لبارت :19
توجها مباشرة بعد فطورهما الى اسطنبول.ارتاحا بالفندق قليلا،ثم غادر الى عمله بينما خرجت هي الى التسوق.ذهب ياغيز مباشرة الى مكتب المحقق،بعدما هاتفه البارحة و اخبره ان ملف هازان شامكران موجود وكامل.دخل المكتب و حياه ثم قال له:ياغيز انت صديقي منذ القدم.هل استطيع ان اسالك.ماذا تقربك تلك الفتاة؟
ياغيز بجدية:انها زوجتي.
استغرب فريد الأمر وقال:زوجتك؟
بدا الشك يدب بقلب ياغيز و قال:لما تسال؟هل هناك من خطب؟
فريد:بالحقيقة عندما تحريت عنها،ظننت انها تطالب بوصيتها على مراد ،و لهذا طلبت مني ذالك.لكنك حللت الآمر بزواجك منها،انت فعلا عبقري.
ياغيز مستغربا:لم افهم،ماذا تقصد؟
ضحك فريد و قال:كيف لم تفهم.بما انها خالة مراد،فهي يممنها المطالبة بالوصاية عليه أيضا.
ياغيز باستغراب:عن اي خالة تقصد،اشرح من البداية ارجوك.
فريد:الا تعرف انك واخوك المرحوم يوكهان قد تزوجتما من شقيقتين و هما هازان شامكران وايجه شامكران.
صعق ياغيز مما سمعه و صرخ:لا يمكن،هي صديقتها و زميلتها بالسكن فقط
فريد بجدية:ياغيز تحرياتي تؤكد اقوالي،هذا هو الملف،اذا اردت اقرأه عليك و إذا شئت اقرأه لوحدك.
مسك جبينه بيده فليلا وقال:اريد ان تخبرني عن شيء.هل وجدت شيء عن تعرضها للاغتصاب بسن الخامسة عشرة.
فريد نافيا:لا ،لا يوجد هذا الامر بتاتا
ياغيز بصوت مبحوح:أأنت متأكد؟
فريد:طبعا متأكد. فلو كان يوجد اغتصاب لكان ملف القضية بارشيف الشرطة وسهل الوصول اليه.
ياغيز:حسنا،هل الملف مدعم بالصور و الدلائل
ضحك فريد وقال:عيب ما تقوله صديقي.انت تشكك في قدراتي الآن. متى اعطيتك ملفا ناقصا لحد الآن.
تنهد ياغيز وقال:لم يحدث مطلقا،لكن تمنيت لو حدث ذالك مع هذا الملف.
فريد بحزن:انا اسف،لكن النساء لا مامن لهن.
وقف ياغيز وودعه قائلا :لا احتاج لاوصيك بأن يبقى هذا الكلام سرا بيننا.
خرج ياغيز وهاتف هازان،فردت عليه انها مازالت بالسوق،
توجه الى جناحه بالفندق و طلب زجاجة خمر وبدا يقرأ ملفها،و كلما اكتشف اكذوبة،ملأ كاسه و شرب حتى اوشك على الثمالة،كان الغضب و الخمر مسيطران عليه،راى صورها مع اختها و هما بالميتم ،و بعد تخرجهما من الجامعة،و عند نزهاتهما مع بعض.شتت الصور على السرير و هو يصرخ:كاذبة ،كاذبة.
كانت هازان قد مرت على شقتها ،دخلت و بكت كثيرا،لقد اشتاقت لاختها و لذكرياتهنا مها،كانت تحس و كانها بالسجن هناك ،فذالك القصر هو بمثابة سجن لها.لا مخرج منه ابدا،لكنها ضحت من اجل مراد،من اجل اختها التي احبت اكثر من أي شخص،لقد اقسمت ان تناضل من اجل مستقبل وحقوق مراد،و ستسعى لتحقيق ذالك.
كان قد حل الظلام عندما هاتفها وقالت انها بالسوق،لهذا توجهت الى اقرب متجر و اشترت بعض الملابس لها و لمراد.ثم توجهت الى الفندق.
دخلت الى جناحهما ،لكنها استغربت ذالك الظلام،فظنت ان ياغيز لم يعد بعد.اسعلت النور لتجده جالسا على الاريكة وبيده كأسا من النبيذ الأحمر، كان يبدو ثملا،تاففت وقالت:ألله آلله، ألن تقلع عن هذه العادة السيئة؟
اجابها والشرر يتطاير من عينيه:على الأقل انا اشرب امامك و لم اخفي عنك شيئا
هازان:اوه أجل، انت لا تشرب امام عائلتك لأنك تحترمهم،لكن امام زوجتك بلى تشرب.
وقف و زمجر قائلا :على الاقل عاءلتي تستحق احترامهم،عكس زوجتي.
صعقت هازان وغضبت وقالت:و لما لا تحترمني!ماذا فعلت لك.
اقترب منها ياغيز ونظر لعينيها مباشرة و قال:لانك اكبر كاذبة عرفتها بحياتي
هازان😨:ماذا؟لا افهم؟
جذبها من ذراعها و ادخلها الغرفة و اشار الى السرير قائلا :هذا هو كذبك.
صعقت هازان لما رات صورها مع اختها مبعثرة فوق السرير،دب الرعب بقلبها فجأة و قالت:ساشرح لك كل سيء،اسمعني فقط
اقترب منها اكثر وقال:مهنا شرحت و بررت،فلن اسامحك أبدا، بل سانقض جميع وعودي كما أسلفت الذكر و انت من بدات هازان.
هازان برعب:ياغيز اعترف بخطءي لكن لا تعاقب الخطأ بخطأ أخر.
بدأ يخلع جاكيطه و قد اصبحت عيناه كالبركان من الغضب و فك ربطة عنقة و ازرار قميصه،حاولت الهروب لكنه مسكها جيدا وقال:لن اخلف وعدي لك فقط،بل ساخلف وعد بورجو أيضا. ثم انقض عليها بقبل محمومة،حاولت التملص و الصراخ لكنه كان يحكم قبضتها و يسكتها بقبلاته.كانت الدموع تملأ مقلتيها،لم تعتقد ان تمر بمثل هذه الظروف يوما.كان كالمجنون،المجروح و المخدوع.بدات قواها تضعف و استسلمت أخيرا له و هي تبكي ،كاتت داءما تحلم بأن تقدم عذريتها لمن يستحقها.فهل كان ياغيز يستحقها؟ و هل كانت تستحق ذالك العقاب؟
انحنى جانبا بعدما انتهى وقال: و هاهو دليل آخر على كذبك.ثم نهض و توجه الى الحمام تاركا اياها غارقة بخزيها و دمها و دموعها.