39

372 23 4
                                    

دازت يومين تقريبا و هو فالمستشفى... كان واقف فالاستقبال كي وقع وراق الخروج.... سالا و عطا لموظفة الاستقبال الوراق و تبسم ليها و هو غادي خارج وقف متردد، واش يرجع يشوفها و يعتاذر ليها؟ واش الاعتذار غيكون كافي؟ واش عندهم شي أمل يتصلح كلشي بيناتهم؟ باغي يرجع عندها و يعنقها مايطلقهاش و يقوليها شحال كيبغيها و بلي الدنيا بلا بيها ماكتسوى والو عندو، تقدر تبع قلبها و تنسى كلشي و تبدا معاه صفحة جديدة... صوت داخلي آخر قاطعو... لا، باينة عمرها غتسمح ليه و الا مشا عندها دابا غير غيكبر المشكل و تصدق واقعة ليها شي حاجة خايبة، و يكفي هادشي لي طرى ليها بسبابو... بزاف الأفكار كانو كيدورو ليه فراسو، تنهد و هو مغمض عينيه و كارز على ايديه بالعصاب... كلشي تدمر، عمرو يحلم بيها مزال، الحب ديال سنوات كثيرة ضاع فأيام قليلة، لحد الآن باقي مافهمش كيفاش تقلبات الأمور و وصلات لهاد النقطة...
طوني: كلشي بسبابك ا بابا....
نطق هاد الجملة قبل ما يحل عينيه و هو كيمسح ديك الدمعة لي خانتو... زاد بخطوات تقيلة و هو كيحس براسو ما باغيش يمشي باغي يرجع عندها و يعنقها عندو و يقوليها شحال كيبغيها و يطلبها تسمح ليه و مايتفاكش معاها واخا يوقع لي يوقع.... و لكن من الأحسن يبعد عليها حيت القرب ديالو ليها كيرجع ليها بالضرر، و بسبابو ترونات حياتها.... نفى هاد الأفكار و هو كيضغط على راسو باش مايبقاش يفكر بزاف و يدير لي كيبان ليه مناسب، طلع النفس بالجهد و جا خارج... غير وقف فالباب و هو يلمحها جايا، رجع بالزربة قبل ما تشوفو و دخل لواحد القاعة و بقا حاضيها....
كانت لابسة كسوة طوييلة فالبيض و صندالة مشبكة فنفس لون الكسوة و دايرة لشعرها ضفيرة على جنب و رغم محاولاتها باش تغطي بالميكاب و يبان وجهها مشرق و حيوي الا أن هالة الحزن كانت محيطة بها و هادشي باين، جايا كتمختر و حاطا ايدها على كرشها، كتمنى ماتكونش حاملة حيت ما باغاش تجهض كيبقا ولدها و طرف منها، و لكن الا كان من داك الشيطان كيف كتسميه ما غاديش تردد فأنها تعمل الاجهاض، فنفس الوقت ماباغاش تكون حاملة باش تندم ناصر على الكلام لي قال، و عاد الا طلعات ماحاملاش عندها حظوظ كبيرة فأن ناصر يخليها تمشي فحالها و ينساها عليه.... قاطع أفكارها فاش حسات بايديه محاوطين خصرها و تاجه بيها للاستقبال....
ناصر: اتصلت البارحة، لدي موعد مع الطبيبة ناينا
الموظفة: حسنا سيدي، بما أن لديك موعد، اتجه الى الطابق الأول مكتبها عند آخر الصف
مشا بلا حتا كلمة و هو مهبط الكاسكيط على وجهو، بما أن اكرام خرجات أسرارو للشرطة الفدرالية فراه فأي لحظة يقدرو يلقاو عليه شي حاجة، أما هي كانت كتحاول تفلت منو و تحيد ليه ايديه و لكن معااامن، زاد زير ليه على خصرها و صبعو لي على كرشها ورك عليها بيه حتا حسات بيه غيخرج من ظهرها، هزات عينيها فيه مغرغرين و كيلمعو بالدموع....
اكرام: أ...أنت تؤلمني
ناصر: الألم هو ما ستعيشينه عندما أتأكد من حملك هذا
اكرام ضربات الطم و هبطات راسها و الدموع محجرين فعينيها.... وصلو عند الطبية ما كان حتا واحد من غيرهم، دق و دخل، الطبيبة هزات راسها شافت فيهم بابتسامة عريضة ...
ناينا: مرحبا، أكيد أنتما الزوجان الذين اتصلتما البارحة، من أجل أخذ الموعد
ناصر: أجل، أريد أن أجري إجهاضاً
الطبيبة هزات فيه راسها مصدومة و قبل ما تهدر جاوبها
ناصر: أقصد، هي من ستجري الإجهاض
ناينا: حسنا، أنتما متزوّجان ؟
