SATOU

4

.
.

خرج من مكان عمله الذي يبغضه كثيراً ليتّجه نحو منزله، منزله الذي و بالصدفة يكون مقابلاً لمنزل أول مصدر إزعاج في حياته المدرسية

هو قد سمع أن هناك من انتقل لذلك المنزل حديثاً، لكنه لم يكلّف نفسه عناء تمثيل دور الشّخص الجيّد و الودود الذي يرحب بجيرانه الجّدد و يصنع لهم بعض الكوكيز

واللعنه لو علم أنه من خلف ذلك الحائط سيظهر ذاك الزاك... لكان قد قدّم لهم كوكيز مسمومة بأوسع إبتسامة قد يتمكّن من وضعها على وجهه الفارغ

وقف أمام ذلك الملهى، و لأول مرة هو يتردد في دخوله، بدى مشوشاً لحد ما، هو في النهاية قرر عدم الدخول

استدار ليتجول في الطرقات بلا هدف، الآن أدرك أنه يماطل في العوده للمنزل.. و إن صح القول هو يتهرّب من الذهاب لهناك

لا يريد أن يشعر بالمسؤولية و يدرس، لا يريد أن يبتلع تلك الحبوب المنوّمة، والأهم... هو لا يريد أن يرى مرآة في حياته لا يريد أن يغرق في أفكاره تلك

-----

ها هو يقف أمام ملهى صديقه مجدداً
وجد أنه ليس من الجيد أن يجلس وحده هكذا، هو قد يقفز من الجسر الذي كان يتّكئ عليه منذ لحظات دون تفكير

" مارتن.. أخبرني كيف أحظى بحياة مدرسية طبيعيه؟ "
سأل صديقه مباشرةً دون مقدمات

هو يثق بمارتن كثيراً، صحيح أنه يملك ملهى و قد يكون فاسد قليلا، لكن لديه عقل حكيم و يقول نصائح رائعة حقاً

" فقط أدرس جيداً، لا تسبب الكثير من المشاكل و لكن اضرب من يضربك، أيضاً في حال لم تعلم.. التّدخين ممنوع بل قد يكون محرماً في المدارس لذا توقف عن هذه الأشياء على الأقل حتى تصل لمنزلك، والأهم عزيزي.. إيّاك أن تبقي ذاك المسدس داخل حقيبتك "

ألقى مارتن تعليماته بينما يفرّغ قارورة ماء في كأسه، أجل ماء، أخبرتكم أنه فاسد قليلاً.. وليس كثيرا

" ماذا لو أخبرتك أن هنالك من فتّش في حقيبتي و رأى علبة السجائر و أيضا.. كان المسدس داخلها ولا اضمن أنه لم يره "

قال ساتو بنبرة لا يشوبها ولو قدر قليل من التوتر، كأنه يتحدث عن شطيرة جبن و حليب مخفوق.. وليس مسدس و سجائر

" أنت حتماً مختل يا فتى، لن أسألك كيف حدث ذلك.. لكنك فقط مختل، حسناً ببساطة صادق ذلك الشخص أنت قد تحتاجه على أيّ حال لذا يجب أن تكوّن بعض العلاقات تعلم ما أعني صحيح؟ "