.
..
.
" عزيزتي هيا كفّي عن البكاء و دعينا نختر إسماً لصغيرنا الجميل، لقد أخبرني الطبيب أن نقص الميلانين لن يمنع طفلنا عن العيش لذا إبتهجي "
..
.
.
" لنسميه ساتو عزيزي "
..
.
.
- في مرحلة ما قبل المدرسه -"ما إسمك؟"
" ساتو"
" ساتو.. إنه حقاً إسم غريب هل أنت من هذه البلده؟ "
" ساتو تعني سكر باليابانية"
" هاذا يعني أنك ياباني، هذا رائع! "
" أجل"
" لِمَ شعرك أبيض؟ أليس جميع سكان اليابان شعرهم أسود"
"لا أعلم حقاً ولكني ياباني مميز فإنني مصنوع من السكر.. هذا ما تخبرني به أمي دائماً "
..
.
.- في المرحلة الإبتدائية -
" رحّبوا معي بساتو زميلكم الجديد أتمنى أن تعدّوه صديقاً لكم و أن تعاملوه جيداً "
" أستاذ هل لي بسؤال؟ "
" تفضّل صغيري "
" لماذا شعر ساتو أبيض.. هل هو رجل كبير بحجم صغير؟ "
" انا سأجيب يا أستاذ، حسناً أنا أعاني من نقص في صبغة الميلانين و بشكلٍ ما هي لها علاقة بلون الجلد و الشعر و العينين لذلك شعري أبيض كما أن ما قمت بوصفه قبل قليل يسمى ب داء القزامة "
" أوه ساتو أنت حقاً طفل ذكي، الآن إجلس في إحدى المقاعد الفارغة"
.
..
." ساتو عزيزي لا تخرج من المنزل، أرجوك لا تُقلقني عليك "
" أمي لكن.. أودّ اللّعب معهم "
" صغيري أنت تعلم أن الشمس مضره لعينيك صحيح.. يمكننا أن نخرج معاً في المساء لتناول المثلجات ما رأيك؟ "
" حسناً امي "
" سكّرتي الجميله لا تحزني، لا أحب أن أرى وجهكي العابس "
..
.
." صغيري لِمَ البكاء؟ "
" أمي إنهم يسخرون مني، جميعهم يبتعدون هم لا يريدون اللعب معي أخبرتهم أنه ليس معدٍ، لكنهم لا يجيبون "
" لا تحزن جميلي أليس صديقك المقرّب دانيال بجانبك؟ "
" حتى هو قال أنه لا يريد أن ينبذه الجميع بسبب أنه صديقي، هو مُزيّف يا أمي و ليس حقيقي "
..
.
." لماذا أسميتماني بهذا الاسم؟ "
" لأنك مميز جداً، أنت سُكّر أضيف لحياتي و والدتك، أنت كل ما هو جميل بها، أنت التكملة لكل ما هو مفقود "
" حقاً! ، رائع هذا يشعرني بالراحه و الإطمئنان "
" لماذا سُكّرتي؟ "
" الأولاد في المدرسة يقولون بأنه تم إختيار السكر لوصف لوني الشاحب، إنهم يمزحون فقط هذا مجرّد هراء صحيح أمي؟ "
..
.
.- في المرحلة الإعدادية -
" هيا جميلي إستيقظ ستتأخر على المدرسة "
" ليس لدي أصدقاء، حتى لدينا حصة رياضة.. سيسخر مني الجميع عندما أرفض الخروج للساحة بسبب الشمس و عيني، كل هذا فقط متعب لذا دعيني أكمل نومي، من يهتم حتى إن ذهبت أم لم أفعل! "
..
.
." أمي.. عيناي تؤلمانني "
.
..
.هناك في الزّاوية تبكي بهستيرية، كيف لا وهي ترى طفلها الوحيد يزداد حزناً و سوداوية يوماً عن الآخر
..
.
.تكاد تُجن بعد أن أوقفت سُكّرها عن محاولة إنتحار فاشله و لم تكن الأولى خلال هذا الأسبوع
..
.
.هي تموت ببطئ الآن، أصبحت أشبه بوردة ذابلة، كيف لا و إبنها يعاني من الإكتئاب و يتلقّى جلسات علاج لا يبدو أنه يستجيب لها
..
.
.هو يهوي إلى الحافّة
..
.
.لقد تغيّر تماماً، ليس بالشيء الغريب... فقد مرت مضى عاماً كاملاً
--
أنت تقرأ
SATOU
Teen Fiction"لطالما أخبرتني أمي أن أحب أصلي.. لكنني لم أشعر يوماً بالإنتماء" ماذا يحدث عندما تجد نفسك مجبراً على مجالسة.. مجاراة.. و مصادقة من تكبرهم بأعوام، العيش في مجتمع لم تجربه يوماً.. أن تعيش الحياة على طريقة البشر العاديين.. وليس مريض أضاع سنوات من عمره...