ناصر:(بحدة) ما دخلك ؟ كم امرأة عزباء تأتي إليك في اليوم لكي تجري اجهاضاً، اعتبري هته التي أمامك واحدة منهن
اكرام غير سمعاتو باش وصفها و بيمن شبهها و قدام طبيبة مزال صافي حسات بالدنيا كدور بيها، ما حملاتش راسها، توقعات أي نوع من الاهانات الا هاذا، هزات عينيها فيه و الدموع كيهبطو كترجاه بعينيها يسكت و ما يزيد حتا كلمة.... الطبيبة بقات فيها اكرام واخا ما عرفاتش شنو القصة بيناتهم و لكن الموقف لي حطها فيه ماتبغيهش لعدوك، شافت الجو مشحون و حاولت تبادر بالحديث و تعتبر كأن شيئا لم تسمعه...
ناينا: هل يمكنني رؤية اختبار الحمل؟
ناصر: لم نجري أيّ اختبار
ناينا: و كيف سنتأكد من الحمل، اذهبا الآن و عندما تتأكدان، إن كنتما لا تزالان مصرين على الاجهاض، نفعلها...
ناصر طلعات ليه عايشة حس براسو غير جا حرق دمو عندها و ضيع وقتو صافي، ناض بلاما يهدر و جر اكرام من ايديها غادي خارج و خلا الطبيبة كتمنى لاكرام الصبر لأن ناصر باين مجهد.... غير فاتو المكتب ديال ناينا و هو يطلق من ايدها و وقف كينهج و ايدو على وجهو كيمسح العرق، جمع ايدو على شكل قبضة و ضرب فالحيط و دار عندها موجه ليها صبعو و كيتحلف
ناصر: غنمشيو نديرو الفحص، و من بعد غنرجعو عند هاد خيتي انا ليوم بغيتك تنزلي داكشي لي فكرشك
اكرام كتحس بالماس فقلبها من حر الهدرة لي كيقول، و لكن ما عندها باش تجاوبو حبت فنظرها هو بلا احساس مايمكنش تقنع حجرة تولي شجرة، و شحال ما هدرات معاه ما غيفيدش اللهم تسكت
ناصر: (كيهدر تحت من سنانو) هضرت معااااك جاوبيني، ولا غنديرو شي شوهة هنااا
اكرام:(ببرود) واخا
ناصر طلعات ليه فراسو بهاد السكات ديالها، من الصباح لي جا فيه و دار ليها ديك الحالة و هي ساكتة ما كتجاوبش معاه نهائيا و لكن أكثر حاجة معصباه هي الاحساس لي فقلبو و ماعرفوش حتا شنو هو، المهم أنه خانقو... زفر بعصبية و عاود جرها من ايدها فاتجاه مختبر التحاليل....
كان خارج من عند اناينا من بعدما كان مراقبهم و خلاهم حتا خرجو و دخل عندها كيسول... ملامحو ماواضحاش و لكن أثر الصدمة باينة عليه... فبحال هاد الأوضاع كان خاصو يعيط لباه و يقولو الجديد و يقولييه شنو يدير.... و لكن دابا مايقدرش يديرها، هو عرف باه اش كيسوى، يقدر غير تفشل ليه خطتو بسباب هاد الولد لي حاملة بيه اكرام يقتلها هي وياه.... تنفس بصعوبة و زاد كيتمشى بخطوات بطيئة باغي غير يمشي من هاد المستشفى ما بقا باغي والو آخر
كانت يلله فاقت من أثر البنج، راسها باقي عاطيها الحريق و كتحس بالزلزال فيه، معلقين ليها رجليها مفرقين فواحد اللعيبات بحال العلاقات، شادين من السقف حتال السرير، هزات ايديها كتلمس البانضات لي مغطيين وجهها بالكامل.... هبطو 2 دمعات من عينيها حارين، شنو وصلها لهاد الحالة حتا ولات مليوحة فالصبيطارات بوحدها حتا حد ما معاها، تغربات على عائلتها و حبابها و بلادها على قبل واحد مايستاهلش، على الأقل غير يجي يطل عليها ولا حتا هادي كبرها فيها و باقي مقصح راسو و كيعتبرها هي لي غالطة، دعاتو لله.... غمضات عينيها و هي كتمنى من الله تاخذ طلاقها و يفك سراحها من طوني، بغات غير ترجع لبلادها و ترجع لخدمتها و حبابها و اهلها، ما بغات والو من هاد الدنيا من غير تلاح فالحضن ديال ماماها و هي كتبكي و ماماها كتمشط ليها شعرها و تقرى عليها القرآن بحال فاش كانت كتمرض و هي صغيرة....

القاتل المأجور (متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن