على جنب و حكت لها كل شيء.
شهقت بتول وقالت:هازان انت تلعبين بالنار.الأغا ذكي جدا و ليس بالشخص الذي تضحكين عليه.انتبهي جدا.
هازان:اعلم انه ليس سهلا،لكن ذالك لن يمنعني عن الإنتقام
بتول:برايي أنت تبالغين،هو لم يكن يريد هذا المنصب.لقد ارغم بسبب وصية أبيه
هازان:ذالك المنصب كان من حق يوكهان و بسبب خصامه معه و طرده من القصر مات هو و اختي و تركو ابنهما يتيما.بدات تبكي و هي تقول:انا لا عائلة لي سوى اختي،لقد اصبحت وحيدة.
حضنتها بتول وقالت:لديك ابنها لتربيه فانت بمنزلة والدته.و دعيك من الإنتقام، فعواقبه وخيمة.
هازان:و هل سيتركه لكي اربيه؟تعلمين ان هذا مستحيل،اذا علمو انني خالته،سيطردونني و لن أراه مجددا.عندما يكتمل انتقامي،سآخذ الطفل و اغادر البلاد
بتول:انك مخطئة. انه الأغا، اينما هربت سيجدك،فلا تحاولي خوض هذه الحرب معه،لانها خاسرة.
هازان:ليس عندي ما اخسره،لهذا ساذله و اخذ الطفل و أهرب.
بتول:حسنا امسحي دموعك،فالمحاضرة قد بدأت، و لنكمل حديثنا فيما بعد.
بعد المحاضرة غادرت هازان الى القصر و بمجرد وصولها،اخبرتها احدى الخادمات أن الأغا ينتظرها بمكتبه الرئيسي. توجهت الى هناك و كانت تعرف انه يريد التحدث عن سهرة البارحة،استجمعت قواها و دقت على الباب ،لتدخل و تجده جالسا وراء مكتبه و الكثير من الأوراق و الملفات حوله.امرها بالجلوس من دون النظر اليها،كان يبدو منهمكا بالعمل.
ياغيز:لابد انك تعرفين سبب طلبي اليك بالمجيء!
هازان:أجل، غالبا تريد مناقشتي على خروجي من دون إذن البارحة.
ياغيز:انا لا اناقش،انا اعاقب.
اجفلت هازان لسماع ذالك،فهي لا تريد ان تبتعد عن مراد،لهذا ردت:انا مستعدة لأي عقاب الا ابتعادي عن مراد
ضحك باستهزاء و قال:اذا مراد هو نقطة ضعفك.ثم واصل :لن استخدم مراد بالعقاب ابدا،لا تقلقي.ثم نهض من مكتبه و قال مشيرا الى الاوراق المبعثرة على مكتبه و قال:اريد ان تعملي لصالحي،هناك الكثير من الملفات من عقود بيع ،شراء،اراثة ،وووو ،يجب ترتيبها حسب التواريخ .هي مبعثرة وكثيرة،يجب ادخال كل هذه المعلومات الى الكمبيوتر،و بما انك خريجة كلية الحقوق فانك تفهمين بهذا المجال.و لهذا عقابك سيكون هذا العمل.
صدمت هازان لما سمعته،فهي لم تتوقع نوع هذا العقاب،فكل ما يفكر به هذا الانسان هو العمل.
قاطع شرودها قائلا:سوف تعملين معي بالمساء ،يعني بعد دوامك،ستعتنين بالطفل و تدرسين قليلا،ثم بعد العشاء سوف تعملين،عندما تنتهين من هذه الملفات سوف ينتهي عقابك.اعلم انه سيكون متعبا،لكنه عقاب و يجب ان تنفذيه.
هازان:حسنا،سابدا هذا المساء.ثم خرجت،ارتاحت كثيرا ستنفذ اي امر ماعاد ترك مراد.التقت بكريمة وفرح بطريقها و اقفتها هذه الاخيرة وقالت:هناك عمل مزدحم بالمطبخ،اذهبي و ساعديهم
هازان:انا اسفة لا استطيع،فقد كلفني السيد آغا ان اقوم بترتيب ملفاته المبعثرة ،ساهتم بمراد الآن و بعدها اعمل بمكتبه،لا وقت لدي للمساعدة بالمطبخ.
ثم ذهبت تاركة كريمة وفرح غاضبتان.
فرح:عمتي،هذه البنت تتمادى كثيرا،و مغرورة،اظن ان ياغيز يدللها كثيرا
كريمة بغضب:يدلل من؟انها مجرد خادمة مثلها،مثل غيرها،لا تكثرتي لها،ساهتم بها شخصيا ليطردها ياغيز.
فرح:اجل عمتي،ساساعدك بذالك.
درست قليلا و اعتنت بالطفل و بعد العشاء نيمته و تركته بالغرفة وتوجهت الى المكتب لتعمل.كانت تعمل قرابة ساعة لوحدها،كان العمل مرهقا كثيرا و من اجل انهاءه سيتطلب منها اسبوعا غلى الأقل. تاففت و قالت:كنت اظن انه عقاب سهل،لكنه صعب جدا.بعد ساعة اخرى بدأت تحس بالنعاس،اقفلت الكمبيوتر و ذهبت للنوم.
مر اسبوع وهي تعمل على تلك الملفات.كانت تلك الليلة اخر ليلة ستعمل فيها،لانها كانت على وشك الانتهاء،لم ترى الأغا ابدا و عرفت فيما بعد،انه ذهب في جولة الى العشائرو اسطنبول،من اجل اتمام بعض الأعمال.
توجهت بعد العشاء كعادتها الى المكتب و بدات بالعمل،لكن الكمبيوتر تعطل فجأة، حاولت معه كثيرا لكن لم ينفع معه شيئا .سمعت طرقا على الباب،كانت فرح آتية بكوب شاي،وضعته على الطاولة وقالت بمكر:جلبت لك الشاي لتركزي بعملك.
هازان:شكرا،لكنني لن اواصل العمل فالكمبيوتر لا يعمل
فرح بمكر:استعملي الكمبيوتر المجود بالمكتب الآخر.
هازان:تقصدين الكمبيوتر الموجود بغرفة الأغا؟
فرح:أجل، الأغا عندما يكون متعبا يعمل بمكتبه هناك بغرفته،
هازان:لكنه سيغضب اذا عملت بغرفته
فرح:انه مسافر،و سيغضب اكثر إذا لم تكملي عملك،لهذا اقترح ان تعملي هذه الليلة هناك،فاساسا لم يتبفى لك الكثير من العمل
هازان:انا على وشك الانتهاء،ساعة و انتهي.
فرح:اذا اشربي شايك و اذهبي ال هناك،فالكل نائم و لن يلحظك أحد .ثم خرجت