14

2.9K 82 2
                                    

البارت:14
خرجت كل من سيفينش و كريمة بعد اعتذارهما من هازان.اما هذه الاخيرة فقد بقيت مصدومة مكانها و الدموع تنهمر بغزارة على وجنتيها مما راته و سمعته هذا الصباح.صحيح انها كانت تريد استمالته و جعله يقع بحبها و يتزوجها لتهرب بليلة الزفاف و تأخذ معها مراد وتجعله سخرية للجميع و تخمد النر التي بداخلها.لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.هاهي الآن امام الكل زوجة الأغا و منذ اسبوعين،استوعبت اخيرة مهنى هذه الكلمة وانتقضت بعيدة عنه
وقالت:عن اي زواج تتحدث؟لما كذبت؟
ياغيز بغضب:اظن بعد الكلام الجارح الذي سمعته،يجب ان تشكريني.اولا ماذا كنت تفعلين بغرفتي بتلك الساعة،و لما نمت على مكتبي؟
افاقت هازان من غفلتها وبدأت تتذكر ما جرى لها البارحة،فبدات تحكي له كل شيء.
سمعها جيدا وقال:هذا ليس مبررا،كنت استخدمت الكمبيوتر و عندما شعرت بالنوم لما لم تذهبي الى غرفتك؟
هازان:كنت اريد أن انهي عملي بسرعة
ياغيز:كنت أجلت ذالك،فانا لم ارغمك على انهاء العمل بسرعة فائقة. ام انك كنت تريدين انهاء ذالك العقاب بسرعة فائقة
هازان:حسنا انا آسفة، لكن لم اعلم انك ستاتي البارحة.
ياغيز:كانت اعمالي ستطول ليومين آخرين، لكني اسرعت و انهكت نفسي من اجل الرجوع الى هنا،و عندما اتيت للنوم مرهقا اجدك تغطين بالنوم.حاولت ايقاظك لكن من دون جدوى.
هازان:حسنا وماذا سيحدث الآن؟ نحن لسنا متزوجين اصلا وسينكشف ذالك حتما.
ياغيز:لن ينكشف شيء،سنقيم العرس بعد اسب ع لقد سمعت ذالك.
هازان:لكني لا اريد الزواج منك.
ياغيز:لقد فضحنا،اذا كنت قد تربيت باسطنبول ،فهنا ماردين.كم مرة قلت لك ان تحذري من الوقوع بالمشاكل.الكل رانا بوضع مشبوه حتى الخادمات.الا يهمك ان تتكلم الناس عنك بسوء و يطعنون بشرفك.
هازان بعزم:انا لا يهمني مادمت واثقة من نفيس
اقترب منها وزمجر قائلا :لكن انا يهمني،ماذا سيقول عني الناس؟زير نساء؟هل سيأمنون على زوجاتهم وبناتهم و اخواتهم بعد الذي سيسمعونه.
هازان:انت آغا و سيخافون منك
ياغيز:انا اريدهم ان يطيعونني لانهم يحبونني و ليس خوفا مني.
هازان:انت قلت اننا تزوجنا منذ أسبوعين، و العرس بعد اسبو ع فكيف ستحل ذالك؟
ياغيز بمكر:لا تفكري بذالك،غدا سنسافر الى اسطنبول و نتزوج بتاريخ قديم ثم نعود الى هنا لنحضر مراسيم الزفاف.
فكرت هازان قليلا،ف بما ستكون فرصتها حينها للهروب،لكن لن تهرب من دون مراد.فكرت قليلا و قالت:موافقة،لكن اريد طلب اخير لطفا
ياغيز:اعرف ماذا تريدين.لا تقلقي زواجنا سيكون على الورق فقط.انا لا ارغب بلمس امرأة لا اشعر باي سيءاتجاهها .لكن هذا سيبقى بيننا
صعقت هازان لسماع ذالك،فهي لم تفكر ابدا بذالك الجانب مادامت ستهرب.
اضاف بمكر:و احمدي الله على انني قلت قد تزوجنا منذ اسبوعين،فبذالك لسنا مطالبين باظهار عذريتك للعشيرة
احست هازان ان كل الدم الذي بجسمها قد صعد لوجهها.فهي لمتالف هذه الصراحة من أحد قبلا.
تنحنحت قليلا وقالت:حسنا ،هذا جيد،لكن انت لم تسمع طلبي بعد
ياغيز:و ماهو هذا الطلب المهم،لقد بدا الفضول ينتابني
هازان:اريد ان نأخذ مراد معنا بسفرنا
عقد ياغيز حاجبيه و قال:لماذا؟ انه طفل رضيع
هازان:اريد ان نتبناه،سيصبح ابننا رسميا بعد زواجنا.
دهش ياغيز من طلبها وقال:لكنه ابن أخي، فهو تحت وصايتي مثل ابني،لماذا تريدين ان نتبناه.
حدقت به لأول مرة بعينيه بجرأة و قالت:لكي يكون له الحق هو ايضا بمنصب الاغوية.
اشتعلت عيناه بالغضب وقال:اتتمنين موتي سريعا من اجل ان يحضى بالاغوية
هازان:انت لم تفهمني ،انا لم أقصد ذالك،فقط اردت ان تكون له فرصة عندما يكبر مثل أبنائك.
زمجر قائلا :لا تخافي لن يكون لي ابناء،و سيكون الوحيد الذي سيشغل ذالك المنصب بعد موتي
هازان باستغراب:ماذا قلت؟لم افهم؟
ياغيز بصوت مبحوح:انا عقيم،و ارجو ان يبقى هذا بيننا.اما مسألة التبني فانسيها،سيبقى مراد ابن اخي و له الحق الكامل بالاغوية.لا تخافي.
شعرت هازان بالفرحة والسعادة لرؤية انكساره بعينيه و ضمنت ان يكون ابن اختها منصب الأغا ليحل محل ابيه يوكهان،لكن سنان موجود ويمكنه ان يتزوج و يلد.
فقالت:هذا لا يكفي،فلديك اخ آخر يمكنه.
اوقفها بغضب:لا تكملي فالاغوية تمنح للاكبر اذا لم تكن هناك وصية.
ارتاحت هازان اخيرا لكلامه،و غيرت فكرتها بالهروب،و اقتنعت ان تبقى هنا بماردين لتربية مراد حتى تحقق حلم ابي و تسترجع حق ابيه الذي سلب.ستضحي بحياتها و شبابها من اجله.ستتزوج الأغا و هو قد وعدها بانه لن يقترب منها.ستكون زوجة الأغا لها نفوذها ومركزها،ستكمل دراستها ،اما الحب فلا وجود له بحياتها ابدا.
نظرت اليه وابتسمت ثم قالت:اذا اتفقنا،انا موافقة بالزواج منك سيد آغا

الاغا و المراوغهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن