البارت:7
وصلت هازان الى مطار ماردين حاملة معها ابن ايجه و يوكهان.كانت قد تلقت خبر وفاتهما .عن طريق التلفاز. كانت قد تدمرت و بدات تصرخ من شدة هول الخبر الذي وقع عليها.كانت تحب اختها كثيرا .فقد كانت اختها وصديقتها و ابنتها و كل شيء تملكه.بقي لها تلك القطعة من ايجه.احتضنته وبكت كثيرا على فراقها،لكنها اقسمت بان تنتقم لفقدان اختها و بقاء ابنها من دون والدين.كان تريد بشدة ان تحضر جنازة أختها، لهذا هاتفت اهل القصر و اعلمتهم انها ستحضر مساء ذالك اليوم وتحضر معها مراد.رأت من بعيد شاب يحمل يلبس طقما اسودا يمسك بلافتة مكتوب عليها هازان اوغلو.كانت هازان قد استعملت كنية امها لغرض ما.اقتربت من الشاب
و قالت:انا هي هازان اوغلو.ابتسم الشاب و مد يده وقال:انا سنان ايجمان،اخ يوكهان ايجمان.
بادلته الابتسامة و قالت:انا مربية مراد هازان اوغلو.
حمل حقيبتها و انطلقا بالسيارة متوجهين نحو القصر.كانت منذهلة من شساعة الحقول و الأراضي. كان سنان يثرثر كثيرا و يتباهى امامها بامتلاكهم لتلك الأراضي و تحكمهم بالعشاءر.
سالته باقتضاب:اسمع عن عاداتكم الكثير،فمثلا هناك آغا واحد يحكم العشائر كلها.
اجاب بفخر:أجل، فقد توارثت سلالتنا من جد الى أب الاغوية،فبعد وفاة والدي،استلمها أخي ياغيز.
هازان بمكر:اذا السيد ياغيز هو اكبر اخوتك؟
سنان:لا هو الاوسط بيننا،المرحوم يوكهان هو الكبير
هازان:اذا لما لم يستلم يوكهان منصبه،ما دام هو الأكبر؟
لم يجبها سنان لانهنا كانا قد وصلا.فتح باب القصر الكبير ،ليبرز عن وجود عالم شاسع و مختلف باعرافه وتقاليده.
ترجلت من السيارة وحملت الطفل ليوجهها سنان لمرر ضيق يؤدي الى ساحة كبيرة،كانت مليئة بنسوة لابسة اللون الأسود. اقتربت منها احداهن.كانت شقراء تشبه يوكهان،عيناها محمرتين،عرفت انها والدته.لم تكلمها،بل اخذت الطفل منها و حضنته وهي تبكي،لم تستطع هازان كبت دموعها ،فبكت معها و هي تربت على كتفيها.
اقتربت منها فتاة شقراء و قالت: انا فرح ابنة عم يوكهان،ان الأغا ينتظرك بمكتبه،فهل يمكنك اتباعي من فضلك؟
وافقت هازان و اتبعتها و هي تقول في قرارة نفسها:ها قد أتت اللحظة الحاسمة لالتقي بك ايها المتغطرس،فلن تفلت من عقابي أبدا.
فتحت فرح باب المكتب و اغلقت وراءها واختفت لتترك هازان مع ياغيز الذي كان يعطي ظهره لها.
امرها بالجلوس دون ان يلتفت اليهى وقال:لقد اخبروني انك مربية مراد.
اجابته بهدوء:أجل
التفت نحوها لتتفاجا من وسامته و ليتفاجا هو الاخر من جمالها،فكيف لمربية ان تكون في مثل جمالها.
سالها قائلا :مادمت كذالك.فهل تعرفين اذا كان للمرحومة أقارب؟ كل مااعلمه انها تربت بالميتم.
اجابت هازان:لا هي كانت وحيدة لا عاءلة لديها
سألها :كيف عرفت انها وحيدة.
هازان:لانني كنت صديقتها الوحيدة.كنا نتشارك السكن قبل زواجها من اخيك و كنت كاتمة اسرارها،لهذا اعرف ان لا عائلة لديها.
تنهد ياغيز وقال:حسنا الطفل بمكانه الطبيعي،ساكون الوصي عليه،مادمت انا عمه الاكبر و آغا العشيرة.
انقبض قلب هازان،فهي تعرف انها اذا ذهبت من هنا فلن ترى الطفل مجددا وحتى و ان هربت به سيجدونها لهذا فكرت بان تقول لهم بانها مربيته ليتقبلوها هناك.
اجابته هازان:هذا جيد،لكني مممن ان اطلب منك طلب ايها الأغا.
استغرب ياغيز وقال:طبعا ماذا تريدين؟
هازان:انا كنت احب ايجه مثل اختي و احببت ابنها كثيرا،برغم قصر المدة التي قضيتها معه.اهذا التمس منك ان تبقيني مربية لمراد.
حدق بها كثيرا و طالع بعيونه من فوق لتحت وقال:ماهي مؤهلاتك الدراسية؟
هازان:حصلت على الاجازة بكلية الحقوق هذا العام،و ساكمل لاصبح محامية.
رد عليها:هذا جيد.و مادمت تريدين ان تصبحي محامية،فلم تعملين كمربية
هازان:انا مضطرة للعمل من اجل تسديد مصاريف دراستي.ارجوك ان توافق.
ياغيز:كيف ستوفقين بين دراستك و عملك؟
هازان:سادرس بالبيت واحضر الامتحانات فقط.لا تخف لن اخيب املك.
ياغيز:حسنا،حسنا ساوافق،نادى لفرح و طلب تحضير غرفة خاصة بها وبالطفل،لانهما سينامان بنفس الغرفة.
ثم التفت اليها قائلا :اذا اردت حضور جنازة صديقتك،يمكنك ذالك،فبعد ساعة سيتم دفنهما.
سالت دمعة حارة على وجنتيها و قالت:اريد ذالك ،شكرا
