.
." كارل أنا غداً لدي إختبار و تشنّجت قدماي من البرد"
بدأ بالتذمر لتخرسه نظرات كارل المنزعجة
" دع عقلك يتشنّج أيضاً علّه ينجيك من مشاكلك"
" إن كنت لا تقوى على مساعدتي اتركني إذاً!"
قال بضيق و قد بدأ صبره ينفذ، هو لم يتوقع أن يكون الأكبر بهذه القسوة فقد ظنه يمزح بقوله أنه لن يقحم نفسه في مشاكله لكنه اقتنع الآن أن كارل مختلف عن ساتو.. و مختلف تماماً عن مارتن، حتى تيدي كان يساعده أحياناً
" بلى أقوى و قد فعلت بالفعل، و من هذه اللحظة إنسى أي شيء يخص الترويج و لأني أقسم لك أن هذه المرة الأولى و الأخيرة التي أساعدك بها"
قال بهدوء و حزم ليكمل بتنهيده
" اعمل مع مارتن، هناك تجد المال و الكحول.. الفتيات و القذارة مثلما تحب"
اخفض باري رأسه بخجل، هو يعلم انه مراهق طائش ليس إلا، رفع رأسه كأنما تذكر شيء ما
" لا أستطيع.. لم تنفذ الممنوعات من عندي بعد، لدي منها الكثير"
" اتركها لإستخدامك الشخصي"
رد كارل ببرود ليندهش باري مردداً
" لدي الكثير منها! "
" ألم تكن أنت من إستنشق الهيروين بفتحة أنفك تلك؟"
قال بسخرية يذكره بما قاله لزاك عندما نعته بالقاصر ليعقد باري حاجبيه
" هل تشجعني على تعاطي الممنوعات؟ "
" هذا أنفك و ذاك قلبك و جهازك العصبي و عقلك يكونان ملك لك.. أنت حر بإتلافهم أو الحفاظ عليهم "
قال يشير لما يذكره بينما يحرك كتفيه بسطحية ليسترسل في قوله
" أنت تؤخرنا بثرثرتك، ربما إن كنا نكمل سيرنا بدلاً من النقاش عن أعضائك التالفه لكنا اقتربنا ولو قليلاً"
انكمشت ملامحه بإنزعاج في نهاية حديثه و اقترب من الطريق العام ليوقف سيارة أجرة
تنهد باري براحة وهو يغوص بجذعه في مقعد العربة، لم يكن المقعد بتلك الطراوة بل كان صلب عادي لكن الأشقر كان أتعب من أن يلحظ ذلك
اتكئ برأسه على النافذة يراقب سير الطريق بفتور، دقائق تلو الأخرى.. قد تأخر الوقت حقاً
رغم أنه معتاد على السهر لكنه منهك و الطقس لا يساعد أبداً

أنت تقرأ
SATOU
Teen Fiction"لطالما أخبرتني أمي أن أحب أصلي.. لكنني لم أشعر يوماً بالإنتماء" ماذا يحدث عندما تجد نفسك مجبراً على مجالسة.. مجاراة.. و مصادقة من تكبرهم بأعوام، العيش في مجتمع لم تجربه يوماً.. أن تعيش الحياة على طريقة البشر العاديين.. وليس مريض أضاع سنوات من عمره...