.
.استيقظت باكراً و أعددت الفطور لي و لجاستي، تناولت حصّتي و لم أجد ما افعله بعدها، الوقت مبكر جداً لكني معتاد على الأكل في مثل هذه الأوقات
بينما أقوم بترتيب حقيبتي جال في خاطري ساتو، عندما ذهبت البارحة للمدرسة وجدته هناك بالفعل.. يبدو أني لست الوحيد الذي لا يجد ما يفعله صباحاً
ارتديت بنطالاً أسوداً كما حذائي الرياضي و قميصاً باللّون الأصفر، قد أتعرّض للتنمر بسبب هذا لكني لا اهتم، لقد أخبرني أخي أنّ تلك الألوان تجلب التفاؤل
قرّرت الذهاب لساتو، هو قد يضربني و يبصق على وجهي لكن لا بأس
هو قد فتح لي الباب و أدخلني أيضاً، لم يقم بطردي كما توقّعت
رأيت محاولته الجّادة في أن يتعامل معي بشكل جيد و هذا أعطاني قليلا من الأمل
من الواضح أنه غير معتاد على تكوين الصداقات كما انه قليل الكلام
هو يبدو مسترخٍ جداً، عيناه ذات اللون الأزرق الباهت المائل للرمادي.. كان الإرهاق بادٍ عليهما
هو يفتقر للحياة، لقد بدى لي كجسد فقد روحه
-----
" ساتو أريد اخبارك شيئاً "
قلت بهدوء ليدير وجهه ناحيتي بعد أن جلس على مقعده
طريقنا للمدرسة كان مليء بالصمت وهذا ازعجني قليلاً.. فضّلت احترام رغبته في عدم التحدّث، لكن الآن لم أعد استطيع
" ماذا؟ "
اخرجني من شرودي لأجلس بجانبه و أتّكئ على الدّرج انظر له
" أنا لا أدخّن، لقد كذبت "
" لا يهم "
ماذا.. لا يهم!
حسناً هذا لم يكن الرّد الذي توقّعته" آسف "
ضمّ قبضته و رفع إبهامه ليجعلني احتار، هل جميع ردوده مختصرة بهذا الشكل؟
" كم عمرك؟ "
" ثمانية عشر "
في الحقيقة لم أبدِ ردة فعل على ذلك، أعني.. إن رأيته صدفةً في الممر قد تخاله المستشار أو أيّ شيء عدا طالب، كما أنه يبدو أكبر من عمره قليلاً
من المفترض أن يكون في عامه الثالت لكنه في الأول الآن..
انتابني الفضول لأعرف سبب تأخّره كل هذه السنين لكن لا أريد أن أبدو متطفلاً

أنت تقرأ
SATOU
Roman pour Adolescents"لطالما أخبرتني أمي أن أحب أصلي.. لكنني لم أشعر يوماً بالإنتماء" ماذا يحدث عندما تجد نفسك مجبراً على مجالسة.. مجاراة.. و مصادقة من تكبرهم بأعوام، العيش في مجتمع لم تجربه يوماً.. أن تعيش الحياة على طريقة البشر العاديين.. وليس مريض أضاع سنوات من عمره...