.
.يتربعان إثنيهما بمكانهما المعتاد في سطح المدرسة، زاك يخرج علبتي طعام من حقيبته بينما ساتو لا يفعل شيء سوا إحتضان سيجارته بين شفتيه
"تريد تجربتها؟"
نبس ساتو بحماس للآخر الذي سحب السيجارة من فمه ليعبس فوراً عندما أطفأها زاك حاكاً لها مع الأرض
"لماذا تحضر لي الطعام دوماً زاك لا تتكبد العناء، أنت ومارتن تنويان جعلي بديناً.. هو بالفعل قد وضع علبة طعام داخل حقيبتي"
تذمر فيما يتجاهله زاك يضع حصته أمامه ليتناول هو بتلقائية فقد أصبح هذا روتيناً على أي حال
هو يتذمر كل يوم، وفي كل مرة يقوم زاك بإجباره على تناول طعامه أمام ناظريه"أنت هزيل جداً يا ساتو عليك تقوية بنيتك قليلاً "
" ها أنت تتصرف كوالدتي مجدداً"
قهقه زاك بخفة فمه مليء بالطعام تحت نظرات الاكبر المتقززة، هو لطالما أخبره أن يجد حلاً لهذه العادة
"كيف حالها"
قال بفمه المحشو ليجيب ساتو ببساطة
"لم أتصل بيها منذ مدة"
"ربما عليك ذلك، هذا آخر إختبار قد بدأت العطلة بالفعل عليك طمأنتها وهكذا تعلم.. "
أومأ المعني عدة مرات
وبعد برهة من الصمت تحدثا في وقت واحد
'اسمع'
أشار ساتو بيده لزاك بمعنى تفضل، هو يعلم صديقه يملك فم ثرثار لن يسمح له بقول أي شيء" ماذا قررت بشأن زيارة قبر والدي؟ "
" سآتي"
استبشرت تقاسيمه يرمق ساتو بشكر وامتنان كادت أن تفيض عينيه، كفكف دموعه ليسأل مجدداً
"ماذا أردت أن تخبرني؟"
وضع ساتو شطيرته جانباً يمسك كتف الأصغر بإحكام
"ما رأيك أن تجرب التدخين"
ارتد زاك للخلف بارتباك يرمق صديقه الذي ينظر له بحماس وقد أخذ قراره مسبقاً بالرفض هو يكره هذه الأشياء
"لا ساتو أنا بخير هكذا"
"حقاً.. ألم تشعر يوماً بفضول لتُجرّبه، أنت حتى لم تقم بتجربته خفية؟ "
تسائل بذهول يرمقه بنظرة تخبره كم أنت ممل
"لا لم أفعل من قبل، أعلم بضرره ولا أحب أن أضر بنفسي"

أنت تقرأ
SATOU
أدب المراهقين"لطالما أخبرتني أمي أن أحب أصلي.. لكنني لم أشعر يوماً بالإنتماء" ماذا يحدث عندما تجد نفسك مجبراً على مجالسة.. مجاراة.. و مصادقة من تكبرهم بأعوام، العيش في مجتمع لم تجربه يوماً.. أن تعيش الحياة على طريقة البشر العاديين.. وليس مريض أضاع سنوات من عمره...