.
.وقف ذو الخصلات الفاحمة أمام تلك البوابة المشؤومة، كانت تلك المرة الثانية التي يقف فيها هنا
أما المرة الأولى فكانت عندما أحضر باري بغرض العلاجهو لم يقم بزيارته بعذر أنه ليس صديقه ولا يهتم له، لكنه لا يعلم لماذا كلما نظر له تتبادر صورة ديفيد إلى ذهنه
تيدي لم يرد أن يتعلق بأي أحد من هؤلاء الصبيان، لم يكن حتى دائم التسكع معهم
هو دائماً ما يجد عذراً للتملص منهم، لكن تلك الأيام القليلة التي قضاها في الإعتناء بباري أعادت له ذكريات لم يرد حقاً تذكرها والأسوء هو ذكر كارل لها بصراحة أمام وجهه وأمام الجميع
حقيقة أنه أصبح مثل والده الذي كان يمثل جحيم أسرته الصغيرة و عجزه عن مساعدة أخيه
عند فضح كارل لماضيه هو شعر أنه معراً أمامهم، لا شيء يغطي قباحة روحه عن الملأ
كلما أراد العيش كشاب طبيعي يتذكر عدد الأناس الذين قام بتشويههم
كم من شخص قتل وكم من شخص قد تسبب له
بعاهة مستديمةلا ينكر أنه يشعر بالتلذذ في بعض الأحيان، لكنه أيضاً يشعر بالأسف من أجلهم ومن أجل نفسه
هو تنفس الصعداء يمرر أنامله بشعره عدة مرات ليدخل باري رفقة الحارسين الضخمين
" هلا أفلتماه!"
خاطبهم ببرود يرمقهم بيعينيه الضيقتين يحمل نظرة تسبب القشعريرة لمن يتلقاها
أفلت الرجلان باري الذي إنفردت تقاسيمه منذ أن لمح تيدي، هرول يحتضنه لكن الأكبر لم يبادله الإحتضان
مرت بضع ثوان ولم يبتعد باري مما أربك تيدي، حاوطه بذراعيه بخفة لجزء من الثانية ليبعده عنه أخيراً
" كيف حالك؟"
تمتم تيدي ليهز باري رأسه للجانبين
" لست بخير تماماً ، ولكنني على قيد الحياة"
تحدث بخفوت يكشف عن ساعديه لتيدي، كانتا مملوئتين بآثار طولية غليظة محمرة وتبدو حديثة أيضاً
راقب تيدي جروحه الواحد تلو الآخر وباري يكشفهم له وكأنه يشكو من فظاعة هذا المكان
قام بوضع كفته فوق رأسه المحلوق بعشوائية يربت على شعيرات الأصغر الشائكة
" هل أخرجك من هنا؟"
" أيمكنك ذلك؟"
أنت تقرأ
SATOU
Teen Fiction"لطالما أخبرتني أمي أن أحب أصلي.. لكنني لم أشعر يوماً بالإنتماء" ماذا يحدث عندما تجد نفسك مجبراً على مجالسة.. مجاراة.. و مصادقة من تكبرهم بأعوام، العيش في مجتمع لم تجربه يوماً.. أن تعيش الحياة على طريقة البشر العاديين.. وليس مريض أضاع سنوات من عمره